ما حقيقة اتصال مقربين من «بن سلمان» بمسؤولين إسرائيليين؟

الأحد 6 أغسطس 2017 09:08 ص

كشف محلل الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس»، «تسفي برئيل»، أن الدول العربية تخشى من أن انتفاضة فلسطينية تشعل ربيعا عربيا آخر.

وأوضح «برئيل» في مقال له في صحيفة «هآرتس»، أن البيان الذي صدر يوم الخميس الماضي، عن الديوان الملكي السعودي واعتبر المحادثات التي أجراها الملك «سلمان بن عبدالعزيز» مع بعض زعماء العالم لخلق نقطة تحول أدت إلى إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين، واصفا ذلك بأنه محير.

وقال إن البيان لا يكشف من الذي اتصل الملك أم ابنه «محمد» (ولي العهد)، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك حوار قد دار مع المسؤولين الإسرائيليين -إن لم يكن مباشرة- فمن خلال مقربين من ولي العهد الذين عرفوا بالعلاقات مع القيادة الإسرائيلية.

وأضاف الكاتب أن الجديد في القضية الراهنة هو أن «إسرائيل» ليست الوحيدة التي تخشى الانتفاضة الفلسطينية، موضحا أن العديد من القادة العرب عبروا عن انزعاجهم لأن الانتفاضات، كما ثبت خلال الربيع العربي في وقت سابق من هذا العقد، مرض خطير ومعد، حيث لم تعد الانتفاضة الفلسطينية مجرد انعكاس محلي للنضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويمكنها تعبئة هذا التضامن الضخم الذي من شأنه أن يضع الأنظمة العربية في مواجهة عنيفة مع شعبها.

وكانت صحيفة «هآرتس» كشفت في وقت سابق أن الملك «سلمان» اتصل بالإدارة الأمريكية وطلب تدخلها لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» لإعادة فتح المسجد الأقصى، والذي بدوره استجاب للطلب.

وبحسب موقع «ويلا» الإسرائيلي، فإن «نتنياهو» تعهد للملك «سلمان» عن طريق واشنطن بأن «إسرائيل» لن تغير الوضع القائم في الأقصى، وستحافظ عليه من خلال تغيير الإجراءات والترتيبات الأمنية لضمان أمن وسلامة المصلين، على حد تعبير الموقع.

وأكد الموقع أن «نتنياهو» وجه دعوة للمسؤولين السعوديين لزيارة القدس والأقصى، لمعاينة الأوضاع على أرض الواقع، دون أن يعلن إذا ما كان الجانب السعودي قد أبدى استعداده لتلبية الدعوة.

واعتبر المراقبون أن تداول الإعلام السعودي لتدخل الملك «سلمان» لحل أزمة الأقصى، ربما يدل على أن مكانة السعودية لدى الاحتلال باتت أكبر، في لحظة سياسية تشير معالمها إلى تسارع الخطوات من المملكة نحو التطبيع مع «إسرائيل».

ووفق كثير من المحللين، تأتي تلك الموجه الإعلامية السعودية تجاه «إسرائيل» ضمن خطة من ولي العهد «محمد بن سلمان»، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع «إسرائيل».

وأوضحت تقارير أن المملكة تجر حاليا قاطرة التطبيع بشكل متسارع، كما أن الإمارات والبحرين ينسجان علاقات سرية مع تل أبيب، كما أشارت تسريبات عدة وصحف إسرائيلية.

ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في مايو/أيار الماضي أن الرياض أبلغت إدارة «ترامب» قبل زيارته الشهيرة، استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع «إسرائيل» دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمة العربية عام 2022.

وبعيد زيارته للسعودية، أكد «ترامب» أن خطوات كبيرة تحققت في مسار السلام بالشرق الأوسط، وأن مفاجأة كبيرة ستحصل.

وكان تحقيق إسرائيلي كشف عن أن التحول على صعيد العلاقات بين «إسرائيل» والمملكة العربية السعودية حدث في بداية ثمانينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن هذا التحول تجسد أولا في إقدام الرياض على تقديم صيغ لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مقابل الاعتراف العربي بالكيان الإسرائيلي.

وبحسب التحقيق الذي أعده معلق الشؤون الاستخبارية «يوسي ميلمان»، فإن رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير «بندر بن سلطان» يعد مهندس العلاقات مع الكيان الصهيوني.

وجاء في التحقيق الذي نشره موقع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، في يوليو/تموز الماضي، أن «بندر بن سلطان» كان القوة الدافعة داخل العائلة المالكة نحو تعزيز العلاقات مع الكيان الإسرائيلي لإيمانه بضرورة الإفادة منها في مواجهة إيران.

ومؤخرا، أعلن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنه سيسجل قريبا تطور في العلاقات بين «إسرائيل» وبعض دول الخليج، بينما نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية أن «إسرائيل» والسعودية تجريان اتصالات بينهما لتطبيع العلاقات التجارية، وأن الرياض قد تفتح مكتب مصالح في تل أبيب.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية فلسطين إسرائيل سلمان محمد بن سلمان نتنياهو الانتفاضة الربيع العربي العلاقات السعودية الإسرائيلية