خطوط الطاقة..القشة التي قصمت ظهر العلاقات التركية الألمانية

الخميس 31 أغسطس 2017 03:08 ص

يتصاعد التوتر يوما بعد يوم بين تركيا وألمانيا، ويعتقد مراقبون أن العلاقات بين البلدين الآن في أسوأ حالاتها على مر التاريخ، مرجعين ذلك إلى التنافس بين البلدين على خطوط الطاقة.

وفي مقاله في جريدة «خبر ترك» التركية، قال الكاتب الصحفي «فاتح ألطايلي» إنه «عند النظر إلى السيوف المسلولة بيدي الجانبين، والتصريحات شديدة اللهجة بينهما من غير الممكن أن نتوقع توجه العلاقات نحو الأفضل خلال الفترة القريبة القادمة. على العكس تمامًا، احتمال تفاقم الوضع يبدو أكبر بكثير».

وانتقد «ألطايلي» وجهة النظر التي تقول إن «البعض في تركيا يقول إن ألمانيا تغار من تركيا، ويرجع الأمر إلى انزعاج مطاري ميونخ وفرانكفورت وشركة لوفتهانزا في  ألمانيا على الأخص من بناء المطار الثالث في إسطنبول».

وأوضح «ألطايلي» أنه لا يعتقد أن «المطار الثالث أثار انزعاج ألمانيا لدرجة جرها إلى هذا الحد من العدوانية».

خطوط الطاقة

 وحسب الاستاذ «غوركان كومبار أوغلو»، رئيس «مركز أبحاث سياسة الطاقة» في جامعة «بوغاز إيجي»، فإن «سبب هذه الغيرة هو خطوط الطاقة».

ووفقا لـ«كومبار أوغلو» فإن «سياسة التوتر المتبادل مع ألمانيا ذات بعد شديد الأهمية يتعلق بالطاقة».

ويقول في هذا الصدد: «حسب دراسة موّلتها وزارة الخارجية الألمانية ونشرتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، فإن مشروع السيل الشمالي الثاني، الذي سينقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا سيجعل من الأخيرة عاصمة الغاز الطبيعي بالنسبة لأوروبا. عقب نشر الدراسة مباشرة جرى تعديل وزاري نُقل بموجبه وزير الاقتصاد والطاقة الألماني إلى منصب وزير الخارجية».

ويرى «كومبار أوغلو»، أن «هنا تكمن القشة التي قصمت ظهر البعير؛ لأن تركيا تضع مشروع السيل الشمالي الألماني خارج اللعبة بسبب دورها في نقل الغاز الطبيعي من روسيا وإسرائيل إلى أوروبا عبر مشروعي السيل الجنوبي وتاناب (مشروع لنقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر تركيا)».

ويضيف: «يمكننا القول إن مشروع السيل الشمالي الثاني منافس مباشر لمشروع السيل التركي ومشاريع الغاز الطبيعي التي ستصل أوروبا عبر تركيا. استمرار إنشاء خطي تاناب والسيل التركي، والحديث عن نقل الغاز الإيراني والإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا مستجدات تضع مشروع السيل الشمالي الثاني في مأزق حرج».

صدام المصالح

ويستطرد «كومبار أوغلو» قائلا: «نجم عن كل ذلك صدام مصالح بين تركيا وألمانيا على صعيد الطاقة. وتتفوق تركيا على ألمانيا في هذا الصدام بسبب موقعها الجغرافي، فهي توفر لأوروبا تنوعًا في المصادر. وهذا التنوع يشكل ميزة هامة بالنسبة للاتحاد الأوروبي في تأسيس سوق تنافسية وتأمين التوريد. ومن هنا يأتي توتر العلاقات بين البلدين».

ويشير إلى أن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي «تعارض مشروع السيل التركي؛ لأنه يوطد سيطرة روسيا واحتكارها لسوق الطاقة. وهذا ما يفقد ألمانيا أعصابها».

كانت دول أوروبية عدة شنت هجوما على الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بسبب التعديلات الدستورية التي بادر إليها من جهة، وبسبب حالة الطوارئ التي أعلنها أنقرة من جهة أخرى، في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها البلاد في يوليو/تموز 2016.

وتشهد العلاقات بين تركيا وألمانيا توترا منذ منع برلين ساسة أتراك من القيام بحملات ترويجية للاستفتاء على تلك التعديلات الدستورية التي نقلت البلاد إلى النظام الرئاسي، ومنع أنقرة زيارة برلمانيين ألمان لجنود بلادهم في قاعدة «إنجرليك».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ألمانيا تركيا العلاقات التركية الألمانية السيل الشمالي السيل الجنوبي الغاز الطبيعي روسيا المطار الجديد التعديلات الدستورية

دبلوماسي ألماني: تركيا أوقفت متعاونا مع سفارتنا بتهمة "التجسس"