«أردوغان»: تركيا قادرة على مخاطبة طرفي الأزمة الخليجية

الثلاثاء 25 يوليو 2017 12:07 م

قال الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، إن بلاده من الدول القليلة القادرة على مخاطبة طرفي الأزمة الخليجية.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمام كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي.

وعلق «أردوغان» على جولته الخليجية قائلا، إن المسلمين ليسوا بحاجة الآن إلى الصراع ، إنما بحاجة إلى التعاون والتضامن والتكاتف فيما بينهم.

وأشار إلى أن اللقاءات مع المسؤولين الخليجيين، كانت إيجابية، وأن تركيا ستواصل دعم الطرق السلمية لتجاوز الأزمة.

وأضاف أنه تناول خلال الجولة أيضا التطورات الأخيرة في كل من سوريا واليمن والعراق وليبيا وفلسطين.

وأكد الرئيس التركي على أنه حان الوقت لتجاهل أو وضع الكذبة التي وردت مرارا في الكتب المدرسية القديمة «العرب طعنوا الأتراك في الظهر» جانبا.

وتابع «كما أنه لا يمكننا اتهام مجتمع بأكمله بحجة تنظيم بي كي كي أو الدولة الإسلامية أو جماعة كولن الإرهابية، فكذلك لا يمكننا اتهام جميع العرب نتيجة أخطاء ارتكبتها شرائح محددة خلال الحرب العالمية الأولى».

ويوم الأحد الماضي، بدأ «أردوغان» جولة في إطار مساعيه لحل الأزمة الخليجية التي بدأت 5 يونيو/ حزيران الماضي، بإعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع الدوحة، لاتهامها بـ»دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الأخيرة.

وأمس الاثنين، أجرى «أردوغان»، مبحاثات مع أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني».

كما أجرى «أردوغان»، مساء الأحد، مباحثات مع أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح» في العاصمة الكويتية تطرقت للعلاقات الثنائية وآخر المستجدات في المنطقة، وذلك ضمن الجولة الخليجية.

كما التقى «أردوغان» الأحد، العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، ودعا الرياض للمساهمة في حل الأزمة القائمة بين دول خليجية وقطر.

       التضامن مع المسجد الأقصى

ولفت «أردوغان» إلى أهمية المسجد الأقصى، حيث يأتي بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وأن العثمانيين نالوا شرف خدمة المسجد الأقصى لأربع قرون، وأن دفاع «فخر الدين باشا» عن المدينة المنورة ضد الاحتلال البريطاني، مازال راسخا في العقول.

وذكر الرئيس التركي أن قيام السلطات الإسرائيلية بمنع دخول المؤمنين إلى المسجد الأقصى، يعد بمثابة القطرة التي أدت لامتلاء الكأس.

وأكد أن «الدفاع عن البلدات المقدسة ليس مسألة إمكان إنما إيمان بالنسبة لنا نحن المسلمون».

ودعا المسلمين للتضامن مع الأقصى، قائلا «بالقدر الذي نتضامن فيه مع الأقصى، ستزداد مهمة الطامعين فيه صعوبة».

وكانت الشرطة (الإسرائيلية) أزالت صباح الثلاثاء البوابات الإلكترونية، تنفيذا لقرار اتخذه المجلس الحكومي (الإسرائيلي) المصغر، ولكنها أبقت على جسور حديدية على جدران بعض بوابات المسجد بانتظار تركيب كاميرات متطورة عليها، وكذلك ممرات حديدية في باب الأسباط، الجدار الشمالي للمسجد الأٌقصى.

وكان الفلسطينيون قد نظموا الصلوات على مدى 9 أيام في الشوارع القريبة من المسجد الأقصى رفضا للبوابات.
 

تركيا والغرب

وفي سياق مختلف، قال الرئيس التركي «إن الغرب يريدون لتركيا أن تكون دولة تنفذ ما تمليه عليها، لكن لا تؤاخذونا تركيا تلك لم تعد موجودة».

كما نفى أردوغان تصريحات بعض المسؤولين الألمان حول ملاحقة السلطات التركية للشركات الألمانية في تركيا.

وتشهد العلاقات بين تركيا وألمانيا توترا متصاعدا، بعد أن رفضت ألمانيا ودول أخرى أعضاء في «الاتحاد الأوروبي» السماح لوزراء أتراك بالمشاركة في تجمعات، في إطار حملة تشجيع التصويت لصالح الاستفتاء الدستوري الذي أجري في 16 أبريل/نيسان الماضي في تركيا، ما أدى إلى رد عنيف من جانب الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، حيث اعتبر أن عقلية النازية تسود أوروبا.

وارتفعت حدة التوترات بين البلدين بعدما منحت ألمانيا في مايو/أيار الماضي، حق اللجوء لعسكريين أتراك اتهمتهم أنقرة بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشل التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز 2016.

وفي ذات الشهر، قررت تركيا حظر زيارة عدة نواب من البرلمان الألماني للجنود الألمان في قاعدة «إنجرليك» الجوية.

وأصدر القضاء التركي، الأسبوع الماضي، قرارا بسجن 6 من أصل 10 أشخاص تم توقيفهم في 5 من يوليو/تموز الجاري بمدينة إسطنبول، بينهم المواطن الألماني «بيتر شتويتنر» بتهمة تقديم الدعم لمنظمة إرهابية مسلحة.

وفي تطور للأزمة بين البلدين، قررت الحكومة الألمانية تعليق تسليم أسلحة إلى تركيا بسبب الخلاف بين البلدين حول احترام حقوق الإنسان، حسبما أوردت صحيفة «بيلد» الألمانية.

ورفض «برت ألتماير» رئيس مكتب المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» تأكيد أو نفي هذه المعلومات، لكنه لم يستبعد اتخاذ إجراءات جديدة للرد على تركيا غداة تلويح برلين بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة.

  كلمات مفتاحية

الأزمة الخليجية أردوغان البرلمان التركي المسجد الأقصى