هل الأزمة الخليجية وراء استحداث جهاز أمن الدولة بالسعودية؟

الجمعة 21 يوليو 2017 09:07 ص

اختيار الفريق أول «عبدالعزيز الهويريني» لرئاسة جهاز أمن الدولة الجديد بالسعودية، يشير بشكل أو بآخر إلى أن الجهاز الذي أعلن عن استحداثه أمس بالمملكة تقف خلفه الأزمة الخليجية، وأنه سيكون له دور فيها.

فـ«الهويريني» يعرف بمواقفه المعادية لقطر وسبق أن اتهمها قبل عام ونصف بالسعي لتشويه سمعة المملكة.

كما أن الجهاز الذي أمر العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» بإنشائه، سيكون موازيا لجهاز المخابرات السعودية العامة، وهو مؤسسة أمنية مستقلة عن وزارة الداخلية، لها قرارها المرتبط بمجلس الوزراء مباشرة، أي بالملك وولي عهده الأمير «محمد بن سلمان».

ومن المرجح أن يكون لجهاز أمن الدولة دور في آلية اتخاذ القرار الرسمي السعودي الخارجي من قبل الملك أو ولي عهده، حيث يتعدى دور الجهاز القضايا الداخلية التي كانت في صلب اهتمامات المديريات الأمنية في وزارة الداخلية قبل أن يتم فصلها عن الوزارة وضمها للجهاز، بحسب «إرم نيوز».

وعلى سبيل المثال، تمتلك مديرية المباحث العامة، الكثير من المعلومات والأسرار عن السياسة التي تتبعها دولة قطر تجاه جارتها السعودية التي اتخذت بجانب الإمارات والبحرين ومصر الشهر الماضي قرارا بمقاطعة الدوحة في أعقد أزمة خليجية خلال السنوات الماضية.

وكان «الهويريني» أخبر وسائل الإعلام في ندوة أمنية عقدت في فبراير/شباط العام الماضي بالعاصمة الرياض أن «مركزاً إعلامياً في دولة مجاورة يقوم بشن حملات تشويه على المملكة عن طريق أشخاص عاشوا بيننا».

ولم يسم «الهويريني» حينها قطر بالاسم، قبل أن تواجه الدوحة الاتهامات ذاتها وأخرى بشكل رسمي من السعودية وباقي دول المقاطعة، في مؤشر على امتلاك الضابط السعودي الرفيع لكثير من الأسرار حول سياسة الدوحة تجاه جيرانها.

وقال «الهويريني» في تلك الندوة «الأعداء ينشرون الأكاذيب التي تحاول النيل من مجتمعنا ووطننا، وينبغي أن نواجه هذه الأكاذيب من خلال توضيح الحقائق التي نملكها، ونحن حريصون كإعلاميين وأمنيين على التأكيد على دور اللحمة الوطنية، ونبذ الخلافات التي تدعو إلى الفرقة، وعدم الالتفات لها، والسير نحو هدف مشترك يحقق التكامل فيما بيننا لتوجيه الرأي العام نحو السلوك الصحيح البعيد عن التقسيمات المجتمعية».

ويعد عمل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من مهام مديرية المباحث التي انضمت لجهاز أمن الدولة الجديد، وهي قطاعات تعد جزءا رئيسا من الأزمة الخليجية ومطالب دول المقاطعة من قطر بإيقاف مؤسسات إعلامية وحسابات منظمة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما يعني أن الجهاز الأمني الجديد يحظى بدور بارز في اتخاذ القرارات بشأن الأزمة.

وأصدر العاهل السعودي، الخميس، سلسلة أوامر ملكية، عدها مراقبون، تقضي فعليا بإنهاء نفوذ ولي العهد المعزول «محمد بن نايف»، وتعزيز سلطات نجله، ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان».

وشملت القرارات الملكية، 19 مرسوما، تصدرها أمرا ملكيا بتعديل الهيكل التنظيمي لوزارة الداخلية وفصل قطاع الشؤون الأمنية المتعلق بأمن الدولة في جهاز جديد باسم «رئاسة أمن الدولة»، برئاسة «الهويريني»، بمرتبة وزير، وأن يكون «عضوا في مجلس الشؤون السياسية والأمنية»، مع استمراره مديرا للمباحث العامة.

  كلمات مفتاحية

أمن الدولة السعودية الأزمة الخليجية قطر الهويريني

ضباط مصريون يشرفون على جهاز أمن الدولة بالسعودية