كاتب تركي: حصار قطر استكمال لمحاولة الانقلاب الفاشلة علينا

السبت 8 يوليو 2017 09:07 ص

قال كاتب تركي، إن حصار قطر هدفه ضرب تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها أنقرة منتصف شهر يوليو/تموز 2016.

وأوضح «مصطفى الستيتي»، في مقال له على «ترك برس» أنه تعيّن، بعد فشل المحاولة الانقلابية في تركيا، على الجهات التي خطّطت له أن تبحث عن طرق أخرى لمحاصرة تركيا من خلال محاصرة حلفائها وإخضاعهم.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تتعاون مع تركيا بعد الانقلاب في موضوع تسليم المتّهمين وخصوصاً «فتح الله كولن»، المتهم الرئيسي بتدبير محاولة الانقلاب الفَاشلة، كما أن ردود أفعالها في البداية اتّسمت بالضبابيّة، ولم تبد أيّ دعم للرّئيس في مواجهة محاولة الانقلاب تلك.

ولفت أيضاً إلى أن الحكومات الأوروبية لم تتعاون مع تركيا، وإنما أعقب محاولة الانقلاب محاولة اِنقلاب اقتصادي، ثم حملة إعلاميّة شرسة اِستهدفت «أردوغان» على وجه الخصوص في أغلب وسائل الإعلام الأوروبية.

وأكد أن «الدول الغربية لم تكن فقط متواطئة مع محاولة الانقلاب، بل هناك بعض الدول العربية شاركت بالفعل في العمليّة».

وأشار إلى ما ذكره موقع «ميدل ايست آي» البريطاني الإخباري عن مصدر مقرّب من المخابرات التركية، أن الإمارات ساهمت في تحضير محاولة الانقلاب الفَاشلة في تركيا، بوساطة القيادي الفلسطيني «محمد دحلان».

وأضاف أنه «مع أن الإمارات والمملكة العربية السّعودية أبدتا نوعاً من التّقارب مع تركيا خلال الفترة التي أعقبت محاولة الانقلاب ربّما لتغطية ما ارتكبتاه من خطأ، إلاّ أنّهما على ما يبدو كانتا تنتظران نتائج الانتخابات الأمريكيّة لتحديد وجهتهما».

وأردف «إذن جاءت شعارات ترامب المتمثلة في محاربة الإرهاب لتنقذ هؤلاء الحكام من حرج الاتهام بالاستبداد والتّسلط، وأصبح ما يُرتكب في هذه البلدان من تجاوزات ومظالم خطيرة يندرج ضمن لعبة محاربة الإرهاب، وأصبحت هذه التّهمة جاهزة تطلق على كل صاحب رأي مخالف».

واعتبر أن «قطر تمثل حليفا مهما لتركيا، وسياستهما متطابقة في كثير من القضايا الحيويّة ولها توجه يختلف جذرياً عن التّوجه السّعودي والإماراتي والمصريّ الذي يدعم الثّورات المضادّة، ويسعى جاهداً لإخضاع الشعوب بالقوة».

وأكد أن «تغيير التّوجه القطري وسياستها سواء بتغيير النّظام أو بالاحتلال أو بالحصار كان سينعكس بكل تأكيد على تركيا على المديين المتوسط والبعيد، وتفقد تركيا حليفاً قوياً في المنطقة العربيّة».

وشدد على أن «تركيا حكومة وشعباً تتذكر جيداً حجم الدّعم المالي والإعلامي الذي تلقّته من قطر إبّان محاولة الانقلاب الفاشلة، وإبان محاولة زعزعة الاقتصاد في البلاد، ولذلك وصف أردوغان قطر في كلمة له في الدوحة في شباط / فبراير الماضي بأنها صديق اليوم الأسود، بمعنى أنها الصّديق الحقيقي وقت الضيق».

وتابع «من هنا نعتقد أن الحصار الذي ضُرب على قطر من قبل محور الحِصار كان لهدف أبعد وأكبر وهو استكمال الانقلاب الذي فشل قبل عام من الآن في تركيا».

وختم مقاله، بأن «تركيا كانت تدرك طبيعة المخاطر التي تُحدق بها وبأمنها لو أنّها تركت قطر في المعركة لوحدها، ولذلك سارعت في خلال ساعات إلى دعوة البرلمان للتصديق على الاتفاقية العسكرية مع قطر، وأعلنت صراحة ودون تردّد وقوفها مع قطر والشّعب القَطري. وحاولت في الوقت نفسه عدم إثارة حفيظة المملكة العربية السعودية من خلال اعتماد خطاب ودّي متوازن».

وحصل «الخليج الجديد» على تفاصيل هجوم عسكري على قطر خططت له السعودية والإمارات، لكن إعلان تركيا نشر قوات لها في الدوحة عرقل تنفيذ المخطط مما أثار غضبا سعوديا إماراتيا ضد تركيا. (طالع المزيد)

وكشف مصدر خاص أن السعودية والإمارات خططتا للإطاحة بأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» عسكريا، إلا أن نشر قوات تركية على الأراضي القطرية سريعا بعيد اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران الماضي، غير المعادلة وقلب الموازين.

ووقعت قطر مع تركيا عام 2014 اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية تركية في الدوحة، وصادق البرلمان التركي على الاتفاقية واعتمدها في 7 يونيو/حزيران الماضي، وعلى أساسها بدأت القوات التركية مهامها وتدريباتها حيث وصلت طلائع هذه القوات في 18 من ذات الشهر.

وبدأت الأزمة الخليجية في 5 من يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الخليجية الثلاث عليها حصارا بريا وجويا لاتهامها بدعم الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة.

  كلمات مفتاحية

قطع العلاقات مع قطر تركيا حصار قطر انقلاب تركيا