مسلمو تركستان .. هكذا تقمعهم الصين وحكومة «السيسي»

الجمعة 7 يوليو 2017 12:07 م

أينما تكونو يدرككم القمع.. شعار جديد يبدو أن النظام المصري بقيادة الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» أراده لمسلمي تركستان الشرقية أو ما يعرفون بمسلمي «الإيغور».

فمن أمن منهم اضطهاد النظام الصيني مسافرا إلى القاهرة حيث الأزهر الشريف ليدرس العقيدة الإسلامية ويتعلم القرآن، لم يأمن مكر النظام المصري الذي شن خلال الساعات الأخيرة حملة اعتقالات بحق العشرات من طلات تركستان الشرقية، بالقاهرة، بشكل مفاجئ وبدون أي مبرر يذكر.

غير أن أنباء متواترة وردت من مصادر متطابقة أكدت أن تلك الحملة تجري بالتنسيق مع السلطات الصينية التي تقمع هذه الأقلية المسلمة في بلادها، وهي أنباء تمنطقها ممارسات النظام المصري، لا سيما مع التقارب الملحوظ بينه والصين.

تلك الحملة رصدتها أيضا منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، التي طالبت السلطات المصرية، بالكشف عن أماكن اعتقال نحو 500 من طلاب مسلمي الإيغور، تمهيدا لترحيلهم إلى بلادهم، وذلك بطلب من السلطات الصينية.

وحذرت «سارة ليا ويتسن»، مديرة قسم الشرق الأوسط بالمنظمة، السلطات المصرية من ترحيلهم إلى الصين، قائلة: «قد يتعرضون للملاحقة والتعذيب». (طالع المزيد)

كما انتشر على الشبكات الاجتماعية مقطع فيديو قيل إنه للطلبة المعتقلين، وهم مكبلو الأيدي، داخل شاحنة نقلتهم إلى أماكن غير معروفة، وآخر يُظهرهم مجمَّعين مكان ما، بالإضافة إلى صور لمنازلهم بعد تفتيشها وبعثرة أغراضهم فيها.

ونشر ناشطون إيغور على موقع «تويتر»، صورًا تظهر مطعمًا للإيغور بعد إغلاقه في حي مدينة نصر، إثر مداهمة أسفرت عن اعتقال 37 شخصًا كانوا بالمطعم، ينتمون لأقلية الإيغور بينهم طلاب وعمال المطعم.

هذه الحملة تعد حلقة بسلسلة طويلة من الانتهاكات والقمع الذي يتعرض له تلك الأقلية منذ عشرات السنين، حيث يطالب سكان تركستان الشرقية، ذات الغالبية المسلمة (شنغيانغ)، بالاستقلال عن الصين، التي ضمّت الإقليم إليها قبل 64 عاما، كما يشهد الإقليم أعمال عنف دامية منذ عام 2009 في مدينة أورومجي وقتل فيها نحو 200 شخص.

حظر الحجاب

فقبل نحو 3 أشهر، وتحديدا في مطلع أبريل/نيسان الماضي، كان مسلمو الصين على موعد مع حلقة جديدة من حلقات القمع، عندما حظر على الملتحين والمحجبات والمنتقبات ركوب المواصلات العامة، ويتعين إبلاغ الشرطة بأسمائهم، كما حظر عليهم الزواج بإجراءات دينية، أو إطلاق أسماء على أولادهم من شأنها «إذكاء الحماس الدينى»، مع إمكانية تعرضهم للعقاب إذا ما رفضوا متابعة التلفزيون الحكومى أو الاستماع إلى الإذاعة.

تلك القيود والإجراءات نص عليها قانون جديد أصدره برلمان إقليم «شينغيانغ» الخاضع للحكم الذاتى الذى هو معقل المسلمين المنتمين لقومية الإيغور، (فى الصين أكثر من 50 قومية)، وهى المقاطعة التى تعرف تاريخيا باسم تركستان الشرقية وقد ضمتها الصين رسميا فى عام 1949، بعد مناوشات واحتكاكات استمرت طوال القرن الثامن عشر.

القانون الذى بدأ سريانه فى أول أبريل/نيسان، كان واحدة من حلقات مسلسل القمع الذى يتعرض له مسلمو الصين الذين لا يزالون يرفضون المظالم التى يتعرضون لها من جانب حكومة بكين، فهى لاتزال تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية.

إذ تسعى حكومة بكين، وفق مقال للكاتب المصري والمفكر الإسلامي «فهمي هويدي»، إلى قمعهم سياسيا ووظيفيا، كما تمنعهم من الصيام فى شهر رمضان وتضع العراقيل أمام ذهابهم لأداء فريضة الحج.

ويستمر قمع مسلمي الإيغور منذ استولت الصين رسميا على المقاطعة الغنية بالمعادن التى يتراوح عدد سكانها المسلمين بين 15 و20 مليون شخص وتبلغ مساحتها مليونا ونحو 660 ألف كيلومتر مربع (ثلاثة أضعاف دولة بحجم فرنسا)، لذلك فإنهم لم يتوقفوا عن الثورة والتمرد والانتفاض طول الوقت مطالبين باستعادة حريتهم وهويتهم.

وفي الوقت نفسه ظلت هذه المطالبات تواجه بإجراءات عديدة استهدفت سحق إرادتهم وطمس هوياتهم واقتلاعهم من بلادهم بتهجيرهم وإحلال آخرين من قومية «الهان» الصينية مكانهم، لتغيير التركيبة السكانية لمقاطعتهم.

وحين بدأ الاتحاد السوفيتى فى التفكك، واستعادت جمهوريات آسيا الوسطى استقلالها النسبى فى تسعينيات القرن الماضى، جدد ذلك أمل مسلمي الإيغور فى أن يحذوا حذوهم، على الأقل فى استعادة الهوية والشوق إلى الحرية والمساواة، لكن ذلك أيضا قوبل بإجراءات قمع وسحق شديدة من جانب السلطات الصينية، التى باتت تعتبر «شينغيانغ» كنرا لا تستطيع التفريط فيه، خصوصا بعدما تحول إلى قاعدة للعديد من الصناعات التصديرية المهمة ومنطلقا لكل ما تصدره الصين إلى أوروبا عبر البر.

ومع تصدر ما يعرف بـ«مواجهة الإرهاب»، الساحات الإعلامية والسياسية في العالم، كان مسلمو الإيغور على موعد مع حلقة جديدة من الاضطهاد والقمع، فحين ظهرت لافتة الإرهاب فى الأفق، تلقفتها حكومة بكين وأصبحت تعتبر الجميع إرهابيين، الأمر الذى يسوغ سحقهم واستباحتهم ويسكت الأصوات الناقدة لإجراءاتها.

فطوال الوقت كانت السلطات الصينية تعتبر النشطاء الصينيين متمردين وانفصاليين وتقمعهم جراء ذلك.

ووفق «هويدي»، فإن كلمة عتاب لحكومة الصين على اضطهادها لمسلميها يمكن أن يكون لها صداها فى بكين، كما أنها سوف ترفع معنويات مسلمى الإيغور الذين يشعرون باليتم جراء تجاهل العالم العربى والإسلامى لهم، غير أن ما يثير الانتباه والدهشة فى هذا الصدد أن العالم العربى والإسلامى يقف متفرجا إزاء ما يجرى للمسلمين هناك، رغم أن العالم العربى وحده أصبح ضمن أهم الشركاء التجاريين للصين (فى عام 2016 وصل حجم تجارة العرب مع الصين 251 مليار دولار).

والأيغور، قومية تركية مسلمة تسكن منطقة تركستان الشرقية التي احتلتها الصين وغيرت اسمها إلى «شنغيانغ».

واللغة المستعملة لدى الإيغور هي اللغة الإيغورية التي تنحدر من اللغة التركية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإيغور تركستان الشرقية الصين السيسي