كيف غير «يلدريم» مجرى الأحداث ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة؟

الجمعة 14 يوليو 2017 06:07 ص

بينما كان الانقلابيون يخترقون حاجز الصوت بمقاتلات «أف 16» في سماء إسطنبول وأنقرة، منتصف يوليو/تموز 2016، مثيرين الرعب في نفوس المواطنين، أجرى رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» اتصالا بضابط من القوات الجوية غير مسار الأحداث في تلك الليلة العصيبة.

وحسب ما نقل موقع «تركيا برس» عن صحف تركية، أمر «يلدريم» هذا الضابط (لم تكشف الصحف عن اسمه) بالتحرك فورا، والقيام بما يترتب لطرد مقاتلات الانقلابيين التي قصفت مقر البرلمان والقصر الجمهوري في أنقرة، إلى خارج المدن، وإطلاق النار عليها ان لم يكن هناك حل آخر.

لكن رئيس الوزراء تفاجأ بإجابة الضابط، الذي رد عليه قائلاً: «سيدي نحتاج إلى أمر خطي للقيام بما أمرتم به»

على إثر إجابة الضابط، ثار «يلدرم» غضبا، وقال للضابط بحدة: «كيف لي أن أرسل إليك أمرا خطيا في هذه الساعة، سجلّ صوتي، وهو بمثابة أمر خطي مني».

ويصف «يلدريم» ما حدث له في تلك الليلة العصيبة، قائلا: «كانت الطائرات تحلّق على ارتفاع منخفض، قصفوا البرلمان التركي، والقوات الخاصة، وأطلقوا النيران على القصر الرئاسي في أنقرة، واجهناهم في حينها مواجهة نكراء، وكل ذلك في سبيل إيقاف قصف تلك الطائرات للمؤسسات الحكومية، وفي سبيل إنهاء الذعر الذي كانوا يثيرونه».

وأضاف: «قلنا لهم أطلقوا النار على الطائرات، طلبوا منّا أمرا خطيّا بذلك، أجبته قائلا (الضابط المذكور) إنّ ما أقوله لك هو بمثابة أمر خطي، إما أن تنفذوا ما أقول، وإما غدا عندما يحلّ الصباح سنتواجه، فكل شيء سينتهي، وحينها سنتواجه».

ويستمر الحوار بين الضابط و«يلدريم» على النحو التالي:

الضابط: «في (ولايات) بالق أسير وباندرما وديار بكر لا توجد لدينا طائرات».

«يلدريم»: أين الطائرات إذن؟

الضابط: «في (ولاية) أرضروم».

«يلدريم»: «إذن فلتأتِ الطائرات من أرضروم».

الضابط: «سيدي يستغرق قدومها ساعة ونصف».

«يلدريم»: «لا مشكلة فلتأتِ».

الضابط: «سيدي الطائرات غير محملة بالقنابل».

«يلدريم»: «حمّلوها، كم من الوقت يستغرق تحميلها؟».

الضابط: «ساعتين».

«يلدريم»: «فليكن».

بعيد التعليمات التي صدرت من «يلديرم»، تصل 3 طائرات من ولاية أرضروم لتغيّر من مجرى الأحداث ليلة محاولة الانقلاب، والتي تمكنت من إبعاد الطائرات التي كان الانقلابيون قد استولوا عليها، وأثاروا من خلالها الرعب والذعر في نفوس المواطنين.

وتحيي تركيا هذه الأيام الذكري الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في 15 يوليو/تموز 2016، والتي تقول السلطات التركية إن عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة «فتح الله كولن»، وقفت ورائها في محاولة للسيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وتصدى المواطنون في الشوارع للانقلابيين؛ إذ توجهوا بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن بالمدينتين؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

المصدر | الخليج الجديد + تركيا برس

  كلمات مفتاحية

تركيا المحاتولة الانقلابية كولن بن علي يلدريم