غضب قبطي وانتقاد علني للأمن المصري

الاثنين 14 أغسطس 2017 07:08 ص

وجه مسؤول كنسي بارز في مصر انتقادا علنيا للسلطات الأمنية بسبب إغلاق كنيسة في قرية بمحافظة «المنيا»، جنوب القاهرة.

وقال الأنبا «مكاريوس» أسقف عام المنيا وأبوقرقاص، في تصريح نشره على حسابه على موقع «فيسبوك»: إن «الأجهزة الأمنية مستمرة في غلق كنيسة قبطية في قرية كدوان في المنيا، بعد مرور شهر كامل على واقعة الغلق، بذلنا كل المحاولات ولم نفلح».

وأضاف:«بنفس المنطق والمبررات تمنع أجهزة الأمن الأقباط من ممارسة الشعائر بقرية كدوان في المنيا، بدعوى اعتراض بعض المعترضين في القرية، وأنه من الواجب أن تراعي مشاعرهم، في حين لا قيمة لمشاعر الأقباط الذين لا يطلبون سوى أن يصلوا، وكأن القرار صار للمعترضين، وليس لدولة عظيمة مثل مصر ذات سيادة وقانون».

وأوضح الأنبا «مكاريوس»: «نحاول إيجاد أية أماكن لإقامة الشعائر الدينية، حتى لا نخرق حظر تنقل الأقباط، وتلافياً لأخطار محتملة... قد تكون تلك الأماكن قاعة أو منزلا أو حتى حجرة بسيطة رديئة التهوية، لكن حتى هذا ممنوع أيضا، مع أن الدستور يكفل حق العبادة، لكنه ممنوع على أرض الواقع، وذلك بإرادة شخصية لبعض المسؤولين المحليين، بل إن الأمر في أكثر الأوقات صار أشبه بتتبع الأقباط لمنعهم من الصلاة، بل قد يصل الأمر إلى استخدام القوة ضد الشعب ورجال الدين، وفي كل مرة نواجه نفس السيناريوات والمبررات البغيضة، من قبيل أن الوضع محتقن أو الحالة الأمنية لا تسمح، وربما كان ضمير بعض المسؤولين هو الذي لا يسمح»، على حد قوله.

وزاد التضييق الأمني على تحركات الأقباط، بعد بث تسجيل مصور منسوب لتنظيم «الدولة الإسلامية»، تضمن تهديدا باستهداف المسيحيين داخل مصر.

وتابع المسؤول الكنسي: «لم نعد من سنين نبني كنيسة كاملة (بالقباب والمنائر والصلبان والأجراس)، والأماكن التي يدعي بعض المسؤولين أنهم قاموا بتوفيق الأوضاع لها، هي في الواقع أماكن تمارس فيها الشعائر من سنوات وهي أيضاً أماكن يرثى لها كثيراً بسبب ضيقها وموقعها الجغرافي، لدينا ما يزيد على ١٥ مكاناً مغلقاً بأمر أجهزة الأمن، على رغم وجود طلبات رسمية حبيسة الأدراج، وكذلك نحو 70 قرية بلا أماكن للصلاة».

و«مكاريوس» يتولى أسقفية المنيا وهو رأس الكنيسة في تلك المحافظة التي تشهد من حين لآخر نزاعات طائفية تخرج في كثير من الأحيان عن السيطرة.

وحدّة التصريح والاتهامات الصريحة الموجهة من الأسقف للأمن ترجح أن بابا الأقباط «تواضروس الثاني» على علم بالأمر، بحسب صحيفة «الحياة».

وقال محامي الكنيسة «إيهاب رمزي»، إن قانون بناء الكنائس الذي أقر العام الماضي لم يفعل حتى الآن ولم تصدر لائحته التنفيذية، وكان يفترض أن تنظر لجنة أقر القانون تشكيلها مشكلات مقرات دور العبادة التي لا تحمل تراخيص.

وأشار إلى أن قرية «كدوان» التي تضم ونجوعها 1200 مسيحي فيها كنيسة تم اقتحامها في عام 2012 من قبل مجهولين، وبعدها لجأ المسيحيون إلى الصلاة في كنائس قرى مجاورة، بمساعدة الأسقفية التي كانت ترسل حافلات لنقل المسيحيين إلى تلك الكنائس، لكن بعد الأخطار المحدقة بالأقباط بسبب تهديدات تنظيم «الدولة الإسلامية» وطلب الأمن عدم تنقل المسيحيين في مجموعات، في أعقاب قتل عشرات منهم خلال رحلة لدير في صحراء المنيا قبل شهور، اضطر المسيحيون في قرية «كدوان» إلى الصلاة في منازلهم، حتى تبرع أحدهم بمقر مساحته 32 متراً فقط، عبارة عن غرفة، كي يتجمع فيها المسيحيون ويقيمون شعائرهم الدينية، لكن المفاجأة أن أجهزة الأمن منعتهم من الصلاة في هذا المكان، وأخلته من المصلين وطلبت من الكاهن عدم الصلاة فيه مجددا، وفق روايته.

ويبلغ عدد الكنائس في مصر 2626 كنيسة على مستوى الجمهورية، وتحظى بحماية شرطية على مدار الساعة، بالإضافة إلى تأمين داخلي من فرق الكشافة الكنسية.

وليس هناك إحصاء رسمي عن أعداد المسيحيين في شمال سيناء، غير أن تصريحات كنيسة رسمية تقدر تعداد مسيحيي مصر بنحو 15 مليونا من بين سكان البلاد البالغ عددهم 93 مليون نسمة.

  كلمات مفتاحية

الأقباط الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبوقرقاص الداخلية المصرية تنظيم الدولة الإسلامية