«3» ثوان فقط لتفتيش الحاوية بميناء حمد القطري

الأربعاء 6 سبتمبر 2017 02:09 ص

قال رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية «صادق محمد العماري» إن «عملية تفتيش الحاوية الواحدة عبر أحدث الأجهزة في ميناء حمد الدولي تستغرق 3 ثوان فقط، وهو أسرع رقم في العالم».

وأضاف «العماري» في تغريدة على «تويتر»: «باي باي (وداعا) جبل علي»، في إشارة لميناء جبل علي بدبي الذي تأثر كثيرا بسبب الحصار المفروض على قطر من السعودية والإمارات، والبحرين ومصر.

 

 

وافتتحت قطر رسميا، الثلاثاء، ميناء حمد في مرحلته الأولى، الذي تشير الأرقام وتصريحات المسؤولين القطريين إلى أنه سيصبح مركزا إقليميا للنقل، وسيعزز من قدرة البلاد على مواجهة الحصار.

ويقع الميناء على بعد 40 كم جنوبي العاصمة الدوحة، وتبلغ تكلفة إنشاء مرحلته الأولى 7.4 مليار دولار.

ويمتد الميناء على مساحة شاسعة تتجاوز 28 كم مربعا، وله حوض بحري ضخم طوله 4 كم، وعرضه 700م، وعمقه 18م، وهذه المقاييس تجعله قادرا على استقبال أكبر سفن الشحن في العالم.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء حاليا مليون حاوية سنويا، ترتفع إلى 7.5 مليون حاوية عند اكتمال جميع مراحله.

ويضم الميناء محطة لاستقبال البضائع العامة بطاقة استيعابية تبلع 1.7 مليون طن سنويا، ومحطة أخرى لاستقبال الحبوب بطاقة مليون طن سنويا، ومحطة ثالثة لاستقبال السيارات بطاقة تبلغ 500 ألف سيارة سنويا.

وهناك محطات أخرى لاستقبال المواشي، فضلا عن العديد من محطات الدعم والإسناد.

ولهذا الميناء محطة للتفتيش الجمركي بطاقة تصل إلى 5600 حاوية كل يوم؛ ما يساهم في تسريع الإجراءات الجمركية.

والميناء مزود، أيضا، بـ12 رافعة من الحجم الكبير التي تنقل الحاويات من السفن إلى الرصيف مباشرة، وكل رافعة منها تستطيع حمل 80 طنا أو حاويتين معا، فضلا عن العديد من الرافعات الجسرية والمتحركة الأخرى.

وسيوفر هذا الميناء العديد من فرص العمل، ويمثل رافدا مهما للقطاع الخاص في قطر، وقد تم إنشاء منطقة اقتصادية متاخمة له في إطار سعي البلاد لزيادة صادراتها غير النفطية وإنشاء صناعات تحويلية، ومن المقرر أن تتم المرحلة الثانية من إنشائه بين عامي 2020 و2021.

هذه الإمكانيات الضخمة، إضافة إلى الموقع المميز للميناء تجعله من أكبر المواني في منطقة الشرق الأوسط، وأحد أكبر مشاريع البنى التحتية في قطر، فيما يرجح مراقبون أن يستحوذ هذا الميناء على 35% من تجارة الشرق الأوسط خلال العام المقبل، وأن يوفر أكثر من 200% من احتياجات السوق المحلية.

ومنذ أن قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين العلاقات مع قطر في يونيو/حزيران، وحاولت فرض حصار بري وبحري وجوي عليها، يستقبل «ميناء حمد» (قبل افتتاحه رسميا) كميات كبيرة من الأغذية ومواد البناء لمشروعات إنشاءات من بينها إستادات لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 التي ستستضيفها قطر.

وأثار حصار قطر مخاوف من أن تلك المشروعات قد تتأجل إذا تعطلت الإمدادات من الشرق الأقصى وجنوب آسيا.

لكن مسؤولين قطريين قالوا إن ميناء حمد سيمكن قطر من تفادي العقوبات من خلال استيراد السلع مباشرة من دول مثل الصين وسلطنة عمان، بدلا من مرورها عبر ميناء رئيسي لإعادة التصدير في دبي.

«جبل علي» ينزف

في المقابل، تخسر الإمارات -التي كانت تُعدّ ضمن أكبر الشركاء التجاريين لدولة قطر- قرابة ملياري ريال من الصادرات نحو الدوحة منذ بداية الحصار، بحسب قراءة صحيفة «العرب» القطرية لأرقام التبادل التجاري بين الدوحة والإمارات.

وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن «جهاز قطر للإحصاء» إلى تراجع قيمة الواردات القادمة من الإمارات خلال يونيو/حزيران الماضي بنسبة 42.3% مقارنةً بالشهر المماثل من العام الماضي، لتستقر عند 492 مليون ريال مقابل 883 مليون ريال في يونيو/حزيران 2016.

وكانت الإمارات العربية -ومن خلال ميناء جبل علي- تلعب دور بوابة دول المجلس التعاون البحرية، لكنها قد تخلّت عن هذا الدور بعد حصارها لدولة قطر وإغلاق مياهها البحرية أمام السفن القادمة من الموانئ القطرية، أو الذاهبة نحوها مهما كان العلم الذي تحمله، ما زعزع صورة الإمارات أمام شركات النقل البحري العالمية ودفعها للتقليص من اعتمادها على ميناء جبل علي في إيصال مختلف السلع إلى الأسواق الخليجية.

وتستورد قطر 80% من احتياجاتها الغذائية عبر جيرانها الخليجيين، الأمر الذي كان يشكّل مصدر إيرادات مهما للشركات في دول الحصار؛ حيث توجهت قطر نحو أسواق بديلة، وبدأت الشركات العُمانية تصدّر المنتجات نحو الدوحة، مع افتتاح 5 خطوط ملاحية تجارية مباشرة نحو ميناء حمد الذي أخذ يتحول إلى منصة تجارية إقليمية، وبدأ في مزاحمة ميناء جبل علي الإماراتي.

كما تدفّقت المنتجات من تركيا والكويت وغيرها من الدول العربية، فضلاً عن اليونان وأذربيجان والهند وغيرها إلى السوق القطرية، إلى جانب ازدهار القطاع الصناعي القطري الذي وجد السوق المحلية مفتوحة أمامه بالكامل، مع تأمين مخزونات تفيض على حاجة السوق القطرية للسلع والبضائع، وفي الوقت نفسه دخلت الشركات الخليجية في دول الحصار أزمة أخذت في التصاعد أكثر فأكثر كلما طال الحصار.

وفي حال استمر الحصار إلى نهاية العام الحالي، فإن الخسائر المقدَّرة للإمارات بسبب انقطاع التبادل التجاري مع السوق القطرية ستصل بحسب تقديرات صحيفة «العرب» إلى أكثر من 5.5 مليار ريال.

  كلمات مفتاحية

الإمارات قطر العلاقات القطرية الإماراتية ميناء حمد جبل علي

رغم الحصار.. توافد السفن على ميناء «حمد» يرتفع بـ47%