أشعل المحترف التشيلي «روني فيرنانديز» مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي «الفيحاء» السعودي، الجدل مجدداً في الشارع الرياضي بسبب أدائه لرقصة «داب» خلال مواجهة فريق «الهلال»، مساء الخميس، في افتتاح الجولة الأولى من دوري «جميل السعودي للمحترفين» موسم «2017/ 2018».

وإلى جانب كون «داب» إحدى أنواع رقصة «هيب هوب» عن طريق خفض الرأس نحو مرفق إحدى اليدين، ورفع اليد الأخرى، فهي أيضاً كلمة عامية منتشرة بكثرة في شوارع «الولايات المتحدة الأمريكية» وترمز إلى «20» غراماً من «الحشيش» أو «ماريغوانا»، وتعني استنشاق كمية كبيرة من المادة الكيميائية الموجودة في الحشيش.

وكانت «اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات» في «المملكة العربية السعودية» قد شددت على اتخاذ كافة الإجراءات النظامية بكل من يدعو أو يحرض إلى تعاطي المخدرات سواء أفراد أو مؤسسات، من بينها القيام بحركة «داب»، والتي انتشرت بشكل واسع في ملاعب «كرة القدم السعودية»، حيث يؤديها اللاعبين احتفالاً بإحراز والفوز.

وصرح الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، «عبدالإله بن محمد الشريف»، قائلاً: «حذرنا سابقاً من تقليد الحركة والتحذير واضح وصريح، تقليد الحركة يخالف تعليمات ومعايير اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وسنتخذ الإجراء بحق مَن يطبقها».

وأضاف: «هذه الحركة ظهرت عام ١٩٧٠م، في أمريكا، حيث أطلقها مروّجو ومدمنو المخدرات ويقصد بها استنشاق أبخرة الحشيش المركزة التي تصيب متعاطيها بالهلاوس والإدمان».

وظهرت حركة «داب» في عالم الرياضة عن طريق نجم «كرة السلة الأمريكية»، «ليبرون جيمس» قبل أن تظهر في ملاعب كرة القدم الأوروبية منذ سنوات قليلة، ويعد الفرنسي «بول بوغبا» لاعب «مانشستر يونايتد» الإنجليزي، هو أول من قام بتلك الحركة داخل «المستطيل الأخضر» وبالتحديد خلال إحدى مباريات فريقه السابق «يوفنتوس» بالدوري الإيطالي الدرجة الأولى.

وانتقلت عدوى حركة «داب» فيما بعد إلى مختلف الملاعب والدوريات العالمية، قبل أن تظهر داخل ملاعب «دوري جميل السعودي للمحترفين» عن طريق نجوم كبار أبرزهم «نواف العابد» لاعب نادي «الهلال». 

وحتى الآن لم يصدر «الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم» أي قرار بخصوص اعتبار رقصة «داب» ممنوعة داخل ملاعبه، وبالتالي لن يتعرض اللاعب المؤدي لها لأي عقوبة رياضية من قبله ولكنه قد يتعرض للتوقيف من قبل «هيئة مكافحة المخدرات».

وداخل «المملكة العربية السعودية» لم يتوقف الأمر على ملاعب كرة القدم والرياضيين فقط بل امتد الأمر إلى الفنانين، حيث ألقت «مكافحة المخدرات» القبض على الفنان «عبدالله الشهراني» لقيامه برقصة «داب» على خشبة المسرح بأحد منتزهات ومهرجانات الطائف، وتمت إحالته إلى جهات التحقيق، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه، قبل أن يقدم اعتذاره علناً على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر».

وبعد «الشهراني»، جاء الدور على الفنان السعودي «رابح صقر»، الذي أداها على أحد المسارح بإحدى الحفلات بالعاصمة «الرياض»، قبل أن يتلقى تحذيرات من «مكافحة المخدرات» ويصدر بياناً على حسابه الرسمي بـ«تويتر» أكد من خلاله وقوفه بصف اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، لافتاً إلى أنه لم يكن على علم بمعنى أو مقصد هذه الحركة.

الطريف في الأمر، أن أحد مدرسي مادة «الرياضيات» في «فرنسا» استغل أداء مواطنه «بول بوغبا» لرقصة «داب» لشرح تطبيق نظرية «فيثاغورس» الشهيرة لطلابه، ما دفع نجم «مانشستر يونايتد» الإنجليزي للتعبير عن سعادته باستخدامه كأداة تعليمية في بلاده.