تلقى «نادي باريس سان جيرمان الفرنسي» صدمة كبيرة أفسدت عليه فرحته بما حققه في سوق الانتقالات الصيفية لعام 2017، والذي أغلق أبوابه منتصف ليل أمس الجمعة، بعدما أعلن «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم - يويفا» فتح تحقيق رسمي بشأن نشاطه الأخير وإنفاقه القياسي ولمعرفة ما إذا كان قد انتهك قواعد اللعب المالي النظيف.

وتنص قواعد اللعب المالي النظيف على عدم السماح للنادي بالإنفاق أكثر من دخله، ويستثنى من ذلك المصاريف الملاعب والبنية التحتية، في حين يدخل فيها كل الأجور سواء للاعبين أو الموظفين وباقي المصاريف التي تشمل تشغيل النشاط الكروي، ومخالفة تلك القواعد يعرض النادي لعدة عقوبات تبدأ بالغرامة المالية وتصل في بعض الأحيان إلى خصم نقاط من رصيده بالبطولة المحلية أو استبعاده من المشاركة في البطولات القارية. 

وأنفق «باريس سان جيرمان» خلال صيف هذا العام 238 مليون يورو، حيث تعاقد مع «البرازيلي نيمار دا سيلفا» بعدما سدد 222 مليون يورو الشرط الجزائي الخاص بعقده مع «برشلونة الإسباني» بالإضافة إلى «الإسباني يوري بيرتشيتشي» قادماً من «ريال سوسييداد» مقابل 16 مليون يورو.

كما فاجأ النادي الباريسي الجميع بإعلانه ضم النجم الشاب «كيليان مبابي» قادماً من «موناكو الفرنسي» على سبيل الإعارة لمدة عام مع وجود بند بإلزامية الشراء خلال صيف 2018، في صفقة لم يتم الكشف عن قيمتها المالية التي قدرها الخبراء بأنها تتراوح ما بين 180 إلى 220 مليون يورو.

وأصدر «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم - يويفا» بياناً رسمياً، قال فيه: «فتحت لجنة المراقبة المالية تحقيقا رسميا يتعلق بباريس سان جيرمان كجزء من المراقبة الحالية للأندية وفقا لقواعد اللعب المالي النظيف، وسيركز التحقيق على مدى التزام النادي بمتطلبات التوازن بين الدخل والإنفاق خاصة في ضوء أنشطة الانتقال الأخيرة له».

وأكد البيان أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن اللعب النظيف المالي يمثل آلية مهمة للإدارة الرشيدة بهدف ضمان الاستمرارية المالية لأندية كرة القدم الأوروبية، وأشار إلى أن لجنة المراقبة المالية ستجتمع بشكل دوري في الأشهر المقبلة لتقييم كافة الوثائق المتعلقة بالتحقيق.

ومن جانبها أعربت إدارة «نادي باريس سان جيرمان الفرنسي» عن اندهاشها من قرار التحقيق، وأصدرت بدورها بيان قالت فيه: «إن النادي مندهش نظراً لما أظهره من شفافية وتعاون كبير من أجل الالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف»، حيث اجتمع مديره العام «جون كلون بلان» لمدة 3 ساعات مع خبراء «يويفا» لإطلاعهم على كافة التفاصيل.

وأضاف: «نادي باريس سان جيرمان من مؤيدي قرار لوحة اللعب المالي في الاتحاد الأوروبي، وذلك لضمان أن تكون حسابات النادي متوافقة مع المعايير للعب المالي النظيف اعتبارًا من 30 يونيو 2018».

وتابع البيان: «قدمنا يوم 23 أغسطس الماضي البيانات التي تؤكد أن الصفقتين المنجزتين، مع برشلونة بخصوص نيمار، والتي كانت جارية مع موناكو بخصوص مبابي لم تخالفا اللوائح الخاصة بالموسم الجديد».

واختتم: «مع انضمام النجمين للفريق سوف يدخل النادي مرحلة جديدة من البناء، وسيكون لديه الكثير من الإيرادات في شتى المجالات، وكما هو الحال سوف يستجيب لكل أسئلة الهيئات الأوروبية».

وفي حال إدانة «باريس سان جيرمان» لن تكون هذه هي المرة الأولى التي يخالف فيها قواعد اللعب النظيف، حيث سبق وفرض عليه «يويفا» غرامة مالية بلغت قيمتها 60 مليون يورو عام 2014، وتم تقليص عدد لاعبيه الذين يحق لهم المشاركة في «دوري أبطال أوروبا» من 25 لاعباً إلى 21، وهو ما ينذر بتعرضه لعقوبات أكثر قسوة هذه المرة قد تصل خصم نقاط أو الاستبعاد من البطولة القارية.