«نيويورك تايمز»: المغرب مشتعل.. والعالم غير مهتم

الاثنين 31 يوليو 2017 10:07 ص

تساءلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن سبب عدم الاهتمام الإعلامي بالاحتجاجات التي تشهدها المغرب، والتي تعتبر الأكبر منذ الربيع العربي في عام 2011.

وفي تقرير لها، سلطت الصحيفة الضوء على تنظيم عشرات الآلاف من المغاربة بجميع أنحاء البلاد، لمسيرات في مدينة الحسيمة، وهي مدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في منطقة ريف الشمال، ضد «الظلم والفساد».

وقالت إنه «في أماكن أخرى بالمغرب، ظهرت مسيرات متضامنة مع تظاهرات الحسيمة».

ومن بين الصحفيين الأجانب القلائل الذين قاموا بتوثيق التظاهرات على الأرض كان الصحفي الإسباني «خوسيه كولون» الذي نقل عنه تقرير الصحيفة الأمريكية، شهادات توثق رؤيته لأحداث الحسيمة.

المصور الذى يبلغ من العمر 42 عامًا، وثق المواجهات بين شرطة مكافحة الشغب والشبان الغاضبين، بحسب الترجمة التي نقلها موقع «ساسة بوست».

ونقلت الصحيفة عنه استخدام الشرطة، حظرًا على الاحتجاجات، وفرض حواجز الطرق والقنابل المسيلة للدموع والهراوات لمواجهة حشود المتظاهرين، قبل أن يلقي القبض على أكثر من 200 شخص من بينهم قادة حركة «الإصلاح» الشعبية.

وتعتبر منطقة ريف الشمال هي المنطقة الأقل نموًا في المملكة، مليئة بالفقر، الشوارع والهياكل المتدهورة التي تشكل أجزاء من الحسيمة (عدد السكان 56 ألف نسمة).

بحسب التقرير، وصل «كولون» إلى الحسيمة الشهر الماضي، عندما بدأت آخر موجة من الاحتجاجات، حيث توقفت خلال شهر رمضان بين مايو/أيار ويونيو/حزيران).

وقال إن الناس الذين يقابلهم «هم شعب سلمي يستقبل ضيوفه كما لو كانوا جزءًا من الأسرة، لكنهم يعانون من الإجهاد أيضًا، من عدم وجود أساسيات لمجتمع صحي – جامعة ومستشفى حديثة وفرص عمل».

وأضاف «كولون»: «هذا نزاع يتقاتل فيه المجتمع من أجل الحقوق الأساسية».

وكانت حركة الاحتجاجات في الحسيمة اشتعلت عقب حادثة طحن بائع سمك متجول، في الثلاثينيات من عمره، يدعى «محسن فكري»، مساء 28 أكتوبر/تشرين الأول 2016، حيث استوقفته الشرطة وألقته في شاحنة أزبال بغاية إتلاف كمية السمك المصادرة، فاندفع الشاب غاضبًا، حسب شهود عيان، وقفز إلى داخل الشاحنة في محاولة منه لاسترجاع سمكه المصادَر، إلا أنه تم تشغيل محرك الشاحنة، من أجل شفط ما بداخلها، فابتعلت الآلة الشاب وطحنت عظامه، ليلقى حتفه فورًا.

وأشعلت حادثة الطحن التظاهرات في البلاد، وأطلقت شرارة حركة «العدالة الاجتماعية» المعروفة باسم «الحراك».

و«كولون»، هو مؤسس «ميمو»، وهي مجموعة وثائقية للتصوير الفوتوغرافي، يدرك أن الصراع في المغرب لم يستحوذ على اهتمام العالم، أو وسائل الإعلام.

وقال إنه «نزاع آخر منسي لا تريد وسائل الإعلام الدولية والمحلية الاهتمام به. هناك أوقات إذا لم يحدث فيها شيء دراماتيكي، لا أحد يهتم!».

وخلال الاحتجاجات، قال إنه نادرًا ما يصادف مصورًا آخر.

وعلى الرغم من اللامبالاة العامة، أو بسبب ذلك، فإنه يخطط لتوثيق هذه الحركة الاجتماعية والسياسية الأخيرة طالما استمرت.

  كلمات مفتاحية

المغرب احتجاجات طحن إعلام

تجدد الاحتجاجات بالمغرب على خلفية مقتل بائع سمك «طحنا» واعتقال 3 مسؤولين

مظاهرات تعم 40 مدينة مغربية احتجاجا على طحن بائع السمك