الاتصالات السعودية الإسرائيلية.. من أجل «الأقصى» أم تهيئة لـ«التطبيع»؟

الثلاثاء 18 يوليو 2017 01:07 ص

كشفت مصدر مطلع أن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» تدخل شخصيا لحل أزمة المسجد الأقصى بعد إغلاقه من قبل «إسرائيل» عقب العملية التي نفذت قربه يوم الجمعة الماضي.

ونقل موقع «إيلاف» الإخباري المقرب من السلطات السعودية عن المصدر، أن الاتفاق على إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين والسياح جاء عقب تدخل العاهل السعودي عبر طرف ثالث هو الولايات المتحدة.

وذكر المصدر أيضا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» تعهد للسعودية عبر الولايات المتحدة بعدم المس بالوضع الراهن للأقصى.

وبشأن أجهزة الكشف عن المعادن، لفت المصدر إلى أن هذا الأمر أصبح اعتياديا في الأماكن المقدسة بسبب الإرهاب الذي يضرب بدون تمييز وفي أكثر الأماكن قدسية للديانات المختلفة.

وأفاد موقع «إيلاف» بأن «نتنياهو» دعا المسؤولين السعوديين إلى زيارة المسجد الأقصى، للإطلاع على الأوضاع  على الأرض، لكنه لم يتلق أي رد على الدعوة.

وأشار المصدر أيضا الذي لم يحدد الموقع الإخباري هويته، إلى أن الأردن كان بصورة الاتصالات، لكن «نتنياهو» أبدى استياءه أمام الملك الأردني من وصف رئيس البرلمان الأردني العملية في الأقصى بالبطولية، معتبرا التصريح غير مسؤول.

وذكر الموقع أن ما جرى لا يعد المرة الأولى التي تتدخل فيها المملكة لإنقاذ الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الملك الراحل «فهد بن عبدالعزيز» تدخل في العام 1982 لدى الرئيس الأمريكي آنذاك «رونالد ريغن» شخصيا وأنقذ بذلك ما تبقى من المقاومة الفلسطينية في لبنان وتم عبور الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات» بسلام من بيروت إلى تونس.

وبحسب مراقبين، فإن تسريب مصادر سعودية لهذه المعلومات، يعتبر جزءا من التمهيد الشعبي والإعلامي لما يسمى بـ«صفقة القرن» للتطبيع مع الاحتلال، والإقرار بشروطه، والترويج لادعاءات «نتنياهو» بأنه يسعى للحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى، علما بأن الوضع الحالي، هو خرق للوضع القائم الذي ساد حتى عام 2004، عندما قامت حكومة «أرييل شارون» بتغيير ترتيبات الدخول للمسجد الأقصى، وخصصت باب المغاربة لدخول اليهود للمسجد بمرافقة من قوات شرطة الاحتلال، وهو ما زاد من نشاط الجماعات الاستيطانية اليهودية التي تحاول تثبيت تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى، على غرار ما تم في الحرم الإبراهيمي في الخليل.

واعتبر المراقبون أن هذا النشر، ربما يدل على أن مكانة السعودية لدى الاحتلال باتت أكبر من تلك التي كانت مخصصة للأردن، وفق اتفاقية وادي عربة التي نصت على الاعتراف بمكانة مميزة للأردن في الحرم القدسي.

وفي هذا الإطار، يشار إلى أن نشر الإعلام السعودي لهذه المعلومات جاء بعد أن كان رئيس حكومة الاحتلال قد أعلن يوم الجمعة الماضي، عن رفض الموقف الأردني الذي استنكر الخطوات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى، وتبعه فيما بعد تصريحات من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي «جلعاد أردان»، الذي قال إن السيادة في المسجد الأقصى هي لـ«إسرائيل» وهي تتخذ قراراتها وفق ما تراه مناسب لأمنها، وأن موقف الأطراف الأخرى، في إشارة للأوقاف الأردنية، ليس مهما في هذا السياق.

مفاجأة «ترامب» الكبيرة

وأشارت تقارير إلى إن صوت المملكة العربية السعودية يخفت كثيرا تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، في لحظة سياسية تشير معالمها إلى تسارع الخطوات من المملكة نحو التطبيع مع «إسرائيل».

وأوضحت هذه التقارير أن المملكة تجر حاليا قاطرة التطبيع بشكل متسارع، كما أن الإمارات والبحرين ينسجان علاقات سرية مع تل أبيب، كما أشارت تسريبات عدة وصحف إسرائيلية.

ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في مايو/أيار الماضي أن الرياض أبلغت إدارة «ترامب» قبل زيارته الشهيرة، استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع «إسرائيل» دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمة العربية عام 2022.

وبعيد زيارته للسعودية، أكد «ترامب» أن خطوات كبيرة تحققت في مسار السلام بالشرق الأوسط، وأن مفاجأة كبيرة ستحصل.

وقال الدكتور «أنور عشقي» رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية إن هناك تغيرا في موقف الشارع السعودي تجاه «إسرائيل»، مؤكدا أن التغريدات والتعليقات التي تظهر من أبناء المملكة توضح أنهم يقولون إن «إسرائيل» لم يسجل منها عدوان واحد على المملكة.

وفي هذا الإطار يشار إلى تغريدة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي «ثامر السبهان»، السبت الماضي، التي قال فيها: «في الماضي نشتكي من عداوة إسرائيل والآن أصبح إخوة لنا أشد كرها وحربا علينا منها، مجازر تهجير تنكيل إعلام مدسوس وإثارة فتن (نعيب زماننا)...»، وهو ما فسره مغردون بأنه يأتي في إطار مهاجمة دولة قطر، تمهيدا للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

كما تجدر الإشارة إلى تغريدة الكاتب الصحفي «دحام طريف العنزي» التي دعا فيها السعودية إلى أخذ زمام المبادرة وفتح سفارة إسرائيلية في الرياض لتحجيم خطر العدو الفارسي.

ووفق كثير من المحللين، تأتي تلك الموجه الإعلامية السعودية تجاه «إسرائيل» ضمن خطة من ولي العهد «محمد بن سلمان»، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع «إسرائيل».

وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية قد أشارت إلى أن الاتفاق المصري السعودي بشأن جزيرتي تيران وصنافير وموافقة تل أبيب عليه يشير إلى استمرار الاتصالات السرية والمصالح المشتركة ما بين السعودية و«إسرائيل».

كما أكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن المملكة و«إسرائيل» شرعتا في محادثات لإقامة علاقات تجارية بين البلدين، مشيرة إلى إمكانية فتح خط طيران مباشر بين السعودية و«إسرائيل» قريبا.

ويشير مراقبون إلى أن الموقف السعودي تجاه محنة الأقصى يمكن تفسيره على أنه من متممات السير نحو التطبيع، وهو يرتبط أيضا بمسألة حصار قطر التي جاءت مباشرة بعد زيارة «ترامب» للرياض، حيث تمثل ملامح مرحلة جديدة تريد المملكة أن تقود المنطقة إليها بمشاركة إسرائيلية، حتى وإن كانت تبدأ بنسيان الأقصى وثوابت أخرى.

ومؤخرا، أعلن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنه سيسجل قريبا تطور في العلاقات بين «إسرائيل» وبعض دول الخليج، بينما نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن «إسرائيل» والسعودية تجريان اتصالات بينهما لتطبيع العلاقات التجارية، وأن الرياض قد تفتح مكتب مصالح في تل أبيب.

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل أمريكا سلمان بن سلمان ترامب نتنياهو المسجد الأقصى التطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية

مباحثات رسمية بين الأردن و(إسرائيل) لإعادة فتح «الأقصى»