«إيكونوميست»: ما الذي تعنيه صداقة مصر والإمارات المفاجئة مع «حماس»؟

الاثنين 28 أغسطس 2017 08:08 ص

في عام 2005، عندما انسحبت (إسرائيل)، جنودا ومستوطنين، من القطاع، شعرت مصر بالقلق كونها ستصبح مسؤولة عن الإقليم الذي تعتبره مسؤولية كبيرة، وفي الآونة الأخيرة، أصبحت «حماس»، وهي جماعة فلسطينية تتبع نهج جماعة «الإخوان المسلمون» في مصر، عدوا لمصر، بل إن مصر قد قبلت بتعليمات (إسرائيل) بوضع قيود على تدفق البضائع والأشخاص عبر حدود غزة، وقامت بتدمير أنفاق التهريب، وتركت القطاع تحت الحصار الشاق.

ويصبح من الغريب إذن أن تستعد مصر الآن لإنقاذ غزة، حيث تقوم بتجديد المعبر الحدودي في رفح وتخفيف القيود، حيث عبر الحجاج الفلسطينيون، المتوجهون إلى مكة، إلى مصر الأسبوع الماضي، إلى جانب وفد من «حماس»، كما يتدفق الوقود بطريقة جيدة الآن، وتعهدت مصر بضخ المزيد من الكهرباء إلى القطاع.

ومن الغريب أن تعمل «حماس» أيضا مع دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعارض الإسلاميين بشدة، وتعتبر «الإخوان» منظمة إرهابية، كما تفعل مصر.

ويبدو أن الإمارات ترغب في زيادة نفوذها في غزة على حساب قطر التي تتعرض لعزلة من قبل العديد من الدول العربية، بسبب دعمها للإسلاميين.

وأعلنت حماس في مايو/أيار إنهاء ارتباطها بجماعة «الإخوان»، كما حضر مسؤولون من «حماس» محادثات في مصر مع «محمد دحلان»، الفلسطيني المفضل لدى الإمارات، وكرئيس سابق للأمن في فلسطين، سبق أن قام «دحلان» بالتصعيد ضد «حماس»، ووصفها بأنها «مجموعة من القتلة واللصوص»، وبعد فوز «حماس» في انتخابات عام 2006، حاول إسقاط الحكومة في غزة، وفي نهاية المطاف طردته «حماس» عام 2007، لكن يوضح ممثل الحركة في القاهرة: «في السياسة، لا شيء دائم».

وكانت المحادثات التي استؤنفت الأسبوع الماضي مثمرة بشكل مثير للدهشة، وقد عرضت الإمارات على «حماس» دفعات مالية بقيمة 15 مليون دولار شهريا، ما يساعدها بشدة على تخفيف المعاناة في غزة.

وقالت حماس، بدورها، إن رجال «دحلان» يستطيعون العودة، على الرغم من أن معظمهم لم يقدموا الكثير من منصاتهم الفخمة في أبوظبي والقاهرة من أجل البؤس في غزة.

وتتبنى حركة «حماس» الجهاديين، لكنها تتصدى لأنشطتهم على الحدود مع مصر، ومن شأن ذلك أن يسعد الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» الذي يعاني من التمرد الجهادي في شمال سيناء، وأصبحت «حماس» نفسها ضحية، في 17 أغسطس/آب، حين فجر جهادي نفسه في غزة، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد من حرس الحدود.

وكانت تقارير قد أفادت بأن أمريكا سوف تحجب المساعدات عن مصر بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، لكن ذلك لم يمنع «السيسي» من لقاء «جاريد كوشنر»، صهر الرئيس «دونالد ترامب» وأحد أقرب مستشاريه، في 23 أغسطس/آب، وناقش الجانبان عملية السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين، و(إسرائيل)، من جانبها، سعيدة بهذا الدور من قبل مصر للعمل مع «حماس» في غزة، طالما أن القطاع لا يشكل أي تهديد.

لكن من غير المحتمل التوصل إلى سلام أوسع، وهناك الكثير من الانقسام في حركة «فتح» بين رجال موالين لـ«دحلان»، وآخرين موالين لـ«محمود عباس»، ويشعر «عباس»، الذي يعاني عزلة متزايدة، بالضيق من اجتماع «دحلان» و«حماس» معا في غزة، وقد قطع تمويل الكهرباء والرواتب في الإقليم.

وقد يكون المسؤولون المصريون غاضبين من «عباس» بسبب رفضه جهود مصر لتحقيق المصالحة بين «فتح» و«حماس»، لكنهم لا يريدون المضي قدما بدونه، خشية أن يقوضوا الحكومة الفلسطينية المتفككة، وقد تخفف مصر الحصار الذي تفرضه على غزة قليلا، لكنها قد تضطر للانتظار في مسألة إعادة التأهيل الشاملة.

  كلمات مفتاحية

مصر حماس الإمارات قطر سيناء

«هنية» يغادر غزة في جولة خارجية لدول عربية وإسلامية