مكالمة مسربة لـ«ترامب» تعكس إذكاءه لـ«الإسلاموفوبيا»

الثلاثاء 8 أغسطس 2017 02:08 ص

كشفت محادثتان هاتفيتان للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، مع نظيره المكسيكي «إنريكي بينيا نيتو»، ورئيس الوزراء الأسترالي «مالكولم تورنبول» اتهامات أكيلت له في أوقات سابقة، بإذكائه ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، وعجزه عن الوفاء بوعوده الانتخابية التي قطعها على نفسه.

وتمحورت المكالمتان اللتان أجراهما «ترامب» في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد قرابة أسبوع من صعوده سدة الرئاسة الأمريكية، حول اثنين من أهم محاور الحملة الانتخابية له، هما الاقتصاد والأمن.

وأبرزت إحدى المكالمتين جزئية جديدة، وهي أنه رغم معارضة الرئيس الأمريكي لقبول اللاجئين بشكل عام، إلا أنه لا يتواني عن الإفصاح بتفضيله للاجئين من فئة معينة، وهو أمر يبدو أن رئيس الوزراء الأسترالي «تورنبول» يتفق فيها معه.

فبحسب نص المكالمة التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فإن «تورنبول» أخبر «ترامب» أنه من المثير جدا معرفة كيفية منحك الأولوية للأقليات في أمرك التنفيذي، وهذا بالضبط ما فعلناه مع البرنامج (الأسترالي للهجرة) والذي سنجلب من خلاله 12 ألف لاجئ سوري، 90% منهم سيكونون مسيحيين.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن المحلل السياسي خبير الشرق الأوسط «رياض محمد الحمداني»، أن الرئيس الأمريكي إنما يعكس وجهة نظره (الإسلاموفوبيا) حينما يصر على احتضان المهاجرين المسيحيين بدلا من السوريين بشكل عام خلال مكالمته مع رئيس الوزراء الأسترالي.

وأشار المحلل إلى أن «ترامب» كعضو لـ«الحزب الجمهوري»، فهو أسوة بالعديد من المحافظين، يرى أن أمريكا بلد مسيحي، ويجب أن تلعب دورا في الحفاظ على المسيحيين بالعالم.

وخلال حملته الانتخابية، أعرب «ترامب» وفي أكثر من مناسبة عن تخوفه من نوايا المسلمين الذين يأتون إلى الولايات المتحدة، بل إنه قال في مناسبة واحدة على الأقل إن الإسلام يكرهنا، وبالتالي فطبقا لهذا المعتقد هو يفكر بأن دخول المسلمين سيزيد عدد المشاكل في بلاده.

ووفقا لنص المكالمة بين الزعيمين، فقد أعرب «ترامب» بعد ذلك عن رفضه القاطع استلام 1250 مهاجرا من الذين ضبطتهم السلطات الأسترالية بسبب تسللهم غير الشرعي داخل البلاد باستخدام القوارب، ولم تشأ الحكومة الأسترالية توطينهم على أراضيها حتى لا تشجع آخرين على فعل الأمر نفسه، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» وعد الأستراليين بأن تحتضنهم الولايات المتحدة بعد فحصهم وتدقيق خلفياتهم أمنيا.

ورغم محاولات رئيس الوزراء الأسترالي خلال المكالمة أن يشرح لنظيره الأمريكي عمق المسألة، إلا أن الأخير ظل مصرا على رفضه، قائلا: «هذا الأمر (قبول المهاجرين من أستراليا) سيجعلنا نبدو كالحمقى، لقد دعوت للتو إلى حظر السفر حيث لا أدع أي أحد يدخل وتريدني أن أسمح لألفي شخص؟!».

وقبل مكالمته مع «تورنبول» بيوم واحد، أصدر «ترامب» النسخة الأولى من حظر السفر، والتي أوقفت تطبيقها لاحقا محكمة فيدرالية، حيث نصت إحدى فقرات الحظر على: «عقب معاودة، برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة (بعد إيقافه مدة 120 يوما) يقوم وزير الخارجية بالتشاور مع وزير الأمن الوطني (الداخلية) بإجراء تغييرات بحسب ما يسمح به القانون، بحيث تمنح الأولوية لمن يتقدم بطلبات اللجوء على أساس الاضطهاد الديني إلى من ينتمون للأقليات الدينية في البلد الأم للمتقدم، على أن يتقدم وزير الخارجية ووزير الأمن الوطني بمساعدة الرئيس في وضع هذه الأولوية بما هو مناسب وضروري».

وبحسب «واشنطن بوست»، فإن ادعاء «ترامب» بأن المسيحيين السوريين يواجهون تمييزا ضدهم من قبل نظام الهجرة الأمريكي كاذب.

وطبقا لمعطيات وزارة الخارجية الأمريكية، فإن أعداد اللاجئين المسيحيين السوريين المقبولين في الولايات المتحدة خلال عام 2016، بلغ 125، من أصل 15 ألفا و479 لاجئا سوريا، إلا أن الصحيفة بررت الأمر بأن المسيحيين السوريين يفضلون البقاء مع أقاربهم في لبنان على الانتقال إلى الولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة سوريا ترامب الإسلاموفوبيا المسلمين المسيحيين اللاجئين