أمير قطر: نجحنا في الامتحان وجاهزون لحوار دون إملاءات

الجمعة 21 يوليو 2017 07:07 ص

وصف أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد» الأزمة الخليجية الراهنة بأنها «امتحان خاضته بلاده ونجحت فيه»، مؤكداً في الوقت ذاته جاهزية بلاده لحوار دون املاءات.  

جاء ذلك في أول خطاب له منذ بدء الأزمة الخليجية، في 5 يونيو/حزيران الماضي، والذي حمل اسم «خطاب الثبات».

وفي خطابه، الذي بثه التليفزيون القطري الرسمي، وتابعه مراسل «الخليج الجديد»، قال الأمير: «نثمن عالياً جهود الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت، والتي دعمتها قطر منذ البداية، ونأمل أن تتكلل جهوده المباركة بالنجاح».

وأكد استعداد بلاده للدخول في حوار من أجل حل الأزمة، قائلاً: «نحن منفتحون على الحوار لإيجاد حلول للمشاكل العالقة».

لكنه شدد على أنه «أي حل للأزمة يجب أن يقوم على مبدأين: (الأول) أن يكون الحل في إطار احترام سيادة كل دولة وإرادتها».

وأردف: «وثانياً ألا يُوضع (الحل) في صيغة إملاءات من طرف على طرف، بل كتعهدات متبادلة والتزامات مشتركة ملزمة للجميع، ونحن جاهزون للحوار والتوصل لتسويات في القضايا الخلافية كافة».

وعبر عن تقديره للمساندة الأمريكية للوساطة الكويتية، والمواقف البناءة لكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا عموما وروسيا.

إشادة بالشعب القطري

وأشاد أمير قطر بتعامل الشعب القطري مع الحصار الذي حاولت السعودية والإمارات والبحرين ومصر فرضه على البلاد.

وقال: «تأثرنا بروح التضامن التي خيبت آمال من راهنوا على عكسها لجهلهم بطبيعة شعبنا».

وأكد أن «الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ بداية الحصار، وأن الشعب القطري وقف تلقائيا وبشكل عفوي دفاعاً عن سيادة وطنه واستقلاله».

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن «كل من يقيم على هذه الأرض أصبح ناطقا باسم قطر»، معبرا عن اعتزازه بـ«المستوى الأخلاقي الرفيع للشعب في مقابل حملة التحريض والحصار».

وتابع بالقول: «القطريون تميزوا بالجمع بين صلابة الموقف والشهامة»، و«أذهلوا العالم بحفاظهم على المستوى الراقي على الرغم مما تعرضوا له».

ولفت  الشيخ «تميم» إلى أن القطريين «تعرضوا لتحريض غير مسبوق في النبرة والمساس بالمحرمات والحصار، واعتبر أن ذلك كان «امتحانا أخلاقيا حقيقيا» و«قد حقق مجتمعنا نجاحا باهرا فيه».

وقال أمير قطر: «أثبتنا أننا نراعي الأصول والمبادئ والأعراف حتى في زمن الخلاف والصراع».

واستطرد: «اعتقد بعض الأشقاء أنهم يعيشون وحدهم وأن المال يمكنه شراء كل شيء».

وأضاف: «لقد تبين لهم أنه حتى الدول الفقيرة لديها كرامة وإرادة»، مشيرا إلى أن الكثير من الدول لا تفضل المصلحة الآنية على المبدأ والمصلحة بعيدة المدى.

ودعا مواطني بلاده «إلى الاستمرار على هذا النهج، وعدم الانزلاق إلى ما لا يليق بنا وبمبادئنا وقيمنا».

وبين أن بلاده تعرضت «لدعاية موجهة» عبر «ستار كثيف من الافتراءات والتحريض».

«تصريحات ملفقة وأزمة لغايات مبيتة»

وأكد أمير قطر أن التصريحات التي نسبت له عند اختراق الوكالة 24 مايو/أيار الماضي «كانت ملفقة».

وقال في هذا الصدد: «تبين للقاصي والداني أن هذه الحملة والخطوات التي تلتها خططت سلفاً، وأقدم مخططوها ومنفذوها على عملية اعتداء على سيادة قطر بزرع تصريحات لم تقل، لتضليل الرأي العام ودول العالم، وبغرض تحقيق غايات مبيتة سلفاً».

وبين أن الدول التي قامت بهذه الخطوات اعتمدت «على مفعول تهمة الإرهاب في الغرب (...)، ولكن سرعان ما تبين لهم أن المجتمعات الغربية مثلنا، لا تقبل أن تُطلق تهمة الإرهاب لمجرد الخلاف السياسي».

وأعرب عن حزنه للتشهير ببلاده، قائلا: «لقد حزنا كثيرا ونحن نتابع كيف تقوم بعض الدول باتباع أسلوب التشهير والافتراء على قطر بنوع من الوشاية السياسية ضدها في الغرب».

وأردف: «هذا في كل الأعراف عيب؛ أولا لأن الادعاءات غير صحيحة، وثانيا لأنها مساس بغير حق بدولة شقيقة».

«نكافح الإرهاب بلا هوادة»

وعن جهود قطر في مكافحة الإرهاب،  قال إن بلاده «تكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط، وثمة اعتراف دولي بدور قطر في هذا المضمار ».

لكنه بين أنه «ومن دون الاستهانة بآفة الإرهاب فمن الواجب علينا عدم تجاهل القضايا الأخرى في عالمنا؛ فنحن نرى أن العالم كله بما في ذلك منطقتنا يعاني أيضا من مشاكل مثل الفقر والطغيان والاحتلال وغيرها، وهذه المعاناة أيضا تحتاج إلى معالجة، عدا عن كونها من أهم مصادر الإرهاب».

وأوضح كذلك: «نختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب؛ فالدين وازع أخلاقي وليس مصدر إرهاب».

«حصار مسيء»

وحول حصار الدول الأربع لبلاده، قال أمير قطر: «لا أريد أن أقلل من حجم الألم والمعاناة الذي سببه الحصار».

ووجه انتقاده لأسلوب الحصار، قائلا: «آمل أن ينقضي هذا الأسلوب في التعامل بين الأشقاء، وحل الخلافات بالحوار والتفاوض. فقد أساء هذا الأسلوب لجميع دول مجلس التعاون (الخليجي) وصورتها في العالم».

وبين أنه «آن الأوان لوقف تحميل الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات».

وشدد على أن «أي حل لهذه الأزمة في المستقبل يجب أن يشمل ترتيبات تضمن عدم العودة إلى هذا الأسلوب الانتقامي في التعامل مع المواطنين الأبرياء عند حدوث خلاف سياسي بين الحكومات».

وتحدث أمير قطر عن الاختلافات بين بلاده وبين بعض دول الخليج في السياسات الخارجية، وقال في هذا الصدد: «نحن نعرف أنه وجدت وتوجد حالياً خلافات مع بعض دول مجلس التعاون بشأن السياسة الخارجية المستقلة التي تنتهجها قطر».

وأردف: «نحن أيضا بدورنا لا نتفق مع السياسة الخارجية لبعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون، ولاسيما في الموقف من تطلعات الشعوب العربية، والوقوف مع القضايا العادلة، والتمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب، وغيرها من القضايا».

واستدرك: «لكننا لا نحاول أن نفرض رأينا على أحد. ولم نعتقد يوما أن هذه الخلافات تفسد للود قضية؛ فثمة أمور مشتركة كثيرة هي الأسباب التي من أجلها أقيمت هذه المنظمة الإقليمية».

جوانب إيجابية للأزمة

وعلى صعيد الجانب الإيجابي للأزمة، قال أمير قطر: «لقد ساعدتنا هذه الأزمة على تشخيص النواقص والعثرات أمام تحديد شخصية قطر الوطنية، السياسية والاقتصادية، المستقلة، وفي اتخاذ القرار بالتغلب على هذه العقبات وتجاوزها».

واعتبر أن «المرحلة التي تمر بها قطر حاليا هي مرحلة بالغة الأهمية من حيث الفرص التي أتاحتها؛ ليس فقط للبناء، بل أيضا لسد النواقص وتصحيح الأخطاء، ونحن كما تعلمون لا نخشى من تشخيص الخطأ وتصحيحه».

وقال إنه وجه الحكومة للقيام بكل ما يلزم لتحقيق هذه الرؤية؛ بما في ذلك الانفتاح الاقتصادي المطلوب، وإزالة العوائق أمام الاستثمار، ومنع الاحتكار في إطار بناء الاقتصاد الوطني، والاستثمار في التنمية، ولا سيما التنمية البشرية.

ولفت كذلك إلى أنه وجه بـ«تخصيص عائدات الغاز من الاكتشافات الجديدة التي أنعم بها الله علينا للاستثمار من أجل الأجيال القادمة».

وأضاف: «نحن مدعوون لفتح اقتصادنا للمبادرة والاستثمار وننوع مصادر دخلنا ونحقق استقلالنا... وتطوير مؤسساتنا التعليمية».

كما شدد على الحاجة للاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة، وقال: «أهدافنا واقعية وتقوم على استمرار الروح التي أظهرها القطريون».

وأكد أن «المجتمع القطري استكشف (خلال الأزمة) مكامن قوته في وحدته وإرادته وعزيمته».

شكر تركيا

ووجه أمير شكره لتركيا على وقوفها إلى جانب بلاده في هذه الأزمة، قائلا: «لا يفوتني أن أشيد بالدور الهام الذي لعبته تركيا في اقرارها السريع لاتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بيننا والمباشرة في تنفيذها وأن أشكرها على استجابتها الفورية لتلبية احتياجات السوق القطرية».

وأردف: «كما أشكر كل من فتح لنا أجواءه ومياهه الإقليمية حين أغلقها الأشقاء».

تضامن مع الأقصى

و في ختام كلمته، أعرب أمير قطر  «عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق ولاسيما أهلنا في القدس، واستنكار إغلاق المسجد الأقصى».

وأردف: «عسى أن يكون ما تتعرض له القدس حافزا للوحدة والتضامن بدلا من الانقسام».

  كلمات مفتاحية

قطر أمير قطر تميم بن حمد الأزمة الخليجية

صحف السعودية: توقعات خفض العجز وزيادة استهلاك النفط ومقتل مطلوبين

مسؤول خليجي: جهود الوساطة بلغت «طريقًا مسدودًا»

أمير قطر: لن نتهاون في مواجهة كورونا وانتخابات مجلس الشورى في أكتوبر المقبل