«بوليتيكو»: «بن سلمان» و«السيسي» و«حفتر».. 10 رابحين من رئاسة «ترامب»

الأحد 23 يوليو 2017 04:07 ص

لقد أثار «ترامب» مشاعر الأمريكيين باستدعائه شعار «أمريكا أولًا». فلماذا تستمر الولايات المتحدة في ضمان أمن ألمانيا واليابان، وماذا يعود عليها؟ وهل حقًا اتفاق التجارة الحرة مع المكسيك يفيد العمال الأمريكيين؟ ولماذا يتجاهل 23 من أصل 28 عضوا بالناتو حصتهم من الإنفاق على الدفاع؟ ولماذا يجب على الولايات المتحدة تقديم المزيد في الوقت الذي يقدم فيه الآخرون الأقل دائمًا؟

وبعد 6 أشهر من تولي «ترامب» رئاسة أمريكا، نستعرض مدى وفائه بهذا الشعار، الذي ألهب به حماس السياسيين والجماهير. وفي السطور التالية نستعرض من الفائز في العلاقة بين الولايات المتحدة وعدد من الأطراف المهمة:

الأمير السعودي وأصدقاء الشرق الأوسط

كانت السعودية حليفًا تقليديًا للولايات المتحدة مع الإدارات المتعاقبة. لكن مع نمو إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري، استطاع «أوباما» التحرر من القيود السعودية وأبرم الاتفاق النووي مع إيران، والذي أثر على العلاقات مع المملكة. بالإضافة إلى تسمم العلاقة مع الجيش المصري نتيجة السماح بسقوط «حسني مبارك». لكنّ «ترامب» قد غير كل شيء. وقال «ترامب» أنّه لن يلغي الاتفاق النووي مع إيران حتى الآن، لكنّه أبدى تشاركه لوجهة النظر السعودية تجاه إيران، وهي التي يتزعمها الأمير «محمد بن سلمان» ، ولم يشر أبدًا لسجل السعودية السيء في حقوق الإنسان.

ويحظى الرئيس المصري بتشجيع كبير من «ترامب»، كما يحظى في الإمارات باهتمام خاص نظرًا لاستثماراته في البلاد. وقد أغضب الفلسطينيين بإيفاد صهره «جاريد كوشنر» لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط، وكان ذلك جيدًا للإسرائيليين. ويشير الإفصاح المالي وجود استثمارات لـ«ترامب» في الدول الأربعة، وهم سعداء بالطبع لعدم انشغاله في جعل «أمريكا أولًا»، فهذا يتيح له دعمهم في عزل أعدائهم.

ميركل وماكرون

لم تسقط دموع قادة ألمانيا وفرنسا. ورغم اهتمامهم بالتحالف عبر الأطلسي الذي يضعفه «ترامب»، فـ«ترامب» لا يحظى بالشعبية بين الناخبين في الغرب. وهذا يعزز بشكل كبير من يعطون الصورة المقابلة لمواقف «ترامب» التي تسبب السخرية والاستهزاء به. وهكذا استفادت «ميركل» وكذلك ماكرون إلى حدٍ كبير.

المعارضة المكسيكية

منذ اليوم الأول لـ«ترامب» في سباق الرئاسة نصب العداء مع المكسيك. وتحدث عن الجدار الحدودي الذي وعد أن تدفع المكسيك ثمنه. وتعهد بترحيل المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين. لكنّ الفائز الأكبر هنا قد يكون «أندريس مانويل لوبيز أوبرادور»، اليساري المخضرم، وهو زعيم حزب المعارضة الأبرز في المكسيك. وبينما يلاقي اليسار ضربات سياسية هائلة في أوروبا وغيرها، فـ«أوبرادور» هو الأقرب لرئاسة المكسيك عام 2018، وذلك، في جزءٍ منه، لأنّه سيكون الأجدر لمواجهة تهديدات «ترامب» والرد على إهاناته، مقارنةً بالقيادة المكسيكية الحالية، وبالطبع لن يبني الجدار.

الهند

تعتبر الهند الديمقراطية الأكبر في العالم، لكن هذه القيم المشتركة لم تمكنها من علاقات جيدة بالولايات المتحدة، نظرًا لعدم وجود علاقات شخصية كبيرة بين البلدين. وقد لا يكون «ناريندرا مودي»، رئيس وزراء الهند، راضيًا عن قوانين «ترامب» للحد من الهجرة والقيود على تأشيرات إتش 1 بي، حيث يذهب 47% منها سنويًا للهنود. لكنّ الزعيمين يضعان في أجندتهما المشتركة قضايا الأمن كأولوية، ويأتي الاقتصاد كأمر ثانوي. وتسعد الهند بتشارك محاولات الحد من تهديد تقدم الصين، وكذلك النظرة المشتركة لتهديد المسلحين الباكستانيين.

الأكراد العراقيون والسوريون

لقد مثل الأكراد دائمًا، بالنسبة لواشنطن، مزيجًا من المخاطر والفرص. وقد كانوا حليفًا مهمًا لواشنطن ضد الزعماء المستبدين مثل «صدام حسين» و«بشار الأسد». وهم عبارة عن عشرات الملايين من المسلحين الذين يطالبون بوطنٍ مستقل. والآن، فالجماعات الكردية في كلٍ من سوريا والعراق سعيدة للغاية بدعم «ترامب»، حيث تحصل على السلاح والدعم المادي والمعنوي من إدارة «ترامب». وسيساعدها ذلك بالتأكيد على امتلاك نفوذٍ قوي بعد هزيمة تنظيم الدولة، حيث سيسهل عليها الحصول على وطن مستقل.

مدن وولايات أمريكا

في النظام الفيدرالي الأمريكي، تتمتع الولايات والمدن بسلطة حقيقية، ويستخدم عددٌ من حكام الولايات ورؤساء البلديات هذه السلطة لإدارة سياستها الخارجية. وفي بعض الحالات، يقومون بإحباط أجندة «ترامب». وقد ظهر ذلك جليًا في معارضة العديد من عمد الولايات لحظر هجرة المسلمين من بعض الدول، وكذلك في اتفاقية باريس للمناخ.

وفي اليوم التالي لشرح «ترامب» قراره بالانسحاب من اتفاق باريس مع التذكير بأنّه «انتُخب لتمثيل مواطني بيتسبرغ وليس باريس»، اجتمع عمدة بيتسبرغ مع وزير النقل الكندي لمناقشة سياسة المناخ. وتقوم الحكومة الفيدرالية الكندية ببناء علاقاتٍ مع المسؤولين المنتخبين في فلوريدا وتكساس وميشيغان ونيويورك وولايات أخرى. وكان حاكم ولاية كاليفورنيا «جيري براون» قد اجتاحت أخباره الصين كزعيمٍ هام، عقب محادثات مع شي جين بينغ حول السياسة المناخية. ويمكن لرؤساء البلديات والمحافظين، ولا سيما في الولايات التي لا يحظى فيها «ترامب» بشعبية كبيرة، أن يسجلوا نقاطًا سياسية عن طريق تحديه ومتابعة أجنداتهم الخاصة. كما يمكنهم الاستفادة من ولاياتهم ومدنهم من خلال جذب المزيد من الاستثمارات والمزيد من الطلاب الأجانب والمزيد من السياحة.

حروب أفريقيا

بموجب الميزانية المقترحة من إدارة «ترامب»، ستتحول الكثير من المساعدات الأمريكية من الخدمات الإنسانية والاجتماعية إلى الأمن. وستحصل بلدان الساحل الأفريقية (بما في ذلك نيجيريا) والقرن الأفريقي (وخاصةً إثيوبيا) ومقاتلو كينيا الذين يقاتلون حركة الصومالية، على دعمٍ ماديٍ مباشر وغير مباشر أكثر بكثير من السابق، مع اهتمامٍ أقل من قبل واشنطن لسجلات حقوق الإنسان. وقد تكون حكومة إثيوبيا أكبر الفائزين، حيث تواجه حركة احتجاج كبيرة ومنظمة تنظيمًا جيدًا، وقد اتخذت خطواتٍ لقمع المعارضة بطرقٍ كان من شأنها أن تسترعي انتباه أي رئيسٍ أمريكي يشعر بقدرٍ أكبر من المسؤولية لحماية حقوق الإنسان.

 رودريغو دوتيرتي

هناك في الفلبين، خرج «رودريغو دوتيرتي»، رئيس الفلبين، خرج ليتوعد بذبح مدمني المخدرات خارج نطاق القضاء، قائلًا: «لقد ذبح هتلر 3 ملايين يهودي، والآن هناك 3 ملايين مدمن على المخدرات في الفلبين. وإذا كان هناك هتلر في ألمانيا، فأنا موجود في الفلبين». وكانت هذه الكلمات لتثير غضب أي رئيسٍ أمريكي، لكن ليس «ترامب». فترامب الذي سبق وصرح قائلًا: «لو وقفت في الجادة الخامسة وأطلقت النار على أحد المارة، لن أفقد صوتًا انتخابيًا واحدًا»، قد أشاد برئيس الفلبين، وأخبره في مكالمة هاتفية: «أنت لا تنام كثيرًا، وأنت مثلي في ذلك. أهنئك كثيرًا على ما تقوم به في قضية المخدرات».

خليفة حفتر

في ليبيا، تزداد الانقسامات وتتشعب. لكن يبقى اهتمام أوروبا والولايات المتحدة بالنفط. وهناك يسيطر المشير «خليفة حفتر» على غالبية حقول النفط في ليبيا، في حين لا تجد حكومة الوفاق الوطني المعترف لها دوليًا، بقيادة «فايز السراج»، سبيلًا لإخراجه من الصورة، وخاصةً مع الدعم الذي يتلقاه من مصر والإمارات. وعلى الرغم من عدم إبداء «ترامب» أي نية للتدخل في ليبيا، إلّا أنّ دعمه شبه المطلق لأجندة حلفائه في مصر والإمارات، يعطي «حفتر» قوة كبيرة.

مجموعة فيسغراد

عندما وضع «ترامب» بولندا في خطة زياراته على هامش قمة مجموعة العشرين، كان يعلم أنّه سيحصل على حفاوة واستقبال أكبر من تلك التي سيحظى بها في باريس أو لندن. فخطاب «ترامب» يتماشى تمامًا مع وجهات نظر بلدان مجموعة فيسغراد الأربعة، بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا، والتي تشهد نزعة قومية متزايدة ونبذ عميق للترحيب بالمهاجرين المسلمين. ورغم الضغوط الكبيرة في هذا الشأن على هذه البلدان من قبل الاتحاد الأوروبي، إلا أنّ محاولات «ترامب» للحد من الهجرة ومنع سفر المسلمين إلى الولايات المتحدة تعطي مخاوفهم ومظالمهم شرعية أكبر. ويشجع ذلك الذين يرفضون مبادئ الاتحاد الأوروبي، داخل أوروبا، بشأن الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان والتدفق الحر للسلع والخدمات والناس. ويعد هذا نوعًا جديدًا تمامًا من النفوذ الأمريكي في أوروبا.

  كلمات مفتاحية

السيسي حفتر بن سلمان ميركل ماكرون

الغارديان عن حفتر: الغرب يدعم مجرم حرب أمريكي الجنسية