«كساب العتيبي» يناشد «بن سلمان» بوقفة «مسؤولة» في الأزمة الخليجية

الاثنين 10 يوليو 2017 09:07 ص

ناشد أستاذ العلوم السياسية والمغرد السعودي الشهير الدكتور «كساب العتيبي»، ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» بـ«وقفة مسؤولة» يحفظها له التاريخ في الأزمة الخليجية، مشيرا إلى أن الوقت لم يفت بعد، وما زال بالإمكان لم الشمل الخليجي.

جاء ذلك في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تتزامن مع حملة قمع وتضييقات ومنع من السفر تمارسها السلطات السعودية على الكثير من الدعاة والنشطاء لإجبارهم على تأييد إعفاء الأمير «محمد بن نايف» ولي العهد السابق، بالإضافة إلى تأييد الموقف السعودي ضد قطر.

وقال «العتيبي»: «لقد أصبحت يا ولي العهد على بُعد خطوة واحدة من الحُكم أطال الله في عمر الملك سلمان (بن عبد العزيز)، فالآمال المعقودة بك كبيرة وكبيرة جدا، خاصة بعد أن تباشر السعوديون بتعيينك وليا للعهد، وقد أضحى الحِمل السعودي عليك ثقيل جدا، والمسؤوليات تفاقمت وتعاظم أمرها».

وأضاف: «سأضع جانبا مشاعري الحقيقية، وقناعاتي في كل ما حدث ويحدث في الأزمة مع أشقائنا في قطر وأسأل بصدق المواجهة من النفس والآخرين: ألم يَكُن يا سمو الأمير بالإمكان التعاطي مع الأزمة الخليجية الراهنة بسياسة مُغايرة لما نراه اليوم، وهل فات الوقت حقا».

وتابع أن «العلاقة بين الرياض والدوحة كانت في أوج توهجها، ولا يكاد يمر يوم إلا ونرى تبادلا للزيارات الأخوية بين القيادتين، ثم توجت تلك العلاقة بزيارة الملك سلمان للدوحة والتي لن ينسى الشعبان جمالياتها ومعانيها الأخوية وقد كانت بحق زيارة تاريخية».

ولفت «العتيبي» إلى أن ما بين السعودية وقطر «من مشتركات تاريخية وثقافية واجتماعية واقتصادية أكبر بكثير من أن يُفرقه خلاف سياسي هنا أو هناك، فلماذا تفرق البيت الخليجي وتشتّت أبناؤه بعد أن عاشوا تحت ظِلّه 36 عاماً، لِمَ تفرق الأهل والأرحام وتقطعت بهم الأسباب؟».

وأجاب «العتيبي» على تساؤلاته بالقول: «الوقت لم يفت .. والآمال مُعلَّقة بسموكم. فما زلت أُراهن على حِكمَتنا السعودية ، وعلى إرثنا الأخلاقي لاحتواء الأمر والموقف، فالكل مُهدَّد خليجياً من أطماع الشرق والغرب، والمصلحة السياسية تقتضي تجاوز هذه الأزمة الطارئة بل لعل تجاوزها فرض عينٍ سياسي».

وقال:«لا زلت أُراهن على القطريين حكومة وشعباً وهم الذين عايشتهم عن قُرْب وأجزم بحرصهم على أمن ورخاء واستقرار وطننا السعودي الكبير، الخلافات السياسية واردة وهي جزء من الحياة ، والسياسي يُغلب المصلحة العامة للوصول لحل يرضاه الفُرَقاء ومن ثم البناء عليه».

وأردف: «أكاد أجزم يا ولي العهد بأن غالبية السعوديين يُشاطرونني الرأي ويرون فيك قلب (المؤسس) وعقله، فالوقت معك والظرف بين يديك».                                                                                                                                                                                                                                                                                    

وبين «العتيبي» أن «الدوحة مُطالَبة أكثر من أي وقتٍ مضى بالمرونة وهي التي ساهمت - بمرونتها ونظرتها السياسية - في حلحلة أزمات وقضايا كثيرة، والكويت كانت ولا تزال لَبنة قوية من بناء هذا البيت الخليجي ويُعوّل عليها كثيرا بسبب ما تتمتع به سياستها من نُضج وتسامُح».

وانتقد الإعلام السعودي قائلا: رأينا مؤخراً خطاباً إعلامياً مؤسفاً لا ينسجم ومكانة السعودية».

وناشد ولي العهد «بوقفة عز وشهامة وسمو .. وقفة عربية إسلامية مسؤولة يحفظها له التاريخ، .. من نقطة ما قبل الأزمة نبدأ يا سمو الأمير مُستنيرين بأخطائنا وصوابنا، لنُعيد الأمن والودّ والأمل لبيتنا الخليجي العود».

وأشار إلى أن ثقته «بالأمير الشاب ولي العهد كبيرة بأن يتسع صدره لكلمات دافعها مصلحة وطني أولا وخليجنا الجميل ثانيا».

ومؤخرا كشفت مصادر متطابقة بعضها تحدث لـ«الخليج الجديد»، عن جهود سعودية مكثفة لخنق كل صوت معارض داخل المملكة، تشمل رصد وسائل الإعلام الاجتماعية ومراقبة بعض الناشطين والمدونين.

كما تم استدعاء بعض النشطاء والدعاة الذين أبدوا احتجاجا على وسائل الإعلام الاجتماعي للقاء مسؤولين في وزارة الداخلية، وأبلغوهم بالهدوء أو السجن.

وتأتي هذه الحملة في أعقاب قيام المملكة بتغيير مسار الخلافة، وقيامها بقيادة الحصار الاقتصادي على قطر المجاورة، وهو ما يثير مخاوف المسؤولين الأمريكيين من أن المزيد من الاضطرابات السياسية قد تكون قادمة مع تركيز السلطة في يد «بن سلمان».

ويقلق صعود ولي العهد الجديد الذي ينتهج سياسة عدوانية مسؤولين أمريكيين مهنيين ينظرون إلى المملكة العربية السعودية كمصدر للاستقرار في الشرق الأوسط، وكان «محمد بن نايف» شخصا موثوقا به بالنسبة إلى هؤلاء المسؤولين، وفق «وول ستريت جورنال».

وعلق بعض النشطاء تواجدهم على وسائل الإعلام الاجتماعية، مؤخرا بسبب ممارسة ضغوط عليهم، وخشية ملاحقتهم ن السلطات.

كما سبق أن استدعت السلطات عددا من المغردين السعوديين المؤثرين في أغلب مناطق المملكة، وحذرتهم من التغريد بخصوص الأزمة الخليجية الحالية، كما أخذت عليهم تعهدات رسمية بعدم التحدث في الأزمة، وسط حديث مصادر عن إجبار دعاة على التغريد مبايعين لولي العهد الجديد «محمد بن سلمان»، الذي حل محل «محمد بن نايف».

وأمس الأحد، كشف حساب «العهد الجديد»، الذي يُعرّف نفسه بأنه «راصد ومحلل قريب من غرف صناعة القرار» في السعودية، أن سلطات المملكة أصدرت أوامر بمنع دعاة وأكاديميون من السفر بينهم الداعية «عوض القرني».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بن سلمان بن نايف دعاة ضغوط السعودية كساب العتيبي