أموال خليجية تروي ظمأ أندية أوروبية متعطشة للألقاب

الثلاثاء 15 أغسطس 2017 09:08 ص

أندية رياضية أوروبية لم تكن تتخيل نفسها على منصات التتويج قبل 10 سنوات، باتت اليوم تنافس على كبرى الألقاب القارية بفضل مستثمرين خليجيين ساهموا في نهضة العديد من الفرق أهمها «مانشستر سيتي» الإنجليزي و«باريس سان جيرمان» الفرنسي.

ففي الموسم الكروي 2007/2006، أنهى فريق «مانشستر سيتي» الدوري الإنجليزي «البريميرليغ» في المركز الرابع عشر، بينما لم يتمكن «سان جيرمان» من الحصول على مركز أفضل من الخامس عشر في الدوري الفرنسي.

وفي فترة الانتقالات الصيفية التي أعقبت نهاية ذلك الموسم، بدأ تدفق أموال المستثمرين القطريين والإماراتيين لتسعف «السيتي» و«سان جيرمان» من خلال التعاقد مع لاعبين مميزين، ليصبح الفريقان الحصان الأسود في الدوريات المحلية والبطولات القارية، وباتا مصدر إزعاج وقلق للعديد من الأندية الأوروبية العريقة.

«مانشستر سيتي» خامس أغنى ناد بالعالم

بدأ الفريق الإنجليزي بمقارعة عمالقة الدوري المحلي، مطلع سبتمبر/أيلول 2008، عندما قام الملياردير الإماراتي الشيخ «منصور بن زايد آل نهيان» بشراء النادي مقابل 200 مليون جنيه إسترليني (نحو 260 مليون دولار).

واستهل «آل نهيان» مشواره في إدارة النادي الإنجليزي، بمنافسة الملياردير الروسي «رومان إبراهيموفيتش» مالك نادي «تشيلسي» اللندني، للظفر بخدمات النجم البرازيلي «روبينهو»، الذي كان يلعب حينها ضمن صفوف عملاق الكرة الإسبانية «ريال مدريد».

وتمكن «آل نهيان» من الظفر بخدمات المهاجم البرازيلي في اليوم الأخير من فترة الانتقالات، عندما دفع 32.5 مليون جنيه إسترليني لإدارة «ريال مدريد» مقابل الاستغناء عن خدمات «روبينهو»

ومن خلال المبلغ الذي دفعه لإدارة «ريال مدريد»، استطاع «آل نهيان» تحطيم الرقم القياسي آنذاك في سوق انتقالات اللاعبين؛ إذ لم يسبق لأحد أن دفع هذا المبلغ لناد آخر من أجل الحصول على خدمات أي لاعب.

وكانت صفقة انتقال «روبينهو» إلى «مانشستر سيتي»، بمثابة إشارة للمبالغ التي سينفقها «آل نهيان» لتطوير النادي والنهضة به وجعله قادرا على مقارعة الكبار محليا وقاريا.

ولم يكتف «آل نهيان» بضم «روبينهو» إلى صفوف «مانشستر سيتي»، بل تعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين آنذاك أمثال المدافع البلجيكي «فينسنت كومباني»، والمهاجمين الأرجنتيني «كارلوس تيفيز» والتوغولي «إيمانويل أديبايور».

وتوج «آل نهيان» كوكبة لاعبيه المميزين باستقدام المدرب الإيطالي «روبرتو مانشيني» الذي اصطحب معه نجوما جدد، أثبتوا وجودهم على الساحة الأوروبية، أمثال الإيفواري «يحيى توريه» والإسباني «دافيد سليفا» والأرجنتيني «سيرجيو أغويرو» والفرنسي «سمير نصري» والبوسني «إدين دجيكو».

واحتفل «آل نهيان» الذي أنفق أكثر من 3 مليارات جنيه إسترليني خلال السنوات الثلاث الأولى على استقدام اللاعبين وتطوير المنشآت، بأول لقب للفريق في موسم 2011/2010، عندما أحرز حينها «مانشستر سيتي» كأس الاتحاد الإنجليزي بقيادة «مانشيني».

وجاء اللقب الثاني للفريق في الموسم التالي 2012/2011، الذي خاض فيه أبناء «مانشيني» معركة كروية شرسة ضد غريمهم الأزلي «مانشستر يونايتد»، واستطاع «السيتي» الظفر بلقب الدوري المحلي بفارق الأهداف، بعد غياب دام 44 عاما.

ولم يتذوق «مانشستر سيتي» طعم الفوز بالبطولات منذ عام 1976، إلا أنه استطاع بعد عام 2008، الفوز بلقبين للدوري المحلي ولقبين لرابطة الأندية الإنجليزية، ومرة واحدة بكأس الاتحاد الإنجليزي.

وعلى الصعيد القاري، تمكن «مانشستر سيتي» من المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا خلال المواسم الستة الأخيرة على التوالي، وتمكن من الوصول إلى الدور نصف النهائي موسم 2016/2015.

ويحتل نادي «مانشستر سيتي» حاليا المركز الخامس بين الأندية الأغنى في العالم حسب مجلة «فوربس» الأمريكية المختصة بالأمور الاقتصادية؛ حيث تبلغ ميزانيته ملياري جنيه إسترليني.

وضمن إطار الاستعدادات للموسم الكروي الجديد، أنفق «مانشستر سيتي» أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني.

«باريس سان جيرمان» وصفقة «نيمار دا سيلفا»

استعدادا للموسم الكروي الجديد، أحدث نادي «باريس سان جيرمان» الفرنسي المملوك من قبل رجل الأعمال القطري «ناصر الخليفي»، زلزالا في سوق الانتقالات، عندما دفع لإدارة نادي «برشلونة» الإسباني 200 مليون جنيه إسترليني مقابل الحصول على خدمات المهاجم البرازيلي «نيمار دا سيلفا».

وكان نادي العاصمة الفرنسية عام 2011، على حافة الانهيار جراء الديون الضخمة، فجاء «الخليفي» لينقذه ويأتي به إلى مصاف الأندية العملاقة خلال فترة قصيرة.

وفور تسلمه إدارة النادي، أوكل «الخليفي» تدريب الفريق للمخضرم الإيطالي «كارلو أنشيلوتي» الذي حقق المركز الثاني موسم 2012/2011، وتوج باللقب في الموسم التالي.

وعقب استقالة «أنشيلوتي» من تدريب «باريس سان جيرمان»، تعاقد «الخليفي» مع المدرب الفرنسي «لوران بلان» الذي فاز ببطولة الدوري لثلاثة مواسم متتالية.

وخلال السنوات الست السابقة استطاع «باريس سان جيرمان» ضن العديد من النجوم إلى صفوفه، أبرزهم السويدي «زلاتان إبراهيموفيتش»، والأوروغوياني «إديسون كافاني»، والأرجنتيني «دي ماريا».

كما تمكن «باريس سان جيرمان» من تحقيق لقب كأس فرنسا منذ عام 2001، ثلاث مرات.

وحسب مجلة «فوربس» الأمريكية فإن «باريس سان جيرمان» يحتل المرتبة الثالثة عشر بين الأندية الأغنى في العالم، بميزانية تصل إلى 814 مليون جنيه إسترليني.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

الخليج أوروبا مانشستر سيتى باريس سان جيرمان أندية