«سليماني» يحذر من خطر الفتنة الطائفية داخل إيران

الاثنين 21 أغسطس 2017 07:08 ص

أقر قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» «قاسم سليماني»، الأحد،  بوجود معارضة داخلية، وأخرى خارجية من أصدقاء بلاده حول التدخل في سوريا، في حين أن المرشد الإيراني «علي خامنئي» اختار المصالح، بغض النظر إذا ما كان التدخل دفاعا عن ديكتاتور أو عدمه.

وكشف «سليماني» خلال خطاب في طهران، للمرة الأولى، عن وجود معارضة داخلية على مستوى عال في إيران حول تدخل إيران العسكري في سوريا والعراق، وقال: إن «أصدقاء على مستوى عال في الداخل والخارج قالوا لنا لا تتدخلوا في القضية السورية والعراقية ودافعوا عن الثورة بطريقة محترمة».

وأشار «سليماني» إلى تصريحات مسؤول إيراني رفيع يعارض فكرة التدخل في سوريا وذكر في هذا الصدد: أحدهم قال «هل نذهب للدفاع عن ديكتاتور؟ وعندها رد المرشد الإيراني قائلا: هل ننظر في علاقاتنا مع الدول الأخرى إلى من يكون ديكتاتورا ومن يكون غير ذلك، يجب علينا اختيار المصالح»، وفق ما نقلت عنه وكالة «فارس» الناطقة باسم «الحرس الثوري».

وفي إشارة إلى قيام قوات عسكرية إيرانية بمهام قتالية في سوريا والعراق زعم «سليماني» أن بلاده «ربطت بين طائفتي السنة والشيعة» مشددا على أن بلاده «بلغت قوة غير مسبوقة» بسبب ما اعتبره دور «خامنئي» «المؤثر».

وتقود قوات «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني ائتلافا من مقاتلين إيرانيين وأفغان وباكستانيين إضافة إلى «حزب الله» اللبناني وميليشيات عراقية منذ ست سنوات في سوريا.

ونفى «سليماني» أن تكون بلاده ميزت بين مصالحها ومصالح العراق، أو بحثت عن السيطرة على آبار النفط ومدينتي «الموصل» و«كركوك» في العراق، كما نفى أن تكون قواته حصلت على مقابل مادي لقاء مشاركتها خارج الحدود.

وفي 29 من مارس/آذار 2014 ادعى «سليماني» خلال خطاب دافع فيه عن دور قواته في المنطقة، أن «الهلال الشيعي ليس سياسيا إنما هو اقتصادي، أهم قضية في العالم اقتصادية» زاعمًا أن 70% من نفط العالم في مناطق «تقطنها غالبية شيعية».

ومنذ الكشف عن سقوط مقاتلين من الحرس الثوري نفت طهران وجود قوات لها في سوريا، لكنها لاحقا قالت إن قواتها العسكرية تقوم بدور «استشاري» في العراق وسوريا بطلب رسمي من حكومات البلدين.

وشيعت إيران خلال السنوات الماضية مئات المقاتلين تحت عنوان «مدافعي الأضرحة»، والتسمية تحمل دلالات دينية تزعم إيران بموجبها أن قواتها تدافع عن مقامات أولياء الشيعة في سوريا والعراق، وبحسب آخر إحصائية وردت على لسان رئيس منظمة «الشهيد» الإيرانية «محمد علي شهيدي» في بداية مارس/أذار الماضي، فإن عدد خسائر القوات الإيرانية بلغ 2100 قتيل في سوريا والعراق، ويرفض «الحرس الثوري» منذ ست سنوات الكشف عن خسائره في الأرواح فضلا عن النفقات المادية.

وردا على اتهام إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة قال «سليماني»: «نحن بالطائفة منعنا الحرب الطائفية وليس القوة العسكرية، عندما يتمكن نظام من حل القضايا القومية واللغوية هذا مصدر ثبات وكان المرشد سبب التوصل إلى هذا المناخ».

ورغم تأكيد «سليماني» على «ربط المذهبين الشيعي والسني» في سوريا والعراق فإنه في الوقت نفسه، حذر من «خطر الفتنة الطائفية» في الداخل الإيراني، وطالب بتفعيل دور المساجد في إيران لـ«تأهيل» مقاتلين للقوات «المدافعة عن الحرم»، وقال: «نواجه خطر الفتنة الطائفية في الداخل الإيراني» دون ذكر التفاصيل.

وإشارة «سليماني» إلى خطر الفتنة الطائفية تأتي بعد أيام من انتقادات تحت قبة البرلمان الإيراني بسبب عدم توجيه دعوة إلى رموز أهل السنة في إيران لحضور مراسم «اليمين الدستورية» للرئيس الإيراني «روحاني»، على الرغم من تأييد «روحاني» من قبل شخصيات سنية في حملة الانتخابات الرئاسية مايو/أيار الماضي.

وأثار «روحاني» ونائبه الأول «إسحاق جهانغيري» خلال حملات الانتخابات الرئاسية ملف أهل السنة ووعد «روحاني» برفع التمييز وتقسيم موارد البلد في مناطق أهل السنة منتقدا حلفاءه المحافظين بسبب التعامل الأمني مع ملف السنة في إيران.

وكانت مواقف «روحاني» أثارت ردود فعل متباينة في إيران، وتقدم «خامنئي» قائمة منتقدي مواقف «روحاني» في الانتخابات محذرا إياه من إحداث زلزال كبير في إيران.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران العراق فيلق القدس الحرس الثوري روحاني سليماني خامنئي سنة شيعة شهيدي فتنة طائفية