بريطاني يقاضي ضباط إماراتيين اتهمهم بتعذيبه في سجن دبي

الأربعاء 19 يوليو 2017 12:07 م

قدم البريطاني «دافيد هاي» المدير الإداري السابق لنادي ليدز يونايتد لكرة القدم شكوى قضائية إلى شرطة العاصمة حول تعرضه للتعذيب من قبل ضباط شرطة الإمارات أثناء وجوده في دبي عام 2014.

جاء الإعلان عن الشكوى القانونية خلال مؤتمر صحفي وسط لندن الثلاثاء لمحاميي «هاي» الذى يقول إنه تعرض للتعذيب بشكل متكرر من قبل ضباط الشرطة بينما كان محتجزا في الإمارات لمدة عامين.

وقال «هاي»، الذي أطلق سراحه في مارس / آذار الماضي وعاد إلى المملكة المتحدة: «تعرضت للتعذيب وسوء المعاملة وحرمت من التواصل مع محامي».

ولا يزال «هاي» يخضع للعلاج بعد محنته حيث تعرض للضرب والاعتداء الجنسي أثناء وجوده في السجن بتهمة الاحتيال.

وقدم فريقه القانوني الآن شكوى رسمية إلى قيادة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة العاصمة، وهي المسؤولة عن التحقيق في جميع ادعاءات التعذيب، وكذلك جرائم ضد الإنسانية.

كما سيتابع الفريق القانوني الخاص بهاي شكوى تم تقديمها من قبل للجنة الأمم المتحدة التي تبحث الاعتقال التعسفي وسوء معاملة السجناء في جميع أنحاء العالم.

وقال «توبي كادمان» المحامي الدولي لحقوق الإنسان الذي يشرف على قضية هاي "نريد تقديم الذين قاموا بتعذيبه في دبي للعدالة».

وقال «كادمان»«نريد أيضا التأكد من خلال منظومة الأمم المتحدة والمحاكمة الجنائية أنه تعرض لتعذيب وحشي».

وقال «كادمان» إنه تم تقديم شكوى مبدئية لشرطة العاصمة يوم الثلاثاء وأنه سيتم تقديم دليلا إضافيا على سوء معاملة هاي في دبى في الأسابيع المقبلة.

 وأضاف أنها المرة الأولى التي يتم فيها لفت انتباه السلطات البريطانية لقضية هاي.

ورغم أن «كادمان» يعتقد أن هناك كمية هائلة من الأدلة لدعم اتهامات هاي، إلا أنه يتعين وجود رغبة سياسية من الحكومتين البريطانية والإماراتية للتحقيق في الأمر.

وقال «لا نرفع هذه القضية ضد الإمارات، بل ضد أفراد معينين. ونأمل أن تتعاون دولة الإمارات».

ولم تعلق سلطات دبي بعد على هذه الادعاءات.

تعذيب وسوء معاملة

وتم القبض على «هاي» في دبي في مايو/أيار 2014 للاشتباه بقيامه بالاحتيال، استنادا إلى الادعاءات التي قدمتها مجموعة الأسهم الخاصة في دبي، GFH Capital ، ومقرها البحرين والتي كانت تشارك في ملكية نادي ليدز.

ونفى «هاي» التهم بتزوير فواتير وتوجيه أموال بشكل غير قانوني إلى حسابات مصرفية تحت سيطرته، وقال إن التجربة كانت مروعة، مضيفا أن الاعتداء بدأ بعد فترة وجيزة من القبض عليه.

وقال «هاي»، الذي عاش حياة سلمية في دبي لمدة ثماني سنوات قبل اعتقاله: "لم أكن أعرف أبدا أن هناك جانبا مظلما لما كنت أعيش فيه بدبي».

وأضاف: «تم احتجازي في زنزانة تابعة للشرطة، دون أي دليل أو تحقيق».

وتابع «أذكر أنني كنت أجلس في ما يمكنني أن أصفه فقط بأنه ثقب الجحيم، أحدق في الأبراج فوقي وأفكر كيف حدث ذلك على الأرض».

وقال البريطاني وهو مثلي الجنس، إن بعض أسوأ لحظاته في السجن جاءت عندما اكتشف السجناء حياته الجنسية.

وتابع «كنت أتعرض للضرب باللكمات في سجن دبي، ورغم أن هاي يريد اعتذارا عن تعذيبه إلا أنه يقول أيضا إنه يريد استخدام تجربته لوقف تعرض آخرين له، مشيرا إلى أنه شهد تعذيب سجناء آخرين.

وقال «هاي» «بينما كنت في السجن، التقيت مئات المغتربين الذين سجنوا لأمور لم يعرفوا أنها غير قانونية».

وأضاف أن من مسؤولية السفارات، بما فيها السفارة البريطانية، تقديم النصح للمواطنين بأن يكونوا أكثر حذرا.

وكان «هاي» قد قال في وقت سابق إن السفارة البريطانية في الإمارات قدمت له دعما غير كاف كليا. وهو يأمل في أن يحصل على العدالة بموجب شكواه المقدمة لشرطة العاصمة.

وأشار إلى أن «الحكومة البريطانية في الوقت الراهن تضع التجارة قبل كل شيء آخر. شكوتنا الآن لشرطة العاصمة التي تعتبر مستقلة عن الحكومة. وآمل في العدالة البريطانية غير المنحازة والفاسدة».

ووفقا لـ«جو أوديل»، المسؤول الصحفي في الحملة الدولية للحرية في الإمارات، «إن قضية ديفيد هاي هي مثال لقضية أوسع تواجه الرعايا الأجانب في الإمارات، حيث توجد حالات مماثلة كثيرة للتعذيب وإساءة معاملة الأشخاص في سجون الإمارات.

وقال «أوديل»«نأمل أن تساعد هذه الحملة على تحقيق العدالة لهاي ورفع الوعي بشأن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث حاليا في دولة الإمارات.

وأضاف «نأمل أيضا في حمل الحكومة البريطانية على محاسبة دولة الإمارات على انتهاكات حقوق الإنسان».

وذكرت المنظمة الدولية للحرية في الإمارات في وقت سابق، وجود 200 مسجون سياسي في سجون الإمارات محرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية.

وخلال الشهر الجاري، كشف حقوقيون بريطانيون عن العديد من الانتهاكات التي تمارس بحق المعتقلين في سجون الإمارات، والتي وصلت إلى حد الاعتداءات الجنسية.

وفي ندوة بالعاصمة البريطانية لندن، كشف هؤلاء الحقوقيون أن السلطات الإماراتية تمارس شتى أنواع الانتهاكات بحق المعتقلين في سجونها.

وقالوا إن السلطات الإماراتية تعتقل كل من يعارضها سواء كان إماراتي لو غير إماراتي وسواء كان يقيم في البلاد أو زائر لها، حيث اعتقلت سابقا ليبيين ومصريين وعمانيين وقطريين وسوريين ويمنيين.

المصدر | الخليج الجديد + ميدل إيست آي

  كلمات مفتاحية

الإمارات بريطانيا تعذيب حقوق الإنسان