استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما هي أخبار «صفقة القرن» العتيدة؟!

الأربعاء 9 أغسطس 2017 08:08 ص

لم يعد ترامب يتحدث من جديد عن "صفقة القرن" التي وعد بها في الصراع العربي الإسرائيلي، ومن تحدثوا عن الحل الإقليمي أيضا، كجزء من الصفقة أو تلخيص لها سكتوا إلى حد كبير. وحين يتحدث صهر ترامب (كوشنر)، وهو الأقرب إلى الصهاينة بيأس عن الحل؛ حسب تسريب له، فهذا يعني أن نصيب ترامب على هذا الصعيد لن يتجاوز نصيب أسلافه!

فهنا ثمة صراع لا يمكن حله ببساطة، والسبب بكل تأكيد لا صلة له بالعرب الذين عبروا مرارا عن الجاهزية لذلك، ولا صلة له بالقيادة الفلسطينية التي قدمت للكيان الصهيوني عرضا أفضل من المبادرة العربية، كما في مفاوضاتها مع “أولمرت وليفني”، بل يتعلق بسقف التنازلات التي يمكن أن يقبل بها الكيان، والتي تتمثل عقدتها الأكبر في قضية القدس، فضلا عن الأراضي والسيادة بدرجة ثانية.

رموز "صفقة القرن" يتخبطون في أزماتهم، فترامب لا زال يعاني من استعصاء الدولة العميقة عليهم، بل استخفافها به عمليا، كما تأكد من خلال تصويت الكونغرس على مشروع العقوبات على روسيا، والذي وصفه بأنه "معيب"، فضلا عن "أوباما كير"، وسوى ذلك من تسخيف الإعلام اليومي له، وهو لا يجد أولوية أخرى غير تثبيت وجوده في كرسي الرئاسة، والذي لا زال برسم التكهنات رغم مضي 7 أشهر عليه.

نتنياهو بدوره يعاني من قصص الفساد التي تلاحقه، والتي تبدو أكثر جدية هذه المرة، وتضع مصيره، وأقله مصير حكومته على كف عفريت. أما صهر ترامب العزيز، وعراب الصفقة المفترض (كوشنر)، فنقلنا رأيه من قبل، وهو أيضا متهم بالتواصل مع الروس وعقد صفقات معهم.

ليس هذا فحسب، فقد كان لأحداث المسجد الأقصى، والهبة العظيمة التي فجّرها الفلسطينيون، وختموها بفرض التراجع على الاحتلال، كان لها دور كبير في إهالة التراب على قصة الصفقة، ومعها الحل الإقليمي، فهي (الهبّة) لم تتوقف عند إحراج السلطة وفرض موقف مختلف، ولو نسبيا عليها، بل أحرجت العرب أيضا، وجعلت فكرة التطبيع مع العدو أكثر تجريما.

لهذه القضية المقدسة طقوسها، وهنا أيضا على هذه الأرض شعب لا زال يفاجئ العالم ببطولاته. ومن خاضوا كل تلك المواجهات وفرضوا التراجع على العدو من أجل بوابات إلكترونية وضعت على مداخل الأقصى، لن يمرروا أبدا صفقة تمنح السيادة عليه للغزاة، فضلا عن التنازل عن القدس الشرقية.

كما أنهم ليسوا من السذاجة بحيث يقبلون بحلول مؤقتة تمهد لذلك أيضا، وهم يدركون ما تعنيه على القضية وإمكانية تصفيتها.

فلسطين كانت ولا تزال بوصلة الأمة، وإذا كان التفاعل العربي والإسلامي مع غضبة الأقصى دون المطلوب، فإن مرد ذلك للوضع المتوتر الراهن، ومطاردة القوى الحية، ومواقف الأنظمة المعروفة، ومن تابع مواقع التواصل لا بد أنه أدرك أن الموقف أفضل بكثير مما تبدا في حراك الشارع.

تصفية القضية وهمٌ كبير، وقد قلنا مرارا في السابق، إنه كما بدد الشعب الفلسطيني والأمة أوهام العدو لما بعد أوسلو، ثم  ما بعد احتلال العراق، سيبددون وهمَ استثمار الحريق الراهن الذي أشعله خامنئي ومعه الثورة المضادة، وتقاعس بعض العرب ووجود ترامب في السلطة؛ في تحقيق ما لم يتحقق في السابق، وسيستعيد الشعب الفلسطيني زمام المبادرة من جديد، ويفجّر انتفاضة شاملة ضد العدو، رغم أن العالم كله، بما في ذلك فلسطينيون وعرب يعملون لمنعها بكل الوسائل الممكنة.

* ياسر الزعاترة كاتب صحفي أردني/ فلسطيني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب الصراع العربي الإسرائيلي الحل الإقليمي جاريد كوشنر العرب القيادة الفلسطينية الكيان الصهيوني المبادرة العربية مفاوضات سقف التنازلات قضية القدس الأراضي والسيادة أزمات رموز

كوشنر يزور إسرائيل ودولا بالمنطقة الأسبوع المقبل