يعيش الفريق الكروي الأول بنادي «برشلونة» أسوأ فتراته خلال الـ15 سنة الأخيرة، حيث بدأ الموسم الجديد «2017/ 2018» بخسارة مذلة لبطولة «كأس السوبر الإسباني» أمام الغريم اللدود والمنافس التقليدي «ريال مدريد»، كما اكتفى في الموسم الماضي بحصد لقب «كأس ملك إسبانيا»، وفشل في تجاوز دور ربع النهائي من «دوري أبطال أوروبا» بأخر موسمين.

كما يقدم «برشلونة» أداء باهت، دفع مدافعه «جيرارد بيكيه» لتصريح قائلاً: «منذ قدومي إلى برشلونة، لم يكن ريال مدريد أفضل منّا في أي مباراة، حتى وإن فاز علينا، لكنه اليوم الأمر يختلف».

وأضاف: «ليس فقط فريق برشلونة من يواجه المشكلات، إنما النادي بأكمله، وعلينا التكاتف في الفترة الحالية للخروج من هذه الأزمة».

ونستعرض من خلال هذا التقرير أبرز 4 أسباب قد تؤدي إلى نهاية برشلونة كفريق مرعب وعملاق:

«رحيل تشافي هيرنانديز»

تسبب رحيل «تشافي» في صيف عام 2015 إلى «السد» القطري، في فجوة كبيرة بخط وسط «برشلونة» لم يستطيع أي لاعب سدها، برغم محاولات الإدارة الكتالونية على مدار سنتين، للعثور على البديل الجيد القادر على تعويض «تشافي».

وأنفق «برشلونة» مبلغ 112 مليون يورو على محاولات العثور على بديل «تشافي» كان آخرها التعاقد مع البرازيلي «باولينيو جونيور» مؤخراً، والذي سبقه 3 محاولات لم تصل لدرجة النجاح، من خلال التعاقد مع التركي «أردا توران» و البرتغالي «أندريه غوميز» والإسباني «دينس سواريز».

وخلال مسيرة امتدت إلى «17» عاماً، خاض «تشافي هيرنانديز» بقميص «برشلونة» 745 مباراة أحرز خلالهم 84 هدفاً وصنع 164 أخرين، كما أحرز معه كافة البطولات الممكنة محلياً وقارياً وعالمياً وعددهم 27 لقباً، بينما خاض الثلاثي «توران، غوميز، سواريز» مجتمعين 139 مباراة حتى الآن أحرزوا خلالهم 21 هدفاً وصنعوا 19.

«نفوذ النجوم»

عقب رحيل  «تشافي هيرنانديز» انتقلت شارت القيادة إلى زميله «أندريس إنييستا» على أن يكون النجم الأرجنتيني «ليونيل ميسي» القائد الثاني له، ومع مرور السنوات ازداد نفوذ هذا الثنائي ومعهم «ماسكيرانو، وبوسكيتش، وبيكيه» وباتوا أصحاب القرار وصناع كل شيء  داخل قلعة «البلوغرانا»، فتدخلوا في اختيار الصفقات، حتى أنهم رفضوا التعاقد مع «إينييغو مارتينيز» مدافع نادي «ريال سوسيداد» خوفاً من أن وجود سيؤثر بالسلب على فرص مشاركة «ماسكيرانو» وهو ما يهدد وجود في كأس العالم 2018 بـ«روسيا» مع منتخب بلاده «الأرجنتين».

وكشفت عدة صحف «كتالونية» عن رفض عدة لاعبين الانتقال إلى «برشلونة» وفضلوا عليه الغريم التقليدي «ريال مدريد» خوفاً من نفوذ هؤلاء الكبار، وأبرزهم الثنائي «داني سيبايوس»، و«تيو هيرنانديز» أحدث صفقات «المرينغي».

وكما أشارت تلك الصحف المقربة من «برشلونة» أن قادة «البلوغرانا» يدافعون عن مصالحهم بشكل جيد وضمنوا تمديد عقودهم بشروط جديدة ورواتب مالية جيدة، لكنهم في المقابل فشلوا بحمل الفريق في الوقت الحالي.

«السن ولاماسيا»

زاد معدل متوسط أعمار نادي «برشلونة» خلال السنوات القليلة الماضية، حتى وصل إلى 27.8 سنة، وذلك في ظل تقدم نجم الفريق في السن، حيث بلغ النجم الأرجنتيني «ميسي» عامه الـ30، وكذلك «لويس سواريز» 30 عاماً، والقائد «إنييستا» 34 عاماً، والتركي «توران» 29 عاماً، ومعهم «ماسكرانو» صاحب الـ33 عاماً وقلب الدفاع «بيكيه» 31 عاماً، و«ألبا» 28 عاماً.

وفي نفس الإطار تشهد أكاديمية «برشلونة» لتخريج الناشئين واللاعبين الشباب المميزين والمعروفة باسم «لاماسيا»، ترجعاً كبيراً بعدما قدمت في بداية الألفية العديد من النجوم أبرزهم «ميسي» و«إنييستا» و«تشافي» و«بيكيه» و«فالديز» وغيرهم.

وبات «البلوغرانا» يعتمد بشكل كبير على التعاقد مع لاعبين من أندية أخرى، فخلال الموسم الماضي «2016/ 2017» تعاقد مع 6 لاعبين دفعة واحدة هم «أندريه غوميز، باكو ألكاسير، صامويل أومتيتي، لوكاس ديني، ياسبر كيلسن، دينيس سواريز»، بينما تم تصعيد اللاعب «كارليس ألينيا» البالغ من العمر 19 عاماً ولكنه لم يشارك سوى في 4 مباريات بمعدل 116 دقيقة فقط.

على الجانب الأخر حصن الفرنسي «زين الدين زيدان» مدرب «ريال مدريد» فريقه بخطة تضمن استمراره في التألق والبقاء على القمة عبر المراهنة على العناصر الشابة المميزة سواء خريجي أكاديمية النادي «كاسيتا» أو المتعاقد معهم من أندية أخرى وفي مقدمتهم النجم «ماركو أسينسيو»، والتي دفع بها إلى جانب أصحاب الخبرة المتمثلة في «سيرجيو راموس» و«كريستيانو رونالدو.

«فشل إدارة بارتوميو»

في الوقت التي عجزت فيه إدارة «برشلونة» برئاسة «جوسيب ماريا بارتوميو» في الاحتفاظ بالنجم البرازيلي «نيمار» الذي فضل الرحيل إلى «باريس سان جيرمان» فشلت في إبرام تعاقدات من العيار الثقيلة سواء لتعويض رحيله أو تدعيم صفوف الفريق استعداداً للموسم الجديد، واكتفت حتى الآن بالتعاقد مع البرازيلي «باولينيو» القادم من الدوري «الصيني».

وحتى الآن لم تنجح إدارة «بارتوميو» في الحصول على أي من أهدافها خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالي، حيث تواجه مساعيهم للتعاقد مع البرازيلي «كوتينيو» من «ليفربول» الإنجليزي والفرنسي «عثمان ديمبلي» من «بوروسيا دورتموند» الألماني، مصاعب كثيرة تكاد تجعل من الحصول على خدماتهما أمراً مستحيلاً، ومن قبلهم فشلت الإدارة في التعاقد مع الإيطالي «ماركو فيراتي» نجم خط وسط «باريس سان جيرمان» الفرنسي.

والأمر الأهم، أن «برشلونة» بات قريب من خسارة نجمه الأول «ميسي» الذي يرفض حتى الآن تجديد تعاقده مع النادي، والذي ينتهي في شهر يوينو من العام المقبل، وبالتالي يحق له  التوقيع مع أي ناد، في شهر يناير 2018 على أن ينتقل إليه رسمياً دون موافقة «برشلونة» أو حتى مقابل مادي يحصل عليه بنهاية الموسم الجاري.

ويتربص نادي «مانشستر سيتي» الإنجليزي بالنجم الأرجنتيني «ميسي» ويراقب عن كثب موقفه مع «بارشلونة»، حتى أن إدارته أعلنت استعداداها دفع الشرط الجزائي الخاص بعقده البالغ 300 مليون يورو، ومنح راتب أسبوعي يصل إلى 500 ألف دولار.