أدان الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» التجربة النووية الجديدة التي قامت بها كوريا الشمالية في وقت مبكر اليوم الأحد، معربا عن تمنياته من «الاتحاد الأوروبي» أن يعتمد ردا موحدا وواضحا في وجه بيونغ يانغ.

وقال في بيان رسمي إن كوريا الشمالية لا تنفك عن خرق القانون الدولي والتعرض للسلام والأمن الدولي من خلال تجاربها الصاروخية المتكررة.

وعبر الرئيس الفرنسي عن دعم باريس لشركائها في المنطقة، داعيا أعضاء «مجلس الأمن الدولي» لاتخاذ الإجراءات المناسبة بأسرع وقت بحق نظام بيونغ يونغ.

وقال البيان: «على المجتمع الدولي أن يتصرف مع هذا الاستفزاز الجديد بحزم شديد من أجل إجبار كوريا الشمالية على استئناف طريق الحوار ومن دون شروط مسبقة ومن أجل حثها على تفكيك كامل برنامجها النووي والباليستي بشكل نهائي».

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين تدين بشدة التجربة النووية لكوريا الشمالية التي أجريت في وقت مبكر اليوم.

ودعت الخارجية الصينية في بيان لها على موقعها على الإنترنت، كوريا الشمالية إلى وقف أعمالها «الخاطئة» بعد أن أعلنت بيونغ يانغ أنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية متقدمة.

وقالت الوزارة إن الصين تعارض وتدين بشدة الأعمال التي تقوم بها كوريا الشمالية، وحثت بيونغ يانغ على احترام قرارات «مجلس الأمن الدولي».

بدورها، صرحت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بأنها تراقب تطور البرنامج النووي لكوريا الشمالية وهي لا تزال مستعدة للمساهمة في التسوية السلمية للوضع.

وقال الأمين العام للوكالة «يوكيا أمانو»، في بيان، إن الاختبار النووي الذي أجرته جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية اليوم هو عمل مؤسف للغاية، مضيفا أن هذا الاختبار الجديد، الذي يتبع الاختبارين في العام الماضي وهو السادس منذ عام 2006، يتجاهل تماما المطالب المتكررة للمجتمع الدولي.

وتابع البيان: «لا تزال الوكالة تتابع عن كثب التطورات في البرنامج النووي لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وهي مسألة تثير قلقا شديدا، ونحن لا نزال على استعداد للإسهام في حلها السلمي».

وفي ذات السياق، أعلن وزير الخارجية الياباني «تارو كونو»، أن طوكيو تعتزم الدعوة لعقد اجتماع طارئ لـ«مجلس الأمن الدولي» فيما يتعلق بالإجراءات النووية لكورية الشمالية، مؤكدا أن بلاده أعربت من خلال القنوات الدبلوماسية عن احتجاجها الشديد على بيونغ يانغ.

ونقلت قناة «إن اتش كيه» التليفزيونية عن وزير الخارجية الياباني قوله عقب اجتماع لـ«مجلس الأمن» إن هذا الأمر لا يغتفر على الإطلاق، قائلا: «نحن نعتزم تنسيق إجراءاتنا مع الدول المعنية لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي».

وقالت وزارة الدفاع اليابانية إنها أرسلت ما لا يقل عن 3 طائرات عسكرية من قواعد في اليابان لقياس الإشعاع، فيما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية أن الهزات في كوريا الشمالية كانت بقوة تفوق 10 أضعاف التجربة النووية السابقة.

وشنطن وسول تستعدان لرد عسكري

إلى ذلك، قالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، إن سول قد تقوم بنشر أضخم سلاح تكتيكي أمريكي على أراضيها ردا على تجارب كوريا الشمالية الأخيرة.

وقال مستشار الرئيس الكوري الجنوبي في المجال الأمني خلال اجتماع مجلس الأمن الكوري، إن كوريا الجنوبية تناقش إمكانية نشر أقوى الأسلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة ردا على التجربة النووية السادسة لكوريا الشمالية.

وأضاف: «كوريا الجنوبية تصر على دفع المزيد من الخطوات الرامية إلى عزل كوريا الشمالية، بما في ذلك العقوبات الجديدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

من جانبه، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن رئيسي أركان الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اتفقا في مكالمة هاتفية على بحث جميع الخيارات للرد العسكري على كوريا الشمالية في أقرب وقت.

وجاء في بيان رئيسي الأركان: «اتفق الطرفان على إعداد وتنفيذ إجراءات الرد العسكري من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في أقصر وقت ممكن».

وكانت كوريا الجنوبية، أعلنت في وقت سابق اليوم، أنها رصدت زلزالين في منطقة تبعد نحو 44 كلم شمال غرب بلدة كيل جو في كوريا الشمالية، مفترضة أن بيونغ يانغ نفذت اليوم تجربة نووية سادسة.

كما أكدت هيئة المسح الجيولوجي الصينية وقوع زلزالين في كوريا الشمالية، الأول بقوة 6.3 درجات والثاني بقوة 4.6 درجات، وذلك وفقا لـ«ـرويترز.

وكانت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قالت إنها رصدت زلزالا في كوريا الشمالية بقوة 6.3 درجات، وصنفت الحادث على أنه انفجار.

وأعلنت كوريا الشمالية في وقت سابق اليوم، أنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية صممت لتركيبها على الصاروخ الباليستي العابر للقارات الذي تم تطويره حديثا.

وقال التلفزيون الكوري الشمالي إن اختبار القنبلة الهيدروجينية جاء بأمر من الزعيم «كيم جونغ أون» وحقق نجاحا تاما وكان خطوة مهمة لاستكمال برنامج الأسلحة النووية في البلاد.

وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية أن الاختبار النووي لقنبلة هيدروجينية ربما أقوى بخمسة أضعاف من القنبلة الذرية التي أسقطت على مدينة ناغازاكي اليابانية في عام 1945.