حل «زين الدين زيدان» المدير الفني لنادي «ريال مدريد الإسباني» ضيفاً على برنامج «تيلي فوت» التليفزيوني بمناسبة مرور 40 سنة على البرنامج، وخلال تسجيل اللقاء معه لم يتمكن صاحب الأصول الجزائرية من السيطرة على دموعه على هربت منه بعدما شاهد لقطات قديمة لوالده.

وخلال البرنامج تحدث «زيدان» عن الكثير من الأحداث في مسيرته كلاعب وكمدرب من بينهما تتويجه مع «منتخب فرنسا» ببطولة «كأس العالم 1998» كما تحدث عن نطحته الشهيرة لـ«ماتيرازي» مدافع «منتخب إيطاليا» في نهائي مونديال 2006.

كان هذا قبل أن يقوم فريق إعداد البرنامج بعرض مقطع فيديو قديم لوالده «إسماعيل زيدان» وهو يتحدث عنه وعن مسيرته كلاعب، ليفقد «زين الدين» السيطرة على مشاعره ويبدأ في البكاء.

وقال المدير الفني لنادي «ريال مدريد الإسباني»: «والدي هو مَثَلي، والدي ووالدتي كانا دائما مرشدين لي في حياتي، وحين تصير أبا وتكون لديك حياة مهنية وحياة عائلية تعرف قيمة ذلك، أعتقد أنهما قاما بمهمتهما جيدا، علماني بشكل جيد وهذا ليس له ثمن، أحاول أن أطبق على أبنائي ما تعلمته من والدي ووالدتي».

ويقول «إسماعيل زيدان» عن ولده خلال مذكراته التي حملت عنوان «على طريق الأحجار»: «عرف من العبقرية الفرنسية كل شيء ولا شيء في آنٍ واحد، كل ما يتعلق بكرة القدم، بعض ما يتعلق بالحياة الحميمة.. بينما لا شيء من تاريخ عائلته يمت إليه بصلة».

وأضاف: «كان زيدان سيكون الطفل الأخير لدى والديه، فالطبيب كان صارماً مع مليكة إذ قال لها: جسدك منهَك للغاية، الحمل لمرة سادسة قد يكون خطراً، كنا خائفين بالفعل في حملها بعد أول طفل لنا.. رُزقنا حينها بليلى.. ابنتنا الوحيدة».

ويرى الأب أن «زيدان» أو «يزيد» كما يحب أن يناديه، قد اجتمعت فيه جميع قيم العائلة التحفظ، والحكمة، والشجاعة، والتواضع، ويقول: «استدعتني المعلمة لتسألني بشأنه:(ابنك لا يسمع له صوت في حجرة الدراسة)، ثم قالت شيئاً جعلني أصمت.. (إنه غني وجميل جداً).. أتذكر أنني غادرت المدرسة ضاحكاً».

ويضيف بأن مجاملة المعلمة خففت عنه، لأنه كان يفتقر إلى المال للاعتناء بأبنائه الذين قام بحلق شعورهم جميعاً، كان لديه خبرة في الحلاقة، فقد كان يقوم بحلاقة رأس والده وهو صغير، كان هذا في الماضي حينما كان يعيش في أغمون، الجزائر.

وتابع: «تعلم يزيد وإخوته وفهموا ضرورة احترام أصولهما الجزائرية، وكانت والدتهما تتحدث معهما بالفرنسية، بينما كان الأب يتحدث معهما بإحدى اللغات البربرية التقليدية، التي تذكرهم بأصولهم».

تجدر الإشارة إلى أن «زين الدين زيدان» ولد في 23 يونيو/حزيران 1972 بمدينة «مارسيليا الفرنسية» لأبوين جزائريين، هما «إسماعيل» و«مليكة»، ينتميان إلي منطقة القبائل في شمال الجزائر، وقد هاجرا عام 1960 إلى الضاحية الشمالية من «مارسيليا» حيث ولد ابنهما بعد 12 عاماً.

بداية زيدان مع كرة القدم كانت مبكرة جداَ وتحديداً في سن الخامسة حيث كان يلعب مع أطفال الحي، قبل أن يصبح أحد الأساطير في تاريخ كرة القدم.

وخلال مسيرته كلاعب كرة قدم تمكن «زين الدين زيدان» من التتويج مع «منتخب فرنسا» ببطولة «كأس العالم 1998» و«كأس أمم أوروبا 2000»، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم 3 مرات، مع الأندية توج مع «يوفنتوس» بـ«الدوري الإيطالي» مرتين و«كأس السوبر الإيطالي» و«كأس السوبر الأوروبي» و«كأس الإنتركونتيننتال»، ومع «ريال مدريد» حصد «الدوري الإسباني» و«كأس السوبر الإسباني» و«كأس السوبر الأوروبي» و«دوري أبطال أوروبا».

وعلى المستوى التدريبي، قاد «زين الدين زيدان» نادي «ريال مدريد الإسباني» للتتويج ببطولات «دوري أبطال أوروبا» مرتين، و«كأس السوبر الأوروبي» و«الدوري الإسباني» و«كأس السوبر الإسباني» و«كأس العالم للأندية».