شكاوى إلى إيران من تمرد «الحكيم» في العراق

الاثنين 24 يوليو 2017 06:07 ص

شكا عدد من قيادات «المجلس الإسلامي الأعلى» في العراق، إلى قيادات إيرانية، من سعي رئيسهم «عمار الحكيم»، للتخلص من ضغوط طهران وعباءتها.

توجه عدد من قادة الحزب إلى طهران، ليشكوا إليها «الحكيم»، وسعيه إلى إقصائهم لمصلحة جيل من الشباب، وسعيه نحو بناء علاقات عربية وغربية متميزة، على حساب إيران، بحسب صحيفة «الحياة».

وأفادت مصادر سياسية وإعلامية عراقية بأن «الحكيم» الذي ورث الزعامة من والده «عبد العزيز»، وعمه «محمد» (مؤسس الحزب) ينوي الانشقاق عن «المجلس» وتأسيس حزب جديد مع عدد من القيادات الشابة التي دربها لتولي المسؤوليات خلال السنوات الأخيرة.

وأوضحت أن الرجل اتخذ هذا القرار، بعد زيارة وفد من قدماء قادة الحزب إيران، يتقدمهم «جلال الدين الصغير»، و«باقر الزبيدي»، و«حامد الخضيري»، وشكوه لدى المرشد «علي خامنئي».

وعلى الرغم أن «المجلس» أعلن عام 2007 تغيير مرجعيته الدينية من تقليد «خامنئي» إلى تقليد المرجع في النجف «علي السيستاني»، أي عدم الأخذ بولاية الفقيه، استمر القادة المخضرمون في تبني الطروحات الإيرانية.

ومنذ سبتمبر/ أيلول 2009، يتزعم «الحكيم» المجلس الأعلى الإسلامي، وهو أكبر تنظيم سياسي شيعي في العراق.

غير أن الظروف، كما يقول مصدر مطلع على تفاصيل الصراع داخل المجلس، تغيرت فقد «فشل قادة المجلس التقليديون بعد عام 2003، في إثبات حضورهم السياسي في البرلمان وفي المجتمع العراقي، خلال انتخابات 2006 و 2010 ، ما دفع الحكيم بعد توليه الرئاسة عام 2009 إلى اتباع خطة مختلفة، فأسس عدداً من المنظمات الحزبية تولاها قادة شباب، منها (تجمع الأمل)، وفتح أبواب التدريب والتأهيل والدراسات العليا لكوادرها داخل العراق وخارجه، ثم سلمهم مناصب رئيسية، مزيحاً الجيل القديم تدريجاً».

وأضاف: «القضية لم تقف عند هذا الحد فالقادة الشباب من عراقيي الداخل، ولديهم تطلع إلى علاقات متوازنة مع الدول العربية وأوروبا وأميركا، ونظموا للحكيم سلسلة زيارات إقليمية ودولية جعلت منه وجهاً دينياً وسياسياً شيعياً مقبولاً في المنطقة وفي واشنطن».

ويرى المصدر أن «تنويع العلاقات ومحاولة وضع مسافة مع إيران، أغضبا الجيل السابق كما أغضبا طهران التي تنظر إلى المجلس باعتباره حليفاً تقليدياً لها في العراق».

وواقع الحال أن «مسائل أخرى عقدت الأزمة داخل المجلس، منها سعي قادة رئيسيين إلى تولي مناصب حكومية، مثل عادل عبد المهدي، وباقر الزبيدي، وهمام حمودي الذين تركوا العمل التنظيمي للحكيم، والأخير اعتمد على شباب يافعين معظمهم في العشرينات والثلاثينات فأصبحت هناك فجوة بين قيادة الحزب وقواعده التي غلبت عليها الأفكار الشبابية».

وفيما كانت شخصيات دينية لها دور بارز في «المجلس»، مثل «جلال الدين الصغير» و«محمد القبانجي»، تتهم بأنها متطرفة في طروحاتها وميولها المذهبية، كان «الحكيم» يعرض نفسه وتياره الجديد كحزب متسامح، فجاء الصدام حتمياً بين الطرفين.

علاقة «الحكيم» بطهران، لا بد أن تكون تضررت بالتسريبات الأخيرة التي يعتقد بأن زعيم «المجلس» وراءها، خصوصاً أنها ظهرت على شكل رسالة تهديد إلى خصومه، وإصرار على المضي في سياسات أكثر انفتاحاً ولو كان ذلك بعد نزع عباءة الحزب التي تراها طهران «إيرانية الصنع».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عمار الحكيم العراق إيران الشيعة