«فوربس»: السعودية لا ترقى إلى منصب زعيم المنطقة

السبت 22 يوليو 2017 06:07 ص

أوضح تقرير صحفي أن الحصار الذي فرضته المملكة العربية السعودية وحليفاتها على قطر لم يحقق للرياض وأبوظبي ما كانتا تطمحان إليه، لافتا أن الأزمة ساهمت في تحطيم وحدة «مجلس التعاون الخليجي»، وتخفيف عزلة إيران، فضلا عن أنها دفعت تركيا إلى التدخل في الشأن الخليجي.

وقال التقرير الذي نشرته مجلة «فوربس» الأمريكية إن الرياض وأبوظبي حصدتا العواصف بعد أن قامتا بزرع الريح، إذ ساهم الهجوم الذي أطلقته السعودية والإمارات على قطر في زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تسبب في إزعاج العديد من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي وصلت دول الحصار إلى طريق مسدود وباءت مخططاتهم بالفشل.

وأكد معد التقرير «دوغ باندو» أن هذه الأزمة كشفت أن السعودية ليست سوى «نمر من ورق» ولا ترقى إلى منصب زعيم المنطقة، قائلا إنها أنفقت بسخاء على الأسلحة، ودعمت دولا مسلمة أخرى، وسعت إلى الإطاحة بنظام «الأسد» في سوريا، وشنت حربا في اليمن، ولكنها لم تفصح عن أي رد عندما رفضت قطر الانصياع إلى مطالبها، نظرا لأن وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» منعها من القيام بأي تصعيد.

وأضاف تقرير المجلة أن الثمن الباهظ الذي كانت تدفعه دول الحصار في الخارج كان ذا قيمة مشكوك فيها، لأنها لم تحظ إلا بدعم عدد قليل من حلفائها، فقد نظمت الرياض وأبوظبي تحالفا غير متكافئ يضم البحرين ومصر، ودولتين بينها جزر المالديف، وإحدى الحكومات المتنافسة في ليبيا، ولعل هذا ما جعلها تفشل في كسب دعم ملموس من أي دولة أخرى.

وتساءلت «فوربس» عما إذا كانت القضية الحقيقية التي تقف خلف هذه الأزمة هي حقا الإرهاب، مشيرة إلى أن ما يحرك هذه الدول هي مجرد اهتمامات وأمور خاصة، فعلى سبيل المثال تخشى كل من الرياض والقاهرة جماعة «الإخوان المسلمون»، لكونها تمثل تحديا لعدد من الأنظمة الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط وتحمل فلسفة سياسية تهدد مصالح الملوك والحكام.

وأضاف التقرير أنه ومن الصعب جدا على دول الحصار التي شنت المعركة على قطر دون تحضير أي حلول احتياطية الوقوف في وجه رغبات الولايات المتحدة الأمريكية أو التراجع دون فقدان الكثير من كرامتها، لذلك، يبدو منطق التحدي والمواجهة أفضل بكثير بالنسبة لها.
وبحسب المجلة، أظهرت أزمة الخليج الأخيرة التي افتعلتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تأييد الشعب القطري لعائلة «آل ثاني في قطر ودعم مواقفها في مواجهة ما اعتبره الشعب القطري ظلما وانتهاكا للسيادة القطرية.

وأفادت مجلة «فوربس» أنه بالرغم من الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى المملكة العربية السعودية في الماضي، إلا أنه يتخبط ليصبح من جماعات الضغط الفعلية التي تعمل لصالح الرياض في واشنطن، ومع ذلك، يملك «ترامب» تأثيرا ضئيلا على السياسة الخارجية الأمريكية، التي انتهى بها المطاف إلى الوقوف ضد أهواء الرياض وأبوظبي.

وقالت إن دول الحصار كانت تتوقع دعما قويا من الولايات المتحدة في حملة المقاطعة التي فرضت على قطر، إلا أن الأمور جاءت بشكل عكسي، مشيرا إلى أن الكثير من المسؤولين في واشنطن أفادوا بأن الرياض وأبوظبي متورطتان أكثر من قطر في تمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية.

وأشارت المجلة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» ووزير الدفاع «جيم ماتيس»، أعربا عن دعمهما لموقف الدوحة، فضلا عن ذلك، أظهر رئيس الدبلوماسية الأمريكية موقفا ينم بوضوح عن نفاد صبره من مطالب المملكة العربية السعودية التي اعتبرها متطرفة ولا تستحق التفاوض، كما اعتبر «تيلرسون» أن عدم موافقة قطر على تلك المطالب كان معقولا جدا.

وذكر معد التقرير أن «بوب كوركر» الذي سبق وأن تولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، قدم تصريحا جاء فيه أن حجم الدعم الذي تقدمه قطر للإرهاب يعتبر ضئيلا، بالمقارنة مع ما تقدمه السعودية.

ونقلت المجلة عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، البروفيسور «مارك لينش»، قوله إن الخطاب المتطرف والطائفي الذي جلبته القوى الخارجية إلى التمرد السوري يعتبر مشكلة تمتد إلى ما هو أبعد من قطر، لافتا أن الرأي العام الدولي استنكر مطلب إغلاق قناة «الجزيرة» من دول لا تعترف لا بحرية التعبير ولا بحرية الصحافة.

وأكدت مجلة «فوربس» أن عدة تقارير أفادت بأن المخابرات الأمريكية اكتشفت مسؤولية الإمارات العربية المتحدة عن اختراق «وكالة الأنباء القطرية» (قنا) في مايو/أيار الماضي، ما أدى إلى انفجار هذه الأزمة وخروجها عن السيطرة، في المقابل، كانت البحرين ومصر، اللتين انضمتا إلى مقاطعة الدوحة عبارة عن مأجورين ينفذان ما تمليه عليهما الدول التي تقدم لهما المساعدات المالية والعسكرية، في إشارة إلى السعودية والإمارات.

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات البحرين قطر مصر أمريكا الأزمة الخليجية الحصار الإرهاب الإخوان المسلمون