صور حكام الإمارات فوق رأس «بن دغر» في اليمن

الاثنين 7 أغسطس 2017 07:08 ص

وصل رئيس الوزراء اليمني «أحمد عبيد بن دغر»، أول أمس السبت، إلى مدينة المخا بمحافظة تعز الواقعة على الساحل الغربي تحت سيطرة القوات الإماراتية وزار هناك مقرا يفترض أنه خاص بـقيادة قوات التحالف.

غير أنه ووفقا لكلمة مصورة من الصفحة الرسمية لـ«بن دغر» بموقع «فيسبوك»، فإن الصور التي رفعت داخل المقر تظهر غيابا لأي رمز يشير للتحالف أو لشرعية الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي».

وخلال كلمته، جلس «بن دغر» وسط ضباط إماراتيين بينهم قائد القوة الإماراتية وفوق رأسه علقت 4 صور لكل من الشيخ «زايد آل نهيان» الرئيس الإماراتي الراحل، «وخليفة بن زايد» الرئيس الحالي، و«محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات، و«محمد بن راشد آل مكتوم» نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي.

وأثارت هذه الصور موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اتهم ناشطون الإمارات بممارسة حق سيادي في المخا والجنوب ضد إرادة الشرعية اليمنية، حيث إن مجموعة الصور التي علت «بن دغر» هي الصور الرسمية ذاتها التي ترفع في الدوائر الرسمية بالإمارات، ما جعل «بن دغر» يبدو ضيفا في الأراضي الإماراتية وإن كان في الأصل في مديرية المخا اليمنية، كما أنها تظهر أن الإمارات تواصل الابتعاد بعملياتها عن قيادة السعودية باعتبارها من يقود التحالف.

وتوضح الزيارات الميدانية التي يقوم بها «بن دغر» في مناطق نفوذ الإمارات جنوبي اليمن والساحل الغربي أن التقارب الواضح مؤخرا بين أبوظبي و«بن دغر» قائم على منح الأخير حرية حركة رمزية مقابل وقف الهجوم الإعلامي غير المباشر ضد التحركات الإماراتية.

وتزايدت في الآونة الأخيرة جملة واسعة من الاتهامات والانتقادات الموجهة لدولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان أو دورها في الموانئ والجزر والمواقع الاستراتيجية اليمنية، في حين تؤكد أبوظبي أن دورها يأتي في سياق «التحالف العربي» دون أي سياق خاص بها، وأنها تقدم خدمات تنموية كبيرة لا تزال الحكومة اليمنية غير قادرة على تلبيتها.

وشهدت الفترة الأخيرة دورا بارزا للإمارات في تغذية التوجهات المناطقية في المحافظات الجنوبية، إضافة إلى تأسيس هوية وعقيدة عنصرية للقوات التي تم تشكيلها في الجنوب، وبما يشكل طعنة في خاصرة الوحدة والشرعية.

ورغم أن الخلافات بين الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» والإمارات تبدو قديمة، إلا أن خروجها للعلن بشكل واضح تمثل في واقعتين خلال الأشهر الأخيرة؛ الأولى في الاشتباكات التي جرت في محيط مطار عدن، بتاريخ 12 فبراير/شباط الماضي، عندما أقال الرئيس اليمني قائد القوات المكلفة بحماية المطار المقدم ركن «صالح العميري»، أحد رجال الإمارات.

وكانت الواقعة الثانية بتاريخ 27 أبريل/نيسان الماضي، عندما أقال الرئيس اليمني محافظ عدن «عيدروس الزبيدي» ووزير الدولة «هاني بن بريك»، وهما من أهم رجال الإمارات في الجنوب اليمني.

وتحاول الإمارات ضمان بقاء ثابت ومستدام لنفوذها على باب المندب، الممر المائي الاستراتيجي، حيث تسعى لضمان أن تكون أي سلطة في جنوب اليمن موالية لها، كما أنها تسعى لتعزيز تواجدها في جزيرتي سقطرى وميون اليمنيتين، اللتين تتحكمان في مضيف باب المندب.

وتهدف الإمارات أيضا لضمان عدم وجود دور مستقبلي مؤثر لحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، وذلك ضمن التقدير الإماراتي العام لخطورة عودة جماعة «الإخوان المسلمون» إقليميا لممارسة دور في توجيه السياسة بالمنطقة، إضافة إلى مساعيها للقضاء على تنظيم «القاعدة» في اليمن كونه أيضا يمثل تهديدا مباشرا من وجهة النظر الإماراتية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات اليمن تغز المخا محمد بن زايد محمد بن راشد هادي بن دغر