«بلومبيرغ»: انهيار تحالف «الحوثي» و«صالح» لن ينقذ اليمن من الفوضى

الجمعة 25 أغسطس 2017 10:08 ص

انفجرت الخلافات في معسكر تحالف المتمردين اليمنيين الحوثيين الشيعة مع القوات الداعمة للرئيس السابق «علي عبد الله صالح»، مما أحيا الأمل من جديد لمحاولة التحالف الذي تقوده السعودية للسيطرة على البلد الذي مزقته الحرب.

واتهم الحوثيون الرئيس «صالح» بإجراء محادثات سرية مع الإمارات العربية المتحدة، حليفة السعودية والعضو في التحالف. ويقول الحوثيون إن «صالح»، الذي ينفي التهمة، قد تجاوز «الخطوط الحمراء»، وندد بالحوثيين واصفا إياهم بـ «الميليشيات»، وهو مصطلح يستخدمه السعوديون للطعن في شرعيتهم.

وقد يدفع العنف المتصاعد اليمن، وهي بلد غير مستقرة لم تتوحد إلا عام 1990، إلى التفكك تماما، وقد أصبحت دولة فاشلة تقع في جنوب أكبر مصدر للنفط في العالم، ويقع على أطرافها شريان بحري رئيسي. وقد سيطر هذا الصدع غير المعتاد في معسكر المتمردين على تجمع الخميس الداعم لصالح، الذي لا يزال يحظى بدعم قوي في العاصمة صنعاء.

وقال عبد الباري طاهر، المحلل المستقل في العاصمة، إن أى انهيار للتحالف بين الحوثيين وصالح قد يؤدي إلى «حرب مفتوحة من الجميع ضد الجميع». وأضاف: «وسوف يستفيد التحالف الذي تقوده السعودية من أي صراع بين صالح والحوثيين، لكن هذا سيسبب كارثة إنسانية في صنعاء».

أرض مقسمة

وفي خطاب تلفزيوني الأربعاء، انتقد «صالح» الحوثيين لوصفهم حزبه بالخونة، وحثهم على «تهدئة رجالهم المجانين». كما ناشد الهدوء بين مؤيديه، وقال إن التجمع كان يهدف إلى دفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بشأن إنهاء الحرب.

وفي التظاهرة التي شهدت إطلاقا كثيفا للنار بشكل احتفالي بدلا من العنف، هدد «صالح» بحشد الآلاف من المقاتلين إذا لزم الأمر. ودعا إلى مراجعة التحالف مع الحوثيين من أجل إقامة «شراكة حقيقية» و«مصالحة شاملة» بين جميع القوى، وفق تصريحات قرأها نيابة عنه أحد كبار أعضاء حزبه. كما تعهد بمواصلة مواجهة التحالف الذي تقوده السعودية.

وعلى مدى العامين الماضيين، انقسم الجار الجنوبي للمملكة إلى معسكرين، واحد مع حكومة الرئيس المنتخب المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي، ومعسكر في عدن للحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على صنعاء وما حولها في الشمال. وقد أدى التحالف الذي تقوده السعودية والذي شكل عام 2015، لمحاولة إعادة هادي، إلى تدمير الكثير من المناطق في البلاد بالضربات الجوية، واستغل مقاتلو القاعدة الفوضى لتوسيع موطئ قدمهم في شبه الجزيرة العربية.

وقد دعا وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات، «أنور قرقاش»، الأربعاء، «صالح» وحزبه لقطع علاقاتهما مع الحوثيين، ومن المرجح أن يؤدي هذا فقط إلى توسيع انقسامات اليمن.

وقال «قرقاش» على تويتر إن المؤتمر الشعبي العام أمام «اختبار تاريخي»، ويجب أن يقرر «التراجع عن التمرد» في العاصمة اليمنية، وليكن قرارهم «لمستقبل اليمن».

تحالف هش

وكان التحالف بين المتمردين وصالح «زواج مصلحة»، وقبل أن يطاح بصالح عام 2012 في انتفاضات الربيع العربي، قاتل الرئيس السابق الحوثيين مرات عديدة.

وقال «ماجد المذحجي»، المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، في اتصال هاتفي، إن التحالف الذي تقوده السعودية يحاول كسر تحالف (الحوثي-صالح) منذ 3 أعوام. ولم تكن حكومة هادي ومؤيديه فعالة. وليس هناك خيار آخر الآن سوى التعامل مع «صالح».

وقد ساعد دعم الرئيس السابق للحوثيين في منع انتصار السعودية الحاسم في ما يعتبر حربا بالوكالة ضد إيران. وأطلق القتال العنان لمذبحة واسعة النطاق وكارثة إنسانية لم يلحظها الكثيرون من العالم بعد أن استمرت الحرب.

وفي حين نجت صنعاء من الكثير من القتال، فإن 27 مليون شخص في باقي أنحاء البلاد لم يفعلوا ذلك. وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، «ستيفن أوبراين»، في بيان صدر في 18 أغسطس/آب، إن ما يقرب من 7 ملايين يواجهون خطر المجاعة، و16 مليونا يفتقرون إلى المياه العذبة.

المصدر | بلومبيرغ

  كلمات مفتاحية

الحوثي صالح حرب اليمن السعودية