موقع إماراتي يتهم «تيلرسون» بـ«الانحياز التام لقطر»

الأربعاء 16 أغسطس 2017 08:08 ص

وجه موقع إخباري إماراتي، أصابع الاتهام للولايات المتحدة الأمريكية، بسبب رد فعلها تجاه الأزمة الخليجية منذ اندلاعها، معتبرا أن انتقادها للشروط والاتهامات التي طرحتها كل من السعودية والإمارات ودول أخرى، هو انحياز للدوحة بسبب المصالح المشتركة.

وقال موقع «24.ae» الإماراتي، في تقرير بعنوان «تيلرسون ينتقد السعودية والبحرين.. انحياز ضمني تام للدوحة»، أن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول موقف وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» الشخصي حيال دول الخليج، بعد ما وصفه بـ«التضييق على الحريات الدينية في دول حليفة مثل السعودية والبحرين».

وانتقد الموقع تصريحات «تيلرسون» أمس الثلاثاء، بأن «حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية والبحرين لا تلتزم بالحريات الدينية»، وذلك أثناء عرض تقرير وزارة الخارجية السنوي بشأن الحريات الدينية، وهذا أول تقرير يصدر خلال فترة رئاسة «ترامب»، ويشمل عام 2016.

وطالب «تيلرسون» السعودية بأن «تلتزم بدرجة أكبر من الحرية الدينية لكل مواطنيها»، فيما طالب البحرين «بالتوقف عن التمييز ضد الشيعة».

وهي التصريحات التي وصفها الموقع بـ«الغريبة»، لافتا إلى رد البحرين المباشر بقولها إنها «غير مناسبة وتكشف عن سوء فهم عميق للحقائق، ومبنية على أسس ومعلومات غير صحيحة».

وأعربت الخارجية البحرينية عن «أملها في أن تقوم وزارة الخارجية الأمريكية بالتواصل المباشر والرسمي حيال هذه المواضيع، وأن يتم تقصي الحقائق بدقة، وأن تقوم بتحليل الوقائع بطريقة متقدمة قبل أن يتم التصريح أو التعليق بما يتعلق بحكومة مملكة البحرين ومجتمعها».

فيما اتهم «24.ae»، التوقيت الذي أدلى فيه «تيليرسون» بتصريحاته، وموعد تقديم التقرير الحقوقي الأخير الذي تم نشره أمس، متسائلا: «لماذا جاءت تصريحات تيلرسون في هذا الوقت الحساس؟ ولماذا تأتي تصريحاته ومواقفه منذ بداية مرحلة قطع العلاقات مع قطر مناهضة لدول المقاطعة ومنحازة لقطر؟».

إلا أن تعليقات «تيلرسون»، جاءت في وزارة الخارجية الأمريكية، أثناء عرض تقرير الوزارة السنوي بشأن الحريات الدينية، الذي يأتي ضمن متطلبات قرار الكونغرس الصادر سنة 1998، وقال فيه إن حلفاء الولايات المتحدة، مثل السعودية والبحرين، لا يلتزمون بالحريات الدينية ويمارسون «تضييقا على الحريات الدينية».

اتهامات بـ«الانحياز التام»

وتحت عنوان جانبي باسم «موقف منحاز لقطر»، قال الموقع إنه في بداية مرحلة قطع العلاقات مع قطر، كان موقف وزير الخارجية الأمريكي محايدا جدا، إذ أظهر في البداية اهتماما كبيرا وقام بزيارات وصفتها وسائل الإعلام بـ«المكوكية»، شملت الدول المقاطعة وهي الإمارات، السعودية، البحرين، مصر، بالإضافة إلى عدة زيارات إلى قطر وصفها الموقع الإماراتي ونتائجها بـ«الغامضة».

تكهن مراقبون أن الجولة لم تتمكن من تبديد مخاوف الدول الرئيسية في الخليج ومعها مصر، وقال المراقبون إن الولايات المتحدة تلعب دور الوساطة بحياد تام دون أن تكون محسوبة أو مؤيدة لأي طرف وهو ما يجعل الأزمة تطول.

ولفت الموقع إلى الجدل المثار حول ما وصفه بـ«تناقض المواقف» بين الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ووزير خارجيته «ريكس تيلرسون» حيال الأزمة، مضيفا أن «مراقبون قالوا إن موقف الولايات المتحدة غير واضح وهناك تأكيدات من الرئيس الأمريكي بضرورة وقف قطر دعم الإرهاب وفي الوقت نفسه هناك اتفاقا بين وزير الخارجية الأمريكي والمسؤولين القطريين لمكافحة تمويل الإرهاب».

تشكيك في «مذكرة التفاهم لمكافحة الإرهاب»

ووجه الموقع أيضا عددا من الاتهامات لتوقيع مذكرة التفاهم لمكافحة الإرهاب التي قام «تيلرسون» بتوقيعها مع نظيره القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، وقال حولها الوزير الأمريكي إنها «تمثل تقدما لإيجاد حل للأزمة»، وأن قطر كانت واضحة في مواقفها التي اعتبرها «جد معقولة».

وكانت وقعت الولايات المتحدة مذكرة تفاهم مع قطر لوقف تمويل الإرهاب، وزعم الموقع الإماراتي أن هناك اتهامات لقطر على إثرها بـ«المراوغة التي تلعبها الدوحة على الدول الغربية، لكسب رضاها».

مزاعم بـ«مصالح وعلاقات وطيدة»

وتابع الموقع بما وصفه بـ«المصالح المنحازة لتيلرسون»، معتبرا أن إدارة الوزير الأمريكي لـ«أكسيوم موبيل» في وقت سابق -والتي تعتبر إحدى الشركات الكبرى التي تتمتع بعلاقات تعاون مع دولة قطر بمشاريع غاز ونفط طوال العقدين الماضيين- جعلت من موقف «تيليرسون»، «انحيازا خالصا للدولة التي استضافت استثمارات شركته».

وزعم الموقع الإماراتي أن التضارب والتباين بين موقف وزارة الخارجية الأمريكية وتصريحات «دونالد ترامب»، لا يمثل سوى «تحيز» من «تيلرسون» النابعة من «مصالحه مع قطر».

إلا أنه بحسب وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية، التي نشرت تقريرا مفصلا بعد نشر «ترامب» لعدد من التغريدات التي تناقضت مع موقف الخارجية الأمريكية بقيادة «تيلرسون»، قالت إنه «لا وجود لأي مؤشر على أن ترامب، قبل نشره لتلك التغريدة حول الأزمة الخليجية، قد استشار وزير خارجيته ريكس تيلرسون، أو تحدث إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي يعرف حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط جيدا، منذ عمله في القيادة العسكرية الوسطى في المنطقة».

واعتبر التقرير أن «دونالد ترامب أظهر قلة وعي بهذه التعقيدات والحسابات الأمريكية، من خلال التغريدات التي أطلقها ضد قطر، حين قال «إنه عندما زار الشرق الأوسط وطلب وقف تمويل المجموعات المتطرقة؛ أشار الزعماء الحاضرون إلى قطر».

واعتبر التقرير أن التناقض بين تغريدات «ترامب» ومواقف المسؤولين الأمريكيين؛ يعكس مشكلا واضحا في الإدارة الأمريكية، يتمثل في صعوبة تفسير تصرفات «ترامب» وفهم ما ينشره على الإنترنت، في ظل التناقض الكبير مع ما يقوله ويفعله الوزراء الأمريكيون في ما يخص السياسة الخارجية.

إلا أن الموقع الإماراتي، اعتبر أن تصريحات الخارجية الأمريكية على لسان «تيليرسون» هي التي لا تعبر عن موقف الولايات المتحدة الرسمي، ووصفها بالانحياز والاعتماد على المصالح الشخصية التي زعم أن الوزير الأمريكي يتعامل مع أزمة بهذا الحجم وتلك الحساسية، وفقا لها.

ضغينة سياسية لـ«مونديال قطر 2022»

واختتم الموقع المعروف بانتمائه وموالاته للحكومة الإماراتية، بالقول إن وزير الخارجية الأمريكي قرر «في ظل كل الحقائق التي تثبت دعم الدوحة للإرهاب واستثمار أموالها في تنفيذ مخططات لضرب الاستقرار في العالم العربي»، على حد زعمه، «عدا عن ملفها (الفاضح) فيما خص مونديال روسيا، لم يبد أي رأي صريح وواضح حول أدوار الدوحة السلبية».

وهي الاتهامات التي تأتي في الوقت الذي سبق وصرح فيه نائب رئيس الوزراء ورئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم، «فيتالي موتكو»، بأن دعوات سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر، هي «ذات طابع سياسي»، معربا عن أمله في أن يجد السياسيون حلا لهذه المسألة.

وكان موقع «THE LOCAL» السويسري، قد نشر تقريرا، قال فيه إن «جياني انفانتينو»، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، صرح بأن «ست دول عربية تقدمت بطلب إلى (فيفا) لسحب استضافة مونديال بطولة كأس العالم 2022 من قطر بصفتها "دولة راعية للإرهاب».

ونقل الموقع على لسان «انفانتينو»، قوله: «إن كلا من الاتحادات السعودية والإماراتية والبحرينية والمصرية واليمنية والموريتانية، قد طالبت الفيفا بإعادة النظر في منح تنظيم المونديال إلى قطر».

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات قطر الولايات المتحدة تيلرسون ترامب الأزمة الخليجية

صحيفة سعودية: زيارة «تيلرسون» للخليج فشلت

وسائل إعلام إماراتية تواصل هجومها على «تيلرسون»