تداول نشطاء ومتابعو مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، مقطع فيديو، رصد عازفة كمان في حفل زفاف أحد المواطنين في منطقة نجران، ما أدى إلى إثارة الجدل والغضب في المجتمع المعروف بتحفُّظه وتشدده الديني.
وانتقد السعوديون الحفل، بعد ظهور العروسين وهما ينزلان من الدور الثاني على سلالم إحدى قاعات الأفراح في حفل زفافهما، بينما كان في الأسفل عازفة كمان، تعزف سيمفونية موسيقية وهي مرتدية فستانًا قصيرا قال المتابعو أنه كان «فاضحا وكشف مفاتن جسدها».
ودافع فريق عن وجود العازفة، معتبرين أنها فكرة رائعة، خاصة أن حفل الزفاف لم يكن مختلطًا، فيما استنكر آخرون المقطع، ورأوا أن هذه «عادة دخيلة على المجتمع السعودي ومخالفة لعاداته وتقاليده المحافظة».
وقال أحد المعارضين لموجة الانتقادات الواسعة التي طالت المقطع: «المنظر حتى الآن طبيعي وهو أن يقوم رجل (فرد) بالإحتفال في يوم زفافه بأي طريقة يحبها دون تدخل من أي شخص»، متابعًا: «لكن بما أنك تعيش في هالمجتمع لازم يتدخل فيك أقصى شخص من قبيلتك في أبسط حرية لك ويجعلك رغم عنك توقع على بيان (إستتابة) بعدم تكرار هذا الإمر!!».
واختتم بطرح تساؤل استنكر فيه مستوى تدخل الناس فيما وصفه بـ«الشؤون الشخصية» وقال: «مدري -لا أدري- متى بنعيش حياة فردية يستقل فيها الإنسان بكامل حريته وحياتة الخاصة دون تدخل من أحد، ليش إذا بنعيش حياة طبيعية لازم نطلع برا؟».
وهو ما أثار استفزاز أحد المعارضين للمقطع فأجابه قائلًا: «تبي -تريد- تعيش حياة فردية اطلع للصحراء وعش بخيمتك بلحلك ومارس حياتك كما تشاء.. اما ان كنت تبي تعيش بين اهلك وربعك فراعي اعرافهم وتقاليدهم الازلية!».
وقد تداول النشطاء صورة جاء فيها أنه «بيان توضيحي» من عائلة «آل حطاب» التي ينتمي لها العريس، قالوا فيها: «أولًا نشكر أبناء نجران المخلصين استنكارهم ووقفتهم الصادقة ضد أي فعل يمس عاداتنا وقيمنا»، وأوضحوا: «ثانيًا نفيدكم بأن ما حصل عن حسن نية من صديق لكن خانه التقدير، وقد تم اتخاذ الإجراء الصارم ضده من أبناء القبيلة وكبارها، ونفيدكم بأننا ضد أي عمل يمس عاداتنا وقيمنا النبيلة، وضد العادات الدخيلة على المجتمع النجراني المحافظ».
واختتمت القبيلة البيان الذي تداوله نشطاء، بالتأكيد «نقدم اعتذارنا وتوضيحنا لمن يهمه الأمر».
