دبلوماسي أمريكي: السعودية لن تهزم قطر وخياراتها محدودة ومكلفة

الخميس 27 يوليو 2017 08:07 ص

اعتبر دبلوماسي أمريكي أن المواجهة بين قطر وجيرانها الثلاثة «بلغت طريقاً مسدودا»، وأن الحل في الخروج من المأزق لن يكون إلا بتوقيع كافة دول الخليج على اتفاقية لمراقبة تمويل الإرهاب، أسوة بالاتفاق الثنائي بين قطر والولايات المتحدة.

وفي مقال له نشرته مجلة «تايم» الأمريكية بعنوان «السعودية يجب أن تدرك أنه لا يمكنها الانتصار في عدائها لقطر»، قال السفير «باتريك ثيروس»، المدير التنفيذي لمجلس الأعمال القطري الأمريكي، أنه «في ظل غياب أي مفاجأة أو تغيير في سياسة واشنطن من الأزمة، لن تُجبر الإجراءات الحالية التي اتخذتها دول الحصار دولة قطر على الاستسلام».

«ثيروس»، الذي سبق له أن خدم كسفير لبلاده لدى الدوحة بين عامي 1995-1998، لفت إلى أن جهود وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» لحل الأزمة الخليجية، بدعم من وزير الدفاع «جيمس ماتيس»، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ «بوب كوركر»، ووقوفهم إلى جانب قطر مقابل دعم الرئيس «دونالد ترامب» للسعودية وحلفائها.

واعتبر أن إغلاق الحدود البرية والمجالين الجوي والبحري أمام قطر «تسبب فقط بألم مؤقت»، لا للقطريين فحسب بل للمواطنين السعوديين والإماراتيين والبحرينيين أيضاً.

ورأى أن قطر فاجأت المراقبين، وربما شعبها أيضاً، بالطريقة السلسلة في إيجاد مصادر بديلة لوارداتها.

وأضاف «ثيروس» أنه «حتى لو وقع حل للأزمة قريبًا، فإن معظم الكيانات القطرية ستفضل اعتماد مصادر وخطط التوريد الجديدة بشكل دائم بدلا من الاعتماد على الدول المجاورة مجددًا، كما وجد البنك المركزي القطري حلًا لمواجهة محاولات القطاع المالي في الإمارات تعطيل تعاملات الريال القطري».

ونصح الدوحة بالمحافظة على الوضع الجديد لوقت طويل حتى تتجاوز كل الآثار التي نتجت عن الحصار.

واعتبر الدبلوماسي الأمريكي أن «توقيع قطر والولايات المتحدة على اتفاق ثنائي لمكافحة تمويل الإرهاب يضع الكرة في ملعب دول الجوار»؛ حيث يمكن للدوحة أن تصر بشكل معقول على أن توقع الأطراف الأخرى على اتفاق مشابه مع الولايات المتحدة.

ورأى أن السعودية ستجد توقيع هذا الاتفاق «طلبا مستحيلا وفقاً لتاريخ المملكة في هذا المجال».

وأشار كاتب المقال إلى أنه «ليس لدى جيران قطر سوى خيارات قليلة لإجبارها على تغيير سياساتها؛ فاستخدام القوة العسكرية المباشرة سيؤدي إلى نتائج كارثية للجميع، وفرض حصار بحري وجوي مضاعف سيتسبب في مواجهة خطيرة مع إيران، كما أنه سيعطل إمدادات الغار الطبيعي في جميع أنحاء العالم».

كما أوضح أن «أي محاولة للاعتداء على القيادة القطرية سيؤدي إلى إدانة دولية ضخمة».

وأضاف أنه ليس لدى جيران قطر خيارات اقتصادية كثيرة من أجل التعامل مع حكومة الدوحة؛ فإيقاف استيراد الغاز الطبيعي القطري سيضر الإمارات ومصر، بينما يمكن لقطر للبترول وشركائها أن تجد أسواقاً أخرى بسهولة.

كما أن سحب الودائع الإماراتية والسعودية من البنوك القطرية، حسب الدبلوماسي الأمريكي، سيضر بالسيولة، ولكن لفترة قصيرة فقط، فاحتياطات البنك المركزي القطري ستساعد في حفاظ الريال القطري على قيمته دون الحاجة إلى استخدام الأصول الأجنبية لـ«جهاز قطر للاستثمار» (الصندوق السيادي لقطر).

ورأى «ثيروس» أن حملة التشويه التي أطلقتها لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية أدت إلى تشويه سمعة دول الحصار بدلاً من سمعة قطر، كما أدركت الإمارات أن حرمان مواطنيها من متابعة المباريات الرياضية خطوة خطيرة، ولذلك قررت بهدوء السماح للقناة الرياضية التي تمتلكها الجزيرة إعادة البث في الدولة.

واعتبر كاتب المقال أن القيادات في أبوظبي والرياض «حاصرت نفسها»، مشيرًا إلى إمكانية استمرار هذه الأزمة إلى أجل غير مسمى بدون تغيير جذري في الأوضاع، وهو ما لا يساعد الرياض «التي تحتاج إلى حل قريب، خاصة أن محاولات القيادة السعودية لإصلاح اقتصاد البلاد أدى إلى استياء المستفيدين من النظام القائم، والمغامرة العسكرية في اليمن كانت سيئة، مثلما يواجه النظام السعودي الآن إحراجًا بسبب فشله في الانتصار على دولة قطر».

وخلص «ثيروس» إلى أن الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق هو ما أقترحه وزير الخارجية الأمريكي «تيلرسون» بشأن توقيع جميع دول منطقة الخليج العربي على قانون يراقب مسألة تمويل الإرهاب، فيما ستحتاج بقية القضايا الأخرى إلى حل يقوم على وساطة وتفاوض هادئ.

  كلمات مفتاحية

أمريكا السعودية قطر العلاقات السعودية القطرية الأزمة الخليجية

مسؤول خليجي: جهود الوساطة بلغت «طريقًا مسدودًا»

دول الحصار تجتمع في المنامة لبحث التصعيد مع قطر