أسر ضحايا 11 سبتمبر يطالبون بنشر تقرير عن التطرف ينتقد السعودية

الخميس 20 يوليو 2017 03:07 ص

طالب ناجون من هجمات 11 من سبتمبر/أيلول وجهوا رسالة إلى رئيسة الوزراء البريطاينة، «تيريزا ماي»، الأربعاء، يحثونها فيها على نشر تقرير يكشف عن مصادر تمويل المتطرفين الإسلاميين في بريطانيا، بحسب جريدة «ذي إندبندنت» البريطانية.

وقالت الحكومة البريطانية الشهر الماضي إنها لن تنشر، بشكل كامل، تقريرها عن مصادر تمويل مَنْ أسمتهم بالمتطرفين الإسلاميين في بريطانيا، ما دفع المعارضة لاتهامها بمحاولة حماية حليفتها السعودية.

وسُلّم التقرير، الذي أمر بإعداده رئيس الوزراء السابق، «ديفيد كاميرون»، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، للحكومة العام الماضي، وتعرض وزراء لضغوط من أجل نشر نتائجه عقب ثلاث هجمات دامية في بريطانيا، منذ مارس/أذار، ادعت الحكومة إن متشددين إسلاميين مسؤولون عنها.

لكن وزيرة الداخلية، «أمبر رود»، زعمت أنه على رغم تلقي بعض المنظمات الإسلامية المتطرفة مئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية، فإنها قررت عدم نشر التقرير بالكامل.

وقالت الوزيرة في بيان مكتوب للبرلمان: «هذا بسبب حجم المعلومات الشخصية التي يحتويها ولأسباب تتعلق بالأمن القومي». وادعت «رود» أن المراجعة توصلت إلى أن أكثر المصادر دعماً لهذه المنظمات هو تبرعات صغيرة مجهولة من أفراد مقيمين داخل بريطانيا.

لكن التقرير زعم أيضاً أن التمويل الخارجي كان مصدراً مهمّاً للدخل لعدد قليل من المنظمات. وادعى في بيان «رود»: «الدعم الخارجي يسمح لأفراد بالدراسة في مؤسسات تدرّس أشكالاً محافظة للغاية من الإسلام، وتقدّم أدباً محافظاً للغاية من الناحية الاجتماعية، ووعاظاً للمؤسسات الإسلامية في المملكة المتحدة». وزعمت: «بعض هؤلاء الأفراد أصبحوا بعد ذلك مصدر قلق يتعلق بالتطرف».

ورفضت «كارولين لوكاس»، الرئيسة المشاركة فى حزب «الخضر»، الكشف علناً عن محتوى التقرير الذي يتضمن انتقاداً للسعودية بدعوى ارتباط لندن والرياض بعلاقات استراتيجية واقتصادية طويلة ووثيقة.

وحثت مجموعة، تمثل الناجين الأميركيين من هجمات 11 من سبتمبر/أيلول 2001، وأقارب بعض الضحايا الذين بلغ عددهم 3000 شخص، «ماي» على اغتنام الفرصة للإفراج عن التقرير.

وزعمت الرسالة الموقعة من 15 شخصاً يمثلون عائلات الضحايا والناجين أن: «المملكة المتحدة لديها الآن فرصة تاريخية فريدة لوقف موجة القتل من قبل الإرهابيين من خلال الإفراج عن تقرير الحكومة البريطانية حول تمويل الإرهاب في المملكة المتحدة والذي، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام، يضع السعودية في قلب المسؤولية».

وبحسب الجريدة البريطانية السالفة الذكر، فقد خاطبت الرسالة «ماي» مدعية: «إننا نحثكم بكل احترام على إصدار التقرير الآن أو عند الانتهاء منه، نطلب منكم النظر في أوضاع جميع ضحايا الإرهاب الذي ترعاه وتموله السعودية وفي أوضاع أسرهم والناجين منهم في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم».

وكانت «شارون بريمولي»، أحد الموقعين على الرسالة، في الطابق الثمانين من البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي عندما هاجمت أول طائرة خطفها عناصر من تنظيم «القاعدة» البرجين، وهي أيضاً من الضحايا الذين يتابعون إجراءات قانونية ضد السعودية ويطالبونها بتعويضات.

وقع على الرسالة أيضاً «بريت» و«جيل إيغلسون»، ابن وأرملة «جون إيغلتون»، الذي توفي في الطابق السابع عشر من البرج الثاني، و«إلين ساراسيني»، أرملة «فيكتور ساراسيني»، طيار رحلة خطوط الطيران المتحدة رقم 175، التي اختطفت في طريقها من بوسطن إلى لوس أنجلوس واصطدمت بالبرج الجنوبي، و«كاثي أوينز»، التي قُتل زوجها «بيتر» في الطابق 104 من البرج الشمالي.

وقد أرسلت نسخ من الرسالة إلى زعيم حزب «العمل»، «غيريمي كوربين»، ووزير داخلية حكومة الظل، «ديان ابوت»، والسير «كيم دارو»، سفير بريطانيا لدى واشنطن.

من جهتها، ادعت «بريمولي»، مؤلفة مذكرات بعنوان «خريف: في طريق العودة من 11 سبتمبر»، «الحكومة الأمريكية تشارك بنشاط في تغطية دور المملكة العربية السعودية في دعم الإرهاب، وبالاضافة إلى ذلك، قالت إن الولايات المتحدة وبريطانيا تروجان لعلاقات أوثق مع الرياض وبيع الأسلحة لها».

يذكر أن الحكومة السعودية نفت على مدار السنوات الماضية أي صلة لها بهجمات 11 من سبتمبر/أيلول، رغم أن 15 سعودياً شاركوا في تنفيذ تلك الهجمات. كما لم يعثر تقرير لجنة التحقيق الأمريكية على دليل يثبت تمويل السعودية أو كبار المسؤولين السعوديين تنظيم «القاعدة».

وفي وقت سابق هذا العام، رفعت دعوى قضائية في نيويورك، بالنيابة عن أسر 850 شخصاً قتلوا و1500 أصيبوا.

وتطالب الدعوى التي رُفعت في محكمة اتحادية في المنطقة الجنوبية من نيويورك، وسيستمع إليها القاضي الأمريكي، «جورج دانيلز، بتعويضات مالية غير محددة، وتدعي إن السعودية تدعم تنظيم «القاعدة» بأربع طرق حاسمة هي دعم الجمعيات الخيرية المرتبطة بـ«القاعدة»، والتي أدارت مخيمات تدريب عناصر التنظيم، وتوفير تمويل مباشر للتنظيم، ودعم الخاطفين من خلال تزويدهم بجوازات سفر، وأخيراً، تقديم الدعم الميداني للخاطفين في الأشهر الـ18 التي سبقت الهجمات.

وقال المحامي البارز «جيم كريندلر» إن «هجمات 11 من سبتمبر/أيلول لم يكن من الممكن أن تحدث بدون دعم السعودية لـ(القاعدة)».

  كلمات مفتاحية

بريطانيا تيريزا ماي أمبر رود تقرير مزعوم التطرف

السعودية تطالب برفض دعاوى قضائية بشأن هجمات 11 سبتمبر