«لافروف» ينهي جولته «الاستعراضية» بلا مبادرات لتسوية الأزمة الخليجية

الخميس 31 أغسطس 2017 01:08 ص

أنهى وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، اليوم الأربعاء، جولته الخليجية التي شملت الكويت والإمارات وقطر، دون طرح مقترحات جديدة لتسوية الأزمة الخليجية، مكتفيا بتجديد دعمه للوساطة الكويتية ودعوته للحوار والبحث عن حلول وسط.

وفي هذا الإطار، رأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط، «دميتري فرولوفسكي»، أن جولة «لافروف» كانت استعراضية لإظهار وجود روسيا في المنطقة دون أي تداعيات على الأزمة الخليجية.

وقال «فرولوفسكي» لـ(العربي الجديد): «كان الهدف من الجولة هو الإظهار أن روسيا مهتمة بتسوية الأزمة الخليجية، ولكن عليها التزام الحياد في ظل مصالحها مع مختلف أطراف الأزمة».

وأكد وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي في ختام زيارته إلى الدوحة أنه سيزور السعودية والأردن في مطلع سبتمبر/أيلول المقبل.

وحول أسباب عدم إدراج السعودية ضمن جولة «لافروف» الخليجية، قال «فرولوفسكي»«لا تنفصل الزيارة إلى السعودية عن سياق الجولة الخليجية، ولكن قرار زيارتها خارج إطار الجولة يعود إلى اعتبارات براغماتية لإصدار رسالة بأن الرياض تحظى بمكانة خاصة في ظل ثقلها الإقليمي ودورها في سوق النفط العالمية».

وأضاف في ذات السياق: «إذا كان لافروف زار السعودية ضمن جولته، لكان ذلك ألحق ضررا كبيرا بالعلاقات الثنائية بين موسكو والرياض».

ورغم أن «لافروف» استهل جولته بالتأكيد من الكويت على استعداد بلاده لتقديم دعم في إطار المبادرة الكويتية لتسوية الأزمة دون منافسة أحد، إلا أنه لم يجدد طرح هذه المسألة أثناء زيارتيه إلى الإمارات وقطر.

ولم يرد ذكر الأزمة الخليجية في المؤتمر الصحفي الذي عقده «لافروف» مع نظيره الإماراتي، «عبدالله بن زايد آل نهيان»، في أبوظبي، بل تطرق الوزيران إلى قضايا سوريا وليبيا والعراق واليمن وحتى كوريا الشمالية.

ومع ذلك، ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أن الجانبين الروسي والإماراتي بحثا الأزمة الخليجية خلف أبواب مغلقة.

وفي ختام زيارة «لافروف» إلى الدوحة ولقاءاته مع أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، ووزيري الخارجية «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، وشؤون الدفاع «خالد العطية»، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا أكدت فيه أن المحادثات تطرقت إلى الأزمة الخليجية، لكن دون الإشارة إلى أي دور محتمل لموسكو في تسويتها.

تجاهل جهود الوساطة

وأمس الأربعاء، أشار وزير الخارجية القطري إلى أن دول الحصار (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) تجاهلت جهود الوساطة الكويتية، موضحا أن بلاده هي الدولة الوحيدة التي ردت على رسائل أمير الكويت بشأن الأزمة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع «لافروف»، أكد أن الدوحة تدعم حوارا بناء لتسوية الأزمة، مشددا على أن الهدف منه هو «رفع الحصار وإنهاء الأزمة، وليس الحوار من أجل الحوار فقط».

وأكد «لافروف» أن «موسكو مستعدة للمساهمة في جهود الوساطة لتسوية الأزمة إذا كانت الأطراف ترى الدور الروسي مفيدا»، معتبرا أن «هناك أسسا كافية لبدء الحوار».

وتابع: «لقد بحثنا مع الأمير مختلف المسائل الإقليمية والدولية إضافة إلى العلاقات الثنائية.. إنه مصمم على تسوية كافة قضايا المنطقة، وإنها مقاربة صائبة ونحن ندعمها».

وعبر «لافروف» عن قناعته بضرورة «البحث عن حل للأزمة القطرية على أساس مقاربات مقبولة للجميع، مع التخلي عن الخطاب العدائي الهدام».

وأوضح أن الطريق الأنسب هو تسوية الأزمة في إطار «مجلس التعاون الخليجي»، قائلا: «نحن لا نتولى مهمات الوساطة، فهناك الوساطة الكويتية».

واستطرد قائلا: «أكدنا دعمنا لمهمة الوساطة التي يتولاها أمير الكويت، وسنكون مستعدين للمساهمة في رفد هذه الجهود، إذ اعتبرت الأطراف ذلك أمرا مفيدا».

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن «لافروف» سيزور قطر، والكويت، والإمارات، لبحث الأزمة الخليجية وحصار قطر.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران الماضي علاقاتها مع قطر وفرضت عليها إجراءات عقابية بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة بشدة.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا قطر الإمارات السعودية لافروف الأزمة الخليجية