«نيويورك تايمز»: دول الخليج و«إسرائيل».. علاقات وثيقة أقل شهرة

السبت 15 يوليو 2017 10:07 ص

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مقالا لـ«نيري زيلبر» الصحفي المقيم في تل أبيب، والزميل المساعد لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، كشف خلاله عن حلفاء «إسرائيل» من العرب الذين لا يستطيعون التحدث عن علاقتهم بـ«إسرائيل» في العلن.

وقال «زيلبر» إن الولايات المتحدة والمسؤولين الإسرائيليين يبدو أنهم مقتنعون بأن اتفاق السلام الإقليمي بين «إسرائيل» والعالم العربي قد يكون في مأزق.

وبحسب المقال الذي نشرته الصحيفة، تعد علاقات «إسرائيل» الوثيقة على نحو متزايد مع دول الخليج العربي مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أقل شهرة، وكثيرا ما يشير وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى هذه العلاقات بشكل غير مباشر فقط، باعتبارها تمثل مصالح مشتركة في مجالي الأمن والاستخبارات ضد التهديد الإيراني المشترك.

وأوضح الكاتب أنه في الأعوام الأخيرة ظهرت تقارير عن اجتماعات سرية بين قادة الاستخبارات الإسرائيلية ونظرائهم الخليجيين، مضيفا أن «مائير داغان» رئيس «الموساد» السابق سافر إلى المملكة العربية السعودية عام 2010 لإجراء محادثات سرية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

ووفق ما نشرته الصحيفة، فإن اللقاءات العامة بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين سعوديين متقاعدين صارت أمرا شائعا، سواء في واشنطن، أو ميونيخ، أو في القدس نفسها، بالإضافة إلى أن العلاقات التجارية تنمو أيضا، بما في ذلك مبيعات منتجات الزراعة الإسرائيلية، وكذلك التكنولوجيا السيبرانية، والاستخباراتية، والتكنولوجيا الخاصة بمجال الأمن الداخلي، لافتا أن عمليات البيع عادة ما تحدث من خلال أطراف ثالثة.

ومن بين المؤشرات المتزايد على تغير موقف دول خليجية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، ما نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» في مارس/آذار الماضي، على لسان ولي عهد البحرين ونائب رئيس الوزراء «سلمان بن حمد آل خليفة» الذي عرض خطة غريبة لحل الصراع العربي الصهيوني تقضي بترحيل الفلسطينيين من أرضهم، وفق ما نشرته

وبحسب الصحيفة، قال «آل خليفة»: «لدينا خطة لبناء جزيرة اصطناعية في المياه الدولية للفلسطينيين لحل الصراع العربي الصهيوني فلليهود الحق الإلهي في (أرض إسرائيل)».

وذكرت الصحيفة أن ولي عهد البحرين قال: «في خطة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، نحن على استعداد لبناء جزيرة اصطناعية في المياه الدولية حتى نتمكن من استقبال الفلسطينيين هناك، ويجب علينا تحديد موقع البلد الجديد ليكون بمسافة 200 ميل بحري عن المناطق الاقتصادية الخالصة للدول الأخرى».

وكان لتلك التصريحات أصداء واسعة في مختلف الأوساط خاصة الجانب الإسرائيلي، حيث دفعت وزير المواصلات الإسرائيلي «يسرائيل كاتز في أبريل/نيسان الماضي، لترويج خطته الخاصة بإقامة جزيرة مائية قبالة شواطئ قطاع غزة، ولتطبيق خطة سلام إقليمي، يتم في إطارها ربط «إسرائيل بشبكة سكك حديدية مع الأردن وعدد من الدول العربية.

وفي أواخر يونيو/حزيران الماضي، نقل موقع «إن آر جي» الإسرائيلي عن وزير الاتصالات الإسرائيلي «أيوب قرا» المقرب من رئيس الحكومة «بنيامين نتنياهو»، أن الأخير يدرس القيام بتنازلات يقدمها للفلسطينيين بهدف تطوير العلاقات مع دول عربية، ومع السعودية ودول خليجية بشكل خاص، التي بدأت التعاون بهدوء مع «إسرائيل»، خاصة في كل ما يتصل بالشؤون الأمنية المرتبطة بقضاياهم المشتركة.

وأضاف الموقع أن الوزير كشف ذلك لموقع «بلومبيرغ» الأمريكي، موضحا أن هناك احتمالا كبيرا جدا بأن تكون لـ«إسرائيل علاقات مع «التحالف السعودي.

ونقل الموقع الإسرائيلي عن أوساط نافذة في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية أن «إسرائيل» والسعودية تتباحثان، عبر وسطاء أمريكيين، في مختلف المجالات التي تثبت نواياهما لتطوير علاقات مكشوفة في اللحظة التي يحل فيها الصراع مع الفلسطينيين.

وأضاف أنه تجرى مناقشة إمكانية فتح مصالح إسرائيلية في السعودية، والسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجواء المملكة.

وأشار إلى أن لـ«إسرائيل» والسعودية تاريخا طويلا من التعاون الأمني السري، وأبدت الرياض اهتماما بالتكنولوجيا الإسرائيلية الخاصة بالحماية من الهجمات الإلكترونية، وتحلية المياه والزراعة.

وفي ذات السياق، صرح مصدر سياسي إسرائيلي بأن السعودية طلبت من «إسرائيل» -في الأسابيع الأخيرة- أن تكون حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية تستند إلى حدود 1967، بموجب المبادرة العربية.

ومؤخرا، أعلن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنه سيسجل قريبا تطور في العلاقات بين «إسرائيل» وبعض دول الخليج، بينما نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن «إسرائيل» والسعودية تجريان اتصالات بينهما لتطبيع العلاقات التجارية، وأن الرياض قد تفتح مكتب مصالح في تل أبيب.

وكانت «وول ستريت جورنال» ذكرت أن بعض دول الخليج عرضت على «إسرائيل» تطبيع علاقاتها معها، بما في ذلك فتح أجوائها للطائرات الإسرائيلية، مقابل عدم البناء الاستيطاني خارج التجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية.

كما ذكر الموقع الإسرائيلي أن رئيس جهاز المخابرات السعودية «خالد بن علي الحميدان» قام في فبراير/شباط الماضي، بزيارة «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية، وهي زيارة تضاف لزيارة قام بها الجنرال السعودي المتقاعد «أنور عشقي» العام الماضي لـ«إسرائيل»، وألقى خلالها محاضرة في مؤتمر إسرائيلي رسمي بمدينة القدس.

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات البحرين فلسطين إسرائيل الخليج العلاقات الخليجية الإسرائيلية

وزير «إسرائيلي»: نسعى لإقناع السعودية باستقبال الحجاج من «بن غوريون»

(إسرائيل) تجدد اقتراح ربطها بدول الخليج عبر شبكة قطارات

«مجتهد» يكشف دور «سلمان» و«الجبير» في العلاقات مع (إسرائيل)