قلل الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، من قدرة من وصفهم بأنهم يتدخلون في الشؤون الداخلية لبلاده، على تدبير مصروفات الشعب المقدر بـ100 مليون شخص.

وهو الأمر الذي انتقده ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تسائلوا عما إذا كان يحق لمن يملك المال والمصاريف أن يتدخل.

وفي كلمة له، خلال افتتاح قاعدة «محمد نجيب» العسكرية (شمال غربي مصر)، اعتبر أن الحفاظ على شعب قوامه 100 مليون نسمه ليس بالأمر اليسير.

وقال «السيسي»، إن هناك محاولات للنيل من الروح المعنوية للمصريين (دون الكشف عن تلك الجهات أو الدول، وهو الاتهام المكرر من السيسي لمعارضيه).

وعلى هامش الافتتاح، شهد «السيسي» حفل تخريج دفعات جديدة من طلبة الكليات العسكرية، لأول مرة فى حفل واحد.

وأضاف «السيسي» في حضور ممثلين لدول الحصار المفروض على قطر، وموجهاً حديثه إلى من يتدخل في شؤون مصر: «عايز أقول لا تتدخلوا في أمورنا هذا أمر شرعي ومحمود ألا نتدخل في شؤون بعضنا البعض.. ده مصر فيها 100 مليون بيفطروا ويتغدوا ويتعشوا في يوم بأكل سنة من بعض الدول.. أكل سنة». (شاهد كلمة السيسي)

وتابع: «إحنا لما نيجي بنعمل مشروع إسكان في مصر بنعمل مليون شقة في سنتين أو تلاتة لامؤاخذه بعض الدول بيكون ده عدد سكان بلدها كله.. عايز تتدخل في مصر.. تقدر إنت على مصروف مصر.. تقدر تصرف 100 مليار دولار سنوياً على مصر.. ما تقدرش.. فخليك في حالك أحسن هنا دي دولة لن تسمح أبداً ولا شعبها هيسمح أبداً حد يدخل في شؤونها».

من جانبهم، هاجم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «السيسي»، بسبب حديثه، فغرد «حازم عبد العظيم»، الذي كان مسؤولا عن ملف الشباب في الحملة الرئاسية لـ«السيسي»، قائلا: «عندما يقول تميم أمس: اعتقد بعض الأشقاء أن المال يمكنه شراء كل شيء،

 ثم اسمع رد السيسي اليوم: تقدر أنت على مصروف مصر.. لا يسعني إلا أن اقول أحيه (كلمة مصرية تدل على الاعتراض)».

وأضاف «ناشط مش سياسي»: «السيسي بيقول لأمير قطر: أنت متقدرش على مصاريف مصر؟.. علشان كدة جاب ولاد زايد لأن هما اللي يقدروا علي مصاريف مصر».

وتابع «شادي الغزالي حرب»: «بيشحت بالشعب ويبيع أرضه وياريته حتى عارف يوفرله عيشة محترمة.. ده كمان بيعرض البلد للي يشتري بسعر أعلى!».

وتساءل الصحفي «محمد الجارحي»: «ولو فيه حد قادر على مصروفنا يتدخل عادي يعني؟، وهو عدد سكان الامارات والكويت وعمان والبحرين والأردن مش ينطبق عليه نفس الكلام؟».

وافتتح «السيسي»، قاعدة عسكرية بمدينة الحمام (شمال غربي مصر)، تحمل اسم الرئيس الأسبق «محمد نجيب»، الذي يغيب اسمه دائماً عن الاحتفالات والمناسبات الوطنية للبلاد.

ووصفت الوكالة الرسمية المصرية، القاعدة بأنها «الأكبر برياً في الشرق الأوسط وأفريقيا».

ورفع «السيسي» وعدد من قادة الجيش، العلم المصري، بأرض القاعدة، وفق ما نقله التلفزيون الحكومي في بث مباشر.

حضر حفل الافتتاح، ولي عهد أبوظبي، الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، والقائد العسكري الليبي المشير «خليفة حفتر»، و«خالد الفيصل» أمير مكة ممثلا عن العاهل السعودي، والأمير «سلمان بن حمد آل خليفة» ولي عهد البحرين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وممثل أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع الشيخ «محمد الخالد الحمد الصباح» في حضور المشير «محمد حسين طنطاوي» وزير الدفاع المصري الأسبق.

يذكر أن قاعدة «محمد نجيب»، التي حلت خلفا للمدينة العسكرية بمنطقة الحمام التي تم إنشاؤها عام 1993، تضم 1155 منشأة حيوية، منها 72 ميدانا متكاملا للتدريب، تشمل مجمعا لميادين التدريب التخصصي، ومجمعا لميادين الرماية التكتيكية الإلكترونية باستخدام أحدث نظم الرماية، وقاعة مؤتمرات كبرى، ووحدتين سكنيتين للضباط وضباط الصف.

وتم إنشاء القاعدة لتعزيز قدرة القوات المسلحة على حماية التجمعات السكانية والمنشآت الاقتصادية الاستراتيجية والمشروعات الإنتاجية الواقعة غرب الإسكندرية وعلى الحدود الغربية، بما في ذلك محطة الضبعة النووية المخطط إنشاؤها خلال السنوات القادمة، وحقول البترول في الصحراء الغربية، ومدينة العلمين الجديدة، وميناء مرسى الحمراء على البحر المتوسط.