قطر تعلن ملاحقة مسؤولي الإمارات قانونيا في جريمة قرصنة «قنا»

الاثنين 17 يوليو 2017 02:07 ص

تعهدت دولة قطر، اليوم الاثنين، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمقاضاة مرتكبي جريمة قرصنة وكالة الأنباء الرسمية (قنا) وبث تصريحات مفبركة لأمير البلاد الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، في 24 مايو/أيار الماضي، وذلك بعد نشر تقارير صحفية واستخبارية أمريكية أفادت بضلوع الإمارات في عملية قرصنة موقع الوكالة.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نقلت عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية أن دولة الإمارات هي التي قرصنت حساب «وكالة الأنباء القطرية» (قنا).

وذكرت «واشنطن بوست» في تقرير لها أن المسؤولين الأمريكيين علموا الأسبوع الماضي بنتائج تحليل للمعلومات التي جمعتها المخابرات الأمريكية، وبينت أن مسؤولين إماراتيين على أعلى المستويات ناقشوا خطة الاختراق في 23 مايو/أيار الماضي، وجرى تنفيذها في اليوم التالي. (طالع المزيد)

وفي بيان لمدير مكتب الاتصال الحكومي بدولة قطر «سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني»، أكدت الدوحة أن هذه الجريمة النكراء التي تصنف دوليا من جرائم الإرهاب الإلكتروني من قبل دولة خليجية تعد خرقا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وللاتفاقيات الثنائية أو الجماعية التي تربط بين دول «مجلس التعاون الخليجي» أو «الجامعة العربية» أو «منظمة التعاون الإسلامي» أو «الأمم المتحدة».

وجاء في البيان، أن المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأمريكية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ارتكاب جريمة القرصنة التي وقعت على الموقع الإلكتروني لـ«وكالة الأنباء القطرية» (قنا).

وأعربت دولة قطر عن أسفها لضلوع الإمارات العربية المتحدة ومسؤولين كبار فيها في جريمة القرصنة التي تعرضت لها الوكالة، مشيرة إلى أن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة القطرية ما تزال مستمرة.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية قولهم إن الإمارات العربية المتحدة تقف وراء اختراق «وكالة الأنباء القطرية» ومواقع حكومية أخرى، وهو ما أدى إلى اندلاع الأزمة الخليجية الحالية.

وبحسب الصحيفة، فإنه ليس من الواضح من معلومات المخابرات الأمريكية ما إذا كانت الإمارات هي التي قامت بالقرصنة بشكل مباشر، أو أنها أوكلت لمتعاقدين القيام بذلك.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية أن مسؤولين كبارا في الحكومة الإماراتية ناقشوا خطة قرصنة «وكالة الأنباء القطرية» في 23 مايو/أيار الماضي، أي قبل يوم من حادث القرصنة.

وتأتي هذه المعلومات لتؤكد ما وصلت إليه التحقيقات القطرية التي تمت بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بشأن عملية الاختراق، إذ أكدت تلك التحقيقات أن دولا من المنطقة اخترقت موقع «وكالة الأنباء القطرية» وصفحات تابعة للوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه فور نشر التصريحات المفبركة التي نسيت لأمير قطر سارعت وسائل إعلام دول خليجية إلى اعتبارها مناهضة لسياسات دول الخليج، وانطلقت حملة انتقادات غير مسبوقة من وسائل إعلام سعودية وإماراتية ضد قطر.

ولفتت الصحيفة إلى أن وسائل إعلام قطرية اعتبرت أن مسارعة وسائل إعلام سعودية وإماراتية نشر تلك التصريحات بعد اختراق الوكالة، -رغم نفي الدوحة صحتها-  تعد مؤامرة تم تدبيرها لقطر للنيل من مواقفها في عدد من القضايا، والضغط عليها لتغيير سياستها الخارجية.

وأشارت إلى أنه بعد نحو 10 أيام من الاختراق، فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وبحريا وجويا على قطر، بزعم تمويلها جماعات متطرفة والتحالف مع إيران، وهو ما تنفيه الدوحة بشكل كامل.

وأوضحت «واشنطن بوست» في سياق تقريرها أن رسائل البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة» المسربة في يونيو/حزيران الماضي، خلال الأزمة تلقي الضوء على تصميم دولة الإمارات العربية المتحدة على مر السنين على حشد المفكرين وصانعي السياسات في واشنطن إلى جانبها حول القضايا التي تقع في قلب نزاعها مع قطر.

إلا أن «العتيبة» نفى، في وقت سابق، أي دور لبلاده في اختراق موقع «وكالة الأنباء القطرية» أو أي مواقع حكومية قطرية أخرى.

كما نفى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، اليوم الاثنين، أن تكون بلاده خلف اختراق مواقع قطرية في مايو/أيار الماضي.

من جانبه، لفت المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن الانتباه إلى البيان الذي أدلى به النائب العام القطري «علي بن فطيس المري» أواخر يونيو/حزيران الماضي، وقال فيه إن قطر لديها أدلة على أن بعض الأجهزة من الدول التي تفرض حصارا على قطر قد استخدمت في الاختراق.

وكان موقع «وكالة الأنباء القطرية» قد تعرض لقرصنة في الساعات الأولى من يوم 24 من شهر مايو/أيار الماضي، وتمت فبركة ونشر تصريحات مزعومة عليه نسبت لأمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، وذلك بعد فترة وجيزة من انتهاء الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» من قمة جمعته مع قادة من بلدان الخليج وبلدان عربية وإسلامية في المملكة العربية السعودية تحدث فيها عن مكافحة الإرهاب.

ورغم طلب الوكالة من وسائل الإعلام تجاهل ما ورد من تصريحات ملفقة على موقعها المخترق، فإن وسائل إعلام عدة محسوبة على دول الحصار تجاهلت النفي القطري وشنت حملة إعلامية مستندة فيها على أخبار مفبركة ومعلومات مزعومة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قطر الإمارات وكالة الأنباء القطرية مجلس التعاون الخليجي قرصنة اختراق تميم بن حمد الأزمة الخليجية