الجزائر: الجيش سيظل جمهوريا ولن يحيد عن مهامه الدستورية

الأربعاء 23 أغسطس 2017 07:08 ص

أكد الفريق «أحمد قايد صالح»، رئيس أركان الجيش الجزائري، نائب وزير الدفاع، الأربعاء، أن الجيش لن يحيد أبدا عن القيام بمهامه الدستورية، وسيواصل جهوده الرامية إلى تطوير قدراته، وسيظل يشكل دوما حصنا منيعا من حصون الثبات على العهد.

وقال «قايد صالح» في كلمته التوجيهية خلال اليوم الأول من زيارته لمقر الناحية العسكرية الخامسة بولاية قسنطينة شرقي البلاد: «فتثبيتا لمقومات هذه الغايات الكبرى والنبيلة، سيظل الجيش الوطني الشعبي، مثلما أكدنا على ذلك مرارا وتكرارا، جيشا جمهوريا، ملتزما بالدفاع عن السيادة الوطنية وحرمة التراب الوطني (...)»، بحسب «الأناضول».

وفسر بعض المتابعين للشأن الداخلي الجزائري، كلام «قايد صالح» على أنه رد على الدعوات التي بدأت تلوح في الافق مطالبة الجيش بالتدخل لوضح حدا لحالة «الاحتقان السياسي» التي تعيشها الجزائر، على خلفية التخبط والارتباك الظاهر على السلطة، بدليل عزل رئيس الوزراء السابق، «عبدالمجيد تبون»، بعد 80 يوما من تعيينه في منصبه.

وكانت أحزاب معارضة ومحللون سياسيون تحدثوا عن شغور في السلطة بسبب مرض رئيس البلاد، «عبدالعزيز بوتفليقة»، بينما دعا سفيان جيلالي، رئيس حزب جيل جديد، صراحة إلى تطبيق المادة 102 من الدستور.

ومن بين ما تنص عليه هذه المادة أنه في «حالة استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه، بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع. ويعلن البرلمان، المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا، ثبوت المانع لرئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي أعضائه، ويكلف بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة أقصاها 45 يوما رئيس مجلس الأمة الذي يمارس صلاحياته مع مراعاة أحكام المادة 104 من الدستور».

وبحسب الكاتب السياسي التونسي في القدس العربي، الأربعاء فقد دل القرار المفاجئ بعزل رئيس الحكومة الجزائرية «عبدالمجيد تبون»، بعد أقل من 3 أشهر على تسميته في هذا المنصب، على أن الرئيس «عبدالعزيز بوتفليقة» (80 عاما) أصيب بأعراض مرض «بورقيبة»، الذي بات في أواخر سنوات حكمه، يعين رؤساء وزارات ووزراء، ثم لا يلبث أن يعزلهم.

والأرجح أن «بوتفليقة» الذي أصيب بجلطة عام 2013 فقد على إثرها القدرة على الحركة، لم يعد قادرا على مباشرة مهامه الرئاسية، وأن المقربين منه باتوا الماسكين الحقيقيين بزمام القرار، تماما مثل حال «بورقيبة» الذي ترك حاشيته تدير الدولة باسمه، فيما هو غارق في شبه غيبوبة.

كما يدل اختيار «أحمد أويحيى» خلفا لـ«تبون» على أن المربع المحيط بالرئيس استكمل وضع مركز القرار في قبضته، إذ كان «أويحيى» يشغل منصب مدير الديوان الرئاسي، وهو حليف قوي لشقيق الرئيس «سعيد بوتفليقة».

ويجوز القول إن هذا المربع استطاع التخلص من رئيس الحكومة الأسبق «عبدالمالك سلال»، بعدما خشي من أن تكون لديه طموحات رئاسية، ثم تخلص من «تبون»، الذي فتح معركة الفساد، متعمدا قصقصة أجنحة رجال الأعمال المقربين من غريمه «سعيد بوتفليقة»، وفي مقدمهم رئيس منظمة أرباب العمل علي حداد.

المصدر | الخليج الجديد+وكالات

  كلمات مفتاحية

الجزائر الجيش قايد صالح قسنطينة تبون بوتفليقة الدستور بورقيبة بويحيي سعيد بوتفليقة شيخوخة