«حماس» تنجح في أول اختبار لتفاهماتها مع مصر

الجمعة 18 أغسطس 2017 11:08 ص

أشاد محللون سياسيون، بنجاح حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، في إجهاض الهجوم الانتحاري، الذي استهدف نقطة حدودية شرق معبر رفح، جنوبي قطاع غزة.

وأسفرت العملية الانتحارية التي نفذها شخص يتبع لتنظيم «تكفيري»، فجر أمس الخميس، مستهدفا مجموعة من حراس أمن حدود قطاع غزة مع الأراضي المصرية، عن مقتل منفذ الهجوم، بشكل فوري، فيما توفي شاب آخر من حراس الشريط الحدودي، متأثرا بجراحه.

وقالت مصادر أمنية، إن شخصين يعتقد أنهما يتبعان لتنظيم تكفيري متشدد، كانا يحاولان التسلل من غزة، باتجاه منطقة سيناء المصرية، وعند محاولة إيقافهما قام أحدهما بتفجير نفسه، فيما تم اعتقال الشخص الثاني.

ومن المتوقع أن تتجه علاقة «حماس»، التي تسيطر على القطاع منذ 2007، مع التنظيمات المتشددة، التي يعتقد أن الانتحاري ينتسب إليها، نحو التصادم المباشر.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، «أكرم عطا الله»، إن «تصدى عناصر الأمن للهجوم الانتحاري، على حدود غزة مع مصر، يبرهن جدية حماس العالية في تطبيق تفاهماتها مع القاهرة وقدرتها على حماية حدودها».

وأضاف «عطا الله» أن هذا التفجير يوضح مدى التفتيش الدقيق لكل من يقترب من الحدود وعدم السماح لأي كان باجتيازها أو اقتحامها.

وسيعزز الحادث المصداقية والعلاقات بين الحركة ومصر، بينما قد يدفع العلاقات بين التنظيمات المتشددة و«حماس»  للصدام، وسط توقعات بأن الحركة ستتصرف بحزم وشدة خلال الفترة القادمة، تجاه عناصر هذه التنظيمات، نظرا لخطورة عملية التفجير الأخيرة، بحسب «الأناضول».

وكانت حركة «حماس»، قد أعلنت أن وفدها الذي توجه إلى القاهرة في الثاني من يوليو/ تموز الماضي، قد توصل إلى تفاهمات مع مصر، قالت إنها ستخفف من أعباء قطاع غزة.

وبموجب هذه التفاهمات، شرعت «حماس» في إقامة منطقة عازلة على طول الحدود، وإغلاق كل الأنفاق الممتدة أسفل المنطقة الحدودية.

وتفقد وفد رفيع من «حماس»، برئاسة «يحيى السنوار» رئيس الحركة في قطاع غزة، الحدود الفلسطينية المصرية، جنوبي قطاع غزة، الشهر الماضي.

وتشمل المرحلة الأولى التي بدأتها «حماس» تعبيد وتسوية الطريق على الشريط الحدودي الجنوبي بطول 12 كيلومترا، على أن يتم لاحقا نشر منظومة مراقبة متكاملة، تشمل أبراجا عسكرية وكاميرات حديثة، إضافة إلى تركيب شبكة إنارة كاملة على طول الحدود.

وفي المقابل سمحت مصر لأول مرة، بإدخال بضائع تجارية عبر معبر رفح.

كما أعلن قادة في «حماس»، أن مصر ستفتح معبر رفح، أمام الأفراد والبضائع، بعد الانتهاء من أعمال البناء والتطوير الجارية فيه.

ويقول المحلل السياسي «حسام الدجني»، إن تصدي قوات حرس الحدود الفلسطينيين للهجوم الانتحاري، «هو ترجمة بالدم لتفاهمات مصر، وقدرة حماس على حماية حدودها، وأن لديها عزيمة قوية على ضبط الحدود».

وأضاف: «حماس أحبطت عملية كانت ستنفذ في مصر بسبب يقظة قوى الأمن الفلسطيني، وإصرارها على الالتزام بالتفاهمات مع مصر».

ورأى «الدجني» أن أمام «حماس» عدة خيارات للتعامل مع التنظيمات المتشددة في القطاع، منها الحسم العسكري، والقانوني والفكري.

وحذر المختص بالشأن السياسي الفلسطيني، «حمزة أبو شنب»، من أن الجماعات المتشددة تسعى من خلال احتكاكها بقوى الأمن، إلى التأثير السلبي على العلاقات بين حماس ومصر.

وأضاف «أبو شنب»: «تحاول هذه الجماعات تعطيل حركة معبر رفح المرتبط بالأوضاع الأمنية في سيناء، وكانت تسعى لتفجير في سيناء، حتى يتم الإعلان عن إغلاق المعبر المفتوح استثنائيا خلال يومي الأربعاء والخميس»، وتابع:«الهجوم كان إرباكا من المنفذ، وليس هجوما مقصودا، كان يستهدف به منطقة سيناء».

وتتواجد جماعات صغيرة ممن يحملون الفكر المتشدد في قطاع غزة، ويعتقد أنها تؤيد تنظيم «الدولة الاسلامية»، ولا يعرف بالضبط مدى قوة هذه الجماعات، وعدد أفرادها، حيث إنها تعمل بسرية شديدة نتيجة ملاحقتها من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحركة «حماس».

وكثيرا ما تهاجم الجماعات المتشددة بغزة، حركة «حماس»، خلال بياناتها الإعلامية، وتتهمها بالكفر، والردة عن الدين الإسلامي.

وبدأت العلاقات تسوء بين «حماس» والتنظيمات المتشددة في أعقاب حادث مسجد «ابن تيمية»، في رفح، الذي وقع في أغسطس/ آب 2009، عقب إعلان زعيم جماعة «أنصار الله»، قيام إمارة إسلامية، داخل المسجد، وهو ما أعقبه اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.

  كلمات مفتاحية

مصر حماس غزة معبر رفح المنطقة العازلة السلطة الفلسطينية

17 قياديا من فصائل فلسطينية يزورون القاهرة

«حماس» تقيم منطقة عازلة على الحدود الفلسطينية المصرية