«ذا ديلي بيست»: واشنطن تشيد قواعد عسكرية سرية في الشرق الأوسط

الجمعة 14 يوليو 2017 02:07 ص

في عام 2013، عندما درست الولايات المتحدة التدخل لأول مرة في الحرب السورية، استكشفت فرق من القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، ما لا يقل عن 300 موقعًا محتملًا لقواعد جديدة لدعم قوة التدخل المحتملة.

ومنذ ذلك الحين، أنشأ البنتاغون أو وسع عشرات القواعد في سوريا والأردن والعراق، من بين العديد من البلدان الأخرى.

وقد وضع الآن ما يبدو أنّه أساس لقاعدتين جديدتين، إحداهما في الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا، والأخرى تقع على مسافة قصيرة من حدود جنوب سوريا. ويمكن لمهابط الطائرات خاصتها دعم الطائرات بدون طيار وطائرات الهليكوبتر وطائرات العمليات الخاصة.

وفي 8 يوليو/تموز، أشار حساب تويتر مسجل، والذي يصف نفسه  أنه وسيلة إعلام مستقلة، إلى صور أقمار صناعية تعود إلى شهر يونيو/حزيران، وتظهر على ما يبدو مهبطًا للطائرات الصغيرة في جنوب سوريا على بعد أميال قليلة من الحدود مع الأردن.

لكنّ صور القمر الصناعي بموقع ويكيمابيا المؤرخة بعام 2017 لا تظهر مهبط الطائرات، مما يعني أنّ تلك المنشآت قد بنيت في الأشهر الأخيرة. وتحصل ويكيمابيا على صورها من ديجيتال غلوب وإيرباص ووكالة التصوير التابعة للحكومة الفرنسية.

وقبل عامٍ تقريبًا من بدء ظهور مهبط جديد للطائرات في الصحراء السورية، كانت الولايات المتحدة تعمل بجد لتوسيع قاعدة منفصلة للطائرات بدون طيار في شمال شرق الأردن، ليست بعيدة عن المناطق الحدودية.

وقد بنيت هذه القاعدة، والمعروفة باسم «إتش 4»، عام 2014 أو قبل ذلك، وتم توسيعها بشكلٍ كبيرٍ أوائل عام 2016، كما يتضح من الصور الحساسة التي وصفها مصدرٌ استخباراتي لصحيفة «ذا ديلي بيست».

وفي مايو/أيار هذا العام، أصدرت ديجيتال غلوب الصور الأولى لـ «إتش 4». وظهرت إمكانية دعم الموقع للطائرات الجوية والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى طائرات الهليكوبتر العسكرية الأردنية.

ومن بين المرافق الأخرى، من المعروف أنّ الأردن تستضيف قاعدة طائرات بدون طيار أمريكية ثانية على بعد 33 ميلًا جنوب الحدود مع سوريا تعرف باسم «موفق السلطي». وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، قُتل ثلاثة جنود من القوات الخاصة الأمريكية عندما فتح حارسٌ أردنيٌ النار على موكبهم في قاعدة الملك فيصل الجوية وسط الأردن.

ويسمح توسيع البنية الأساسية للقاعدة الأمريكية للبنتاغون بتوفير الدعم المطرد للقوات العسكرية العراقية والجماعات المسلحة السورية الموالية للولايات المتحدة والتي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وتعتمد خطة الحرب الأمريكية ضد التنظيم على التخطيط الأولي الذي أنجزته قيادة العمليات الخاصة الأمريكية قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

وقال الطيارون أنّ قيادة العمليات الخاصة الأمريكية تقوم ببناء قواعد جديدة في اليمن ولبنان وعمان وجميع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم قطر والكويت والبحرين والسعودية والإمارات وعمان.

ويبقى الحجم الدقيق للبنية التحتية للقواعد الأمريكية سريًا. ورفضت القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على الحروب في العراق وسوريا تأكيد وجود مهبطين جديدين للطائرات. وقالت القيادة التي تتخذ من فلوريدا مقرًا لها لصحيفة «ديلي بيست» عبر البريد الإلكتروني: «إنّنا لا نناقش حركة وأماكن طائراتنا لأسباب تتعلق بالسلامة والتشغيل».

لكنّ عقود الوقود العسكري الأمريكية تشير إلى قواعد معقدة ومترامية الأطراف. وفي 16 مايو/أيار، توفرت معلومات حول طلب من المقاولين لتوفير حوالي 5 ملايين غالون من الوقود لصالح قواعد الولايات المتحدة في الأردن من أواخر عام 2017 إلى أواخر عام 2020.

وشمل الطلب عدة قواعد، بما في ذلك «موفق السلطي» «إتش 4»  ومواقع أخرى مكملة غير محددة والتي يمكن الوصول إليها من «إتش 4» مع مرافقة رسمية. وكشفت وثيقة تفسر الموقع الحاجة لـ «سيارة توصيل لتكون قادرة على السفر على الطرق الوعرة إلى هذا الموقع».

وقد طلب أحد المواقع مليونًا و80 ألف غالون من وقود الطائرات حتى أواخر عام 2020. وهذا يكفي لتغذية طائرتي «ريبر» بدون طيار كل يوم، لمدة ثلاثة أعوام تقريبًا.

المصدر | ذا ديلي بيست

  كلمات مفتاحية

سوريا الأردن الخليج قواعد أمريكية