خففت موسكو من تأثير تراجع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» عن اتفاق مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين» في ملف الأمن الإلكتروني.
وربطه برلمانيون روس هذا التراجع بـ«الحملة الداخلية على ترامب»، في وقت نشرت الولايات المتحدة بطارية صواريخ طويلة المدى في البلطيق.
بدورها قالت «سفيتلانا لوكاش»، رئيسة العلاقات العامة في وفد روسيا الذي شارك في قمة دول مجموعة العشرين بهامبورغ قبل أيام، إن «بحث الرئيسين المسألة لمدة 40 دقيقة، لا يعني أن الدولتين ستباشران التعاون في شأنها قريبا».
وأوضحت أن «بوتين» بادر خلال الاجتماع مع نظيره الأمريكي، بحضور وزيري الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، والأمريكي «ريكس تيلرسون»، إلى طرح الفكرة.
ووصفت الكلام عن انطلاق تعاون في هذا الشأن بأنه نابع من «مجرد تكهنات صحفية أو تفسيرات خاطئة، وترامب ربما ليس مستعدا بعد لهذا العمل المشترك في هذه المرحلة».
وكان الرئيس الأمريكي صرح بعد المحادثات مع نظيره الروسي بأن «الوقت حان للعمل في شكل بناء مع موسكو من أجل تشكيل وحدة منيعة لأمن الإنترنت تسمح بتفادي أي خرق للانتخابات وأمور سلبية أخرى في العلاقات بين البلدين»، لكنه تراجع لاحقا، وكتب على «تويتر»: «لا أعتقد بأنه يمكن تحقيق ذلك».
وأعقب ذلك تعليق أوساط روسية بأن «الضغوط الداخلية التي يتعرض لها ترامب تعرقل مساعيه للتقارب مع موسكو»، فيما سخر عضو مجلس الشيوخ الروسي «أليكسي بوشكوف» من «الهجوم الذي تعرض له الرئيس الأمريكي بعد عودته من قمة العشرين».
وانتقد قياديون «جمهوريون» فكرة تأسيس «وحدة لأمن الإنترنت» مع موسكو، إذ اعتبر السيناتور النافذ «ليندسي غراهام» أن تغريدات «ترامب مخيبة، وهو يؤذي موقع الرئاسة».
وأضاف: «ليست الفكرة الأكثر غباءً التي سمعتها في حياتي، لكنها قريبة جداً» من أن تكون كذلك.
وشدد على أن استعداد «ترامب» لأن «يغفر وينسى» عزّز تصميمه على تمرير مشروع قانون يشدد عقوبات على روسيا.
وكتب السيناتور الجمهوري «ماركو روبيو» على «تويتر»: «يتطلّب الواقع والبراغماتية أن ننخرط مع فلاديمير بوتين، (لكنه) لن يكون أبداً حليفاً جديراً بالثقة أو شريكاً بنّاء يمكن الاعتماد عليه».
واعتبر أن الدخول في شراكة مع «بوتين» في شأن «وحدة لأمن الإنترنت» مثل «شراكة مع (رئيس النظام السوري بشار) الأسد في وحدة للأسلحة الكيماوية».
أما «آدم شيف»، أبرز الأعضاء الديموقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، فاستبعد أن يكون الروس «أيّ نوع من الشركاء الموثوق بهم، في شكل من وحدة للأمن الإلكتروني». وأضاف: «إذا كان هذا أفضل دفاع انتخابي، فربما نرسل صناديق الاقتراع إلى موسكو».
