السعودية تخطط لـ«انقلاب القصر» إذا لم تستجب قطر لمطالبها

الاثنين 21 أغسطس 2017 11:08 ص

سلطت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية الضوء على الشيخ «عبدالله بن علي آل ثاني» المنتمي لأحد أفرع الأسرة الحاكمة في قطر، والمقيم بالسعودية، معتبرة أن الزج به في الأزمة الخليجية يمثل محاولة من دول الحصار التي تقودها المملكة لإجبار الدوحة على تقديم تنازلات، حيث تخطط السعودية لما يسمى بـ«انقلاب القصر»، إذا لم ترضخ قطر لمطالبها.

واعتبرت الوكالة في تقرير لها أن الظهور المفاجئ للشيخ «عبدالله آل ثاني» الذي وصفته بغير المعروف، يجسد تطورا مذهلا، لاسيما بعد أن نفت السعودية وحلفاؤها نواياها حول تغيير القيادة القطرية، مشيرة إلى أن بعض وسائل الإعلام العربية وصفت اجتماعات الشيخ القطري، مع الملك «سلمان بن عبدالعزيز» في مقر إجازته بطنجة ثم الأمير «محمد بن سلمان» في جدة، بأنها انتصار للجهود الدبلوماسية، رغم إعلان الحكومة القطرية أن الشيخ كان في زيارة شخصية.

وأسفر لقاء الشيخ «عبدالله بن علي آل ثاني» مع الأمير «بن سلمان» نهاية الأسبوع الماضي، عن قرار ملكي سعودي بالسماح للحجاج القطريين بدخول الأراضي السعودية عبر المنفذ البري المغلق في ظل قرار مقاطعة الدوحة.

وقال «عبدالله آل ثاني»، على حسابه على موقع «تويتر»«شكراً يا خادم الحرمين، وشكراً يا ولي العهد، على استقبالكم وإكرامكم أخاكم وقبول وساطته».

وبحسب التقرير، قال الأكاديمي الإماراتي «عبدالخالق عبدالله» ومستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، إن الترويج للأمير القطري على الأرجح يشكل جزءًا من خطة لممارسة المزيد من الضغط على أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، الذي رفض التجاوب لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

وأضاف «عبدالله»: أن المملكة لديها العديد من أدوات الضغط التي لم تستخدمها حتى الآن، لكن التحالف لا يتبع سياسة تستهدف تغيير القيادة القطرية، متابعًا قوله: «إنه لا يعتقد أن التحالف يتبع حاليا سياسة لتغيير القيادة القطرية، ولكن إذا قررت السعودية أن هناك حاجة لذلك، يمكنها تعبئة شبكة دعم داخل المجتمع القطري والأسرة الحاكمة لتحفيز انقلاب القصر».

كما أكد التقرير أن الشيخ «عبدالله آل ثاني» هو سليل من فرع العائلة الحاكمة القطرية، والذي كان في السلطة لعقود من الزمن حتى عام 1972، لافتًا إلى أنه قد تم إعدامه شقيقه، عام 1972، من قبل جد الشيخ تميم.

وبحسب «بلومبيرغ»، تحول الشيخ القطري إلى أكثر الشخصيات شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في غضون ثلاثة أيام فقط، حيث اجتذب حسابه الشخصي أكثر من 250 ألف متابع، كما وصفته صحيفة «البيان» الإماراتية بأنه صوت العقل، وبأنه شخص مقبول على نطاق واسع داخل أسرة «آل ثاني» على وجه الخصوص، والقطريون بشكل عام.

يفتقر للدعم

ومن جانبه، قال «أندريس كريغ»، المحاضر في قسم الدراسات الدفاعية في كلية «كينجز» بلندن، إن الشيخ «عبدالله آل ثاني» هو رجل أعمال ولديه مصالح تجارية في الخليج والمملكة المتحدة، لكنه يفتقر إلى الدعم العام الذي من شأنه أن يساعده على دفعه إلى السلطة.

وشدد «كريغ»، على أن ظهوره يمثل وسيلة لإخبار القادة القطريين والقوى العالمية بأن الأزمة لم تنته بعد.

وأضاف: «خلال الأسبوعين الماضيين كنا نعتقد أننا سنشهد تراجعا في الأزمة، لأن الأمريكيين يركزون على السعوديين لتقديم بعض التنازلات للتوصل إلى اتفاق».

وتلعب الكويت دور الوسيط بين الدول المقاطعة لقطر والدوحة منذ اندلاع الأزمة في 5 يونيو/حزيران من العام الجاري، حينما أعلنت السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة.

واتهمت الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الداخلية واستهداف أمن واستقرار المنطقة، وهو ما نفته الدوحة بشدة. 

وتبارى الإعلام السعودي خلال الفترة الأخيرة في تعداد إنجازات «عبد الله آل ثاني» وتلميعه، حيث قالت صحيفة «سبق» إن «الرجل هو أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر»، وجده هو ثالث حكام قطر الشيخ «عبدالله بن جاسم آل ثاني»، ووالده رابع حكام قطر الشيخ «علي بن عبدالله آل ثاني»، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ «أحمد بن علي آل ثاني».

وكانت فضائية «العربية» السعودية قد أعدت تقريرا عن الرجل وصفته فيه بأنه «سلسال أسرة باني قطر الحديثة»، وقالت إنه يحظى بقبول داخل الأسرة الحاكمة في قطر.

ولم تتوقف وسائل الإعلام في الدول التي تحاصر قطر عن الترويج للشيخ «آل ثاني» المعروف بقربه من ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، وهو تلميع دلل، بحسب مراقبين، على تمسك تلك الدول بسيناريو إجراء مخطط انقلابي في الدوحة.

ووصف موقع «صدى البلد» المصري المؤيد بقوة للنظام الحاكم، «آل ثاني» بأنه «الحاكم الشرعي لقطر».

وكان المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، تحدث في 24 يوليو/تموز الماضي، عن أن ولي العهد السعودي استضاف شخصية قطرية من أسرة «آل ثاني» ليكون له دور في مخطط الإطاحة بأمير قطر، دون الكشف عن هوية تلك الشخصية آنذاك.

  كلمات مفتاحية

قطر السعودية عبدالله آل ثاني