خبير: أمريكا والناتو يخططان للإطاحة بـ«أردوغان»

الأربعاء 9 أغسطس 2017 03:08 ص

كشف المحلل الاستراتيجي الأمريكي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة سان فرانسيسكو، «فيليب كوفاسيفيتش»، أن الاستراتيجيين الأمريكيين وفي حلف الناتو يخططون لخلق صراع عسكري بين روسيا وتركيا لصالح مصالحهم الجيوسياسية.

وحذر من محاولات أمريكية للإطاحة بالرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، معتبرا أن الحركة الاحتجاجية ضد أردوغان في تركيا ستصبح أكثر صخبا عبر ما أسماه الطابور الخامس القوي، وهي مجموعات النخبة التي تعمل عادة لأسباب مالية لصالح مصالح الرّعاة الأطلسيين وضد المصالح الوطنية لبلدانهم.

وأضاف «كوفاسيفيتش» في حوار مع وكالة مهر الإيرانية أن الانقلاب الساقط الذي وقع في تركيا في يوليو/ تموز 2016 كان محاولة مخططة ضد أردوغان، الذي لم يكن مستعدا للانضمام إلى مشروع تدمير الاقتصاد التركي وتحويل تركيا إلى بلد على وشك التفكك الإقليمي.

وتعليقا على أسباب السياسة الأمريكية تجاه روسيا وفرض عقوبات اقتصادية عليها، قال «كوفاسيفيتش» إن «تاريخ الدبلوماسية السرية الأنغلو-أمريكية (الأطلسية) يُظهر أنهم بارعون في بدء الحروب ضد خصومهم باستخدام أيدي الآخرين».

وأشار إلى أن روسيا وضعت في خانة المعارضة لأنها تتحدى بنية عالم أحادي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة، وهي الداعي الرئيس للاعتراف الرسمي بالعالم متعدد الأقطاب. وهذا هو السبب في ضرورة إجبارها على الانقياد.

وحول الهدف النهائي للولايات المتحدة، أكد أنه تفكيك روسيا بالطريقة التي تم بها كسر الاتحاد السوفييتي، وتحويله إلى 10-15 دولة ضعيفة، وبالتالي السيطرة على موارده الطبيعية الشاسعة. كانت هذه العملية على ما يرام في التسعينات مع انفصال الشيشان، ولكنها عكست سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال «كوفاسيفيتش»إن روسيا وتركيا خاضتا أكثر من عشر حروب خلال القرون الأربعة الماضية. ويعتقد المجمع العسكري والاستخباراتي أنه سيكون من السهل إلى حد ما العثور على ذريعة لحرب أخرى بينهما.

وأضاف أن إطلاق الطائرات التركية النار على طائرة عسكرية روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، واغتيال السفير الروسي لدى تركيا في ديسمبر/ كانون الثاني 2016، على وجه التحديد، كانتا نقطتي انطلاق من المفترض أن تؤديا إلى نزاع أوسع نطاقا. وبهذه السخرية، اختيرت التضحية بتركيا من أجل المصلحة الكبرى للغرب.

وتابع بالقول: «إن الرئيس التركي أصبح على دراية بهذه الخطط. ولأنه يعلم جيدا أن حربا مع روسيا ستكون مدمرة لتركيا، فقد رفض تنفيذها. وإن التزام أردوغان بالمصالح الجيوسياسية التركية وليس مصالح حلف الأطلسي قد يكلفه حياته».

ونوه الخبير الأمريكي إلى أن الانقلاب على أردوغان نظمته هياكل الاستخبارات العسكرية الأطلسية وأتباعها في تركيا في يوليو/تموز 2016. وهناك تقارير تفيد بأن الروس ساعدوا أردوغان في البقاء في السلطة بإعلامه بالانقلاب. إذا صح ذلك فإنه يمكن أن يكون أساسا قويا لتوسيع التعاون التركي الروسي القائم، وخاصة في المجالات العسكرية والاستخباراتية.

يذكر أن العلاقات الروسية التركية شهدت جمودا لعدة شهور عقب إسقاط تركيا مقاتلة روسية انتهكت الأجواء التركية في نوفمبر/تشرين ثاني 2015؛ ما أسفر عن مقتل قائدها.

ولم يبدأ التقارب والتطبيع بين البلدين مجددا إلا في يونيو/حزيران الماضي، عندما هاتف الرئيس التركي نظيره الروسي وقدم التعازي لعائلة قائد الطائرة.

ومنذ ذلك التاريخ عقد «أردوغان» و«بوتين» 5 قمم؛ الأولى استضافتها مدينة سانت بطرسبرغ الروسية في أغسطس/آب 2016، والثانية في سبتمبر/أيلول على هامش «قمة العشرين» في الصين، والثالثة استضافتها إسطنبول على هامش مؤتمر الطاقة العالمي في ديسمبر/كانون الأول، والرابعة في موسكو بتاريخ 10 مارس/آذار 2017.

وهناك روابط اقتصادية كبيرة بين تركيا وروسيا، حيث تعتبر تركيا أحد أبرز مستوردي الغاز الروسي؛ وتحتل المرتبة الثانية في قائمة زبائنه بمشتريات بلغت 24.76 مليار متر مكعب من الغاز في 2016. كما اتفق البلدان على أن تبدأ شركة «غازبروم» الروسية تنفيذ مد مشروع «السيل التركي» في عام 2017. كما تعد روسيا من أهم وجهات الصادرات الزراعية التركية.

واتفقت تركيا الشهر الماضي على شراء أنظمة الدفاع الجوي «إس-400» من روسيا.

  كلمات مفتاحية

تركيا أمريكا الناتو أردوغان

ستراتفور: أردوغان يعزز شعبيته داخليا بسياسات خارجية قوية