«المجلس الوطني» يحقق في وفاة أم وجنينها بسبب الإهمال بالجزائر

الخميس 3 أغسطس 2017 09:08 ص

كشف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، عن إرسال وفد عنه إلى ولاية الجلفة الجزائرية، وذلك لتقصي الحقائق على إثر وفاة امرأة وجنينها قبل أيام، مشيرًا إلى «متابعته باهتمام للأوضاع الصحية في البلاد، استنادًا إلى مهامه وصلاحياته كهيئة دستورية وطنية مستقلة»، بحسب ما أفاد به بيان للمجلس.

وأوضح ذات المصدر أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان «يتابع باهتمام الأوضاع  العامة للصحة في البلاد، لاسيما من خلال التقصي الميداني باعتبار ذلك يندرج  ضمن صلاحياته ومهامه كهيئة دستورية وطنية مستقلة».

واضاف ان «الحق في الصحة يُعد من الحقوق الأساسية للإنسان ويرتبط ارتباطًا  وثيقًا بالحق في الحياة»، مذكرًا بأن الحق في الصحة «يضمنه الدستور والمواثيق  الدولية التي صادقت عليها الدولة الجزائرية».

وأكد المجلس أنه «على إثر وفاة امرأة وجنينها في ظروف لم تكن محددة  بولاية الجلفة، انتقل وفد عن المجلس من أجل تقصي الحقائق في الميدان ومواساة  العائلة المتضررة»، مشيرًا إلى أن هذه الحادثة «قد تكون متكررة، بل أن حالات أخرى مماثلة قد تحدث في البلاد».

وفي ذات السياق, أكد البيان أن المجلس «سوف يصدر في مرحلة لاحقة، بعد قيامه  بزيارات ميدانية عبر كل الدولة، تقريرًا مفصلًا عن وضعية الصحة في  الجزائر، يكون موثقًا ومشفعًا بتوصيات وآراء المجلس حول الحق في الصحة بالجزائر  يتم بثه على نطاق واسع».

واختتم المجلس الوطني لحقوق الإنسان بدعوة الجهات المعنية على «العمل  بجدية من أجل تفادي وقوع هذه الحوادث المؤلمة التي تودي بحياة مواطنين  جزائريين، همهم الوحيد هو الحصول على رعاية صحية مناسبة وذات جودة».

وكانت سيدة جزائرية حامل، قد أحست بآلام المخاض، ليلة يومي الأحد والاثنين الماضيين، بمدينة عين وسارة في ولاية الجلفة، جنوب العاصمة، وأكد زوجها لوسائل الإعلام أنها كانت بصحة جيدة، ليتم نقلها إلى مستشفى المدينة، بيدَ أنه لم يتم التكفل بها لغياب الطبيبة المناوبة، ثم تم تحويلها إلى مستشفى دائرة حاسي بحبح، ومرة أخرى رفضت المولدة أن تتكفل بها، مبررة ذلك أن موعد الوضع لم يحن بعد.

وقد نُقلت الأم إلى مستشفى ولاية الجلفة بعد ذلك، ومرة أخرى رفض الطاقم الطبي التكفل بها بحجة أنه لا يستقبل المرضى القادمين من مناطق جغرافية غير محسوبة عليه، ليتم إعادة الأم بعد ذلك إلى مستشفى عين وسارة، إلّا أنها وضعت مولودتها ميتة، ودخلت بعد ذلك في غيبوبة، وبعد إيصالها إلى المستشفى، أجرت عملية لإيقاف النزيف، لم تكلل بالنجاح، لتفارق الحياة أول أمس الثلاثاء.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه أسرة الضحية أن الوفاة جاءت نتيجة الإهمال، أمر وكيل الجمهورية في محكمة عين وسارة، بفتح تحقيق في وفاة الأم وجنينها، مطالبًا بتشريح جثتها لكشف جميع ملابسات القضية، كما فتحت مديرية الصحة في ولاية الجلفة تحقيقًا حول الموضوع، وأوقفت مولدتين على الأقل إلى حين انتهاء التحقيق.

كما عقد والي ولاية الجلفة، «قنفاف حمانة»، ندوة صحفية أمس الأربعاء، أكد فيها أنه أمر بفتح تحقيق في القضية، موجهًا انتقادات لاذعة إلى قطاع الصحة الذي يعاني حسب قوله من «سوء التسيير»، مؤكدًا أنه سيتم معاقبة كل من تورطوا في الفضيحة.

وطالبت الاتحادية الولائية لقطاع الصحة للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية بـ«فتح تحقيق موسع من أجل وقف المهازل في القطاع»، لافتة أنها حذرت سابقًا من «التهاون والتسيب وغياب التسيير المحكم».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجزائر ولادة امرأة حامل حامل اهمال طبي الإهمال الطبي وفاة جنين تحقيق استقصاء