اليمن .. رفع علم «مجلس الانفصال» الإماراتي بحضور «بن دغر»

الأحد 23 يوليو 2017 10:07 ص

أجرى رئيس الوزراء اليمني «أحمد بن دغر» زيارة هي الأولى لقاعدة العند العسكرية في محافظة لحج، أمس الجمعة، حيث عقد اجتماعا مع القادة العسكريين من قوات «التحالف العربي» والقادة اليمنيين لمناقشة سير العمليات العسكرية في مختلف الجبهات.

وكان من اللافت خلال زيارة «بن دغر» ارتفاع علم ما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي تدعمه الإمارات لتقسيم اليمن والعودة بها إلى ما قبل إعادة تحقيق الوحدة عام 1990.

وكانت الرئاسة اليمنية، أعلنت رفضها القاطع لما يسمى «المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي»، المؤلف من 26 شخصية، ودعت من وردت أسماؤهم إلى إعلان موقف واضح  وجلي منه، عقب إعلانه في 11 مايو/أيار الماضي، من قبل محافظ عدن المقال اللواء «عيدروس الزبيدي».

وخلال الزيارة، استمع «بن دغر» من قائد القوات الإماراتية وقائد قوات التحالف بعدن العميد «أحمد أبو ماجد» إلى شرح مفصل عن الانتصارات  التي تحققت في كل جبهة على حدة وعملية إعادة البناء التي صاحبتها في الخدمات. 

وبحسب «وكالة الأنباء اليمنية الرسمية»، أكد العميد الإماراتي أن مهمة قوات «التحالف العربي» في اليمن هي الحفاظ على الشرعية الدستورية وتنفيذ قرار «مجلس الأمن الدولي» والمرجعيات الأخرى، وهزيمة العدو ممثلا في ميليشيات «الحوثي» و«صالح» الانقلابية، ودعم البنية التحتية لليمن.

من جهته، أشاد «بن دغر» بجهود قوات «التحالف العربي» بقيادة المملكة العربية السعودية، قائلا: «لقد حققنا انتصارات ميدانية كبيرة وألحقنا هزائم كبرى بالعدو وحررنا 85% من بلادنا ونحن اليوم نصنع  نصرا حقيقيا يجبر الميليشيات الانقلابية للعودة إلى طاولة الحوار  الشامل والعادل الذي يتطلع إليه شعبنا اليمني والمبني على  المرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 أو هزيمتهم».

وأشار رئيس الوزراء اليمني إلى أن ميليشيات «الحوثي» و«صالح» عبثت بأمن واستقرار الوطن بدعم من إيران التي تشكل خطرا على الأمن الوطني والقومي العربي والخليجي على وجه الخصوص.

وأضاف: «إن عاصفة الحزم أحبطت مشروع التمدد الإيراني في المنطقة العربية وشكلت قوة استراتيجية كبرى لحماية المحيط العربي والإقليمي من الهيمنة الإيرانية في السيطرة على الممرات الدولية وأهمها مضيق باب المندب  وسعت بكل عدوانيتها إلى زرع الصراعات والفوضى ونشر الإرهاب والعنف والتطرف في أوساط مجتمعاتنا المسالمة والعاشقة للسلام».

وبعد الاجتماع قام «بن دغر» بزيارة تفقدية لغرفة العمليات الخاصة بقوات «التحالف العربي» والجيش الوطني، للاطلاع على مستوى التنظيم والتواصل بين جبهات القتال.

نفوذ الإمارات في الجنوب

في غضون ذلك، كشف مصادر صحفية يمنية أن «بن دغر» تعرض للطرد من قبل مجندي الحراك الجنوبي المدعوم إماراتيا أثناء زيارته لقاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج قرب مدينة عدن حيث تولت القوات الإماراتية والسودانية حراسته دون وجود لأي من مرافقيه اليمنيين.

وقالت المصادر إن «بن دغر» وصل إلى القاعدة على متن طائرة عسكرية إماراتية رغم أن القاعدة قريبة من مدينة عدن، ولم يظهر معه أي من مرافقيه حيث أحيط بحراس إماراتيين وسودانيين.

ووفق مصدر مطلع ألقى «بن دغر» كلمة أمام جنود القاعدة العسكرية غير أنهم لم يسمحوا له بإنهاء كلمته حيث بدؤوا بترديد شعارات تدعو لانفصال الجنوب عن اليمن وتصف حكومة «بن دغر» بحكومة الاحتلال، وهو ما تجاهله الإعلام الرسمي الحكومي.

وأشار المصدر إلى أن القوات الإماراتية رفضت السماح لمرافقي «بن دغر» بالدخول معه إلى القاعدة العسكرية وخلال جولته في جبهة كرش بمحافظة لحج والتي تديرها الإمارات.

وباستثناء تواجده في الأماكن المغلقة، ظهر «بن دغر» في الصور وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص خشية تعرضه للاغتيال، بشكل يعكس حالة عدم الثقة بين حكومة الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» وقوات الحراك الجنوبي المدعوم من الإمارات.

وكانت أوساط سياسية تحدث في وقت سابق، عن خلاف غير معلن بين المملكة العربية السعودية والإمارات بسبب التطرف الإماراتي تجاه الشرعية اليمنية والدفع بالأمور في الجنوب نحو التعقيد بتشجيع الانفصاليين المقربين منها للقيام بخطوات انفصالية ومحاولة حشد القوى الدولية باتجاه حل سياسي في اليمن، يستهدف إنهاء الرئيس «هادي».

وشهدت الفترة السابقة دورا بارزا للإمارات في تغذية التوجهات المناطقية في المحافظات الجنوبية، إضافة إلى تأسيس هوية وعقيدة عنصرية للقوات التي تم تشكيلها في الجنوب، وبما يشكل طعنة في خاصرة الوحدة والشرعية.

ورغم أن الخلافات بين الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» والإمارات تبدو قديمة، إلا أن خروجها للعلن بشكل واضح تمثل في واقعتين خلال الأشهر الأخيرة؛ الأولى في الاشتباكات التي جرت في محيط مطار عدن، بتاريخ 12 فبراير/شباط الماضي، عندما أقال الرئيس اليمني قائد القوات المكلفة بحماية المطار المقدم ركن «صالح العميري»، أحد رجال الإمارات.

وكانت الواقعة الثانية بتاريخ 27 أبريل/نيسان الماضي، عندما أقال الرئيس اليمني محافظ عدن «عيدروس الزبيدي» ووزير الدولة «هاني بن بريك»، وهما من أهم رجال الإمارات في الجنوب اليمني.

وتحاول الإمارات ضمان بقاء ثابت ومستدام لنفوذها على باب المندب، الممر المائي الاستراتيجي، حيث تسعى لضمان أن تكون أي سلطة في جنوب اليمن موالية لها، كما أنها تسعى لتعزيز تواجدها في جزيرتي سقطرى وميون اليمنيتين، اللتين تتحكمان في مضيف باب المندب.

وتهدف الإمارات أيضا لضمان عدم وجود دور مستقبلي مؤثر لحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، وذلك ضمن التقدير الإماراتي العام لخطورة عودة جماعة «الإخوان المسلمون» إقليميا لممارسة دور في توجيه السياسة بالمنطقة، إضافة إلى مساعيها للقضاء على تنظيم «القاعدة» في اليمن كونه أيضا يمثل تهديدا مباشرا من وجهة النظر الإماراتية.

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصال بن دغر قاعدة العند

رئيس الحكومة اليمنية يصل إلى «سيئون» للمرة الأولى منذ توليه منصبه