استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جديد النكبة الفلسطينية: دحلان "يغزو" غزة.. عبر القاهرة؟

الخميس 7 سبتمبر 2017 04:09 ص

تتوالد النكبات السياسية على الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة من رحم نكبته الوطنية – الام، حتى تكاد تذهب بأصل القضية.

أما جرائم العدو، قتلاً للأطفال والصبايا واغتيالاً للمجاهدين وأسراً لكل من يعمل لخدمة قضيته المقدسة، فتتوالى على مدار الساعة.

لكن ما هو أخطر من الاغتيالات والأسر والسجن لمدد مفتوحة، هو ما تتعرض له القضية المقدسة على أيدي ابنائها، المدفوعين من الخارج، او الطامحين إلى "السلطة" ولو على حساب الوطن التي يسترهنه الاحتلال الاسرائيلي.

في البدء كان عجز "السلطة الفلسطينية" التي أعدت مقاتليها الذين كانوا ثواراً وغدوا الآن "رجال شرطة" في "الداخل"، يطاردون كل من يقول بالثورة بتهمة انه ضد "التحرير" وضد "الدولة المستقلة" التي ما تزال ترقد في مهجع الاحلام..

ثم كان تكريس الانقسام إلى حد القطيعة بين "السلطة" في ما تكرمت عليه به سلطات العدو الاسرائيلي من أراض (لم تغادرها) في الضفة، وبين "حماس" التي "استقلت" بقطاع غزة، وأقامت فيها "سلطتها" في ظل قطيعة بلغت حدود العداء مع "السلطة" بوصفها بعض نتاج حركة فتح.

ومن آسف فان ثلاث حروب اسرائيلية ضد غزة، بأهاليها جميعاً، شيوخاً ونساء واطفالاً، قبل المجاهدين وبعدهم، لم تُسقط جدران القطيعة بين فتح وحماس، بل لعلها تعمقت أكثر فأكثر بعدما البست لبوساً عقائديًا على حساب وحدة الوطن والقضية.

بالطبع كان هناك كثير من "الدول" تعمل على خط القطيعة بين هذين التنظيمين الاسلاميين بالأصل (ولمن نسي، فان الاخوان المسلمين قد لعبوا دوراً اساسياً في قيام فتح، وتولوا قيادتها مباشرة لفترة طويلة، وقد استضافوا فيها العديد من "الاحزاب القومية" ومن احزاب "اليسار"..) وكذلك بالنسبة لحركة "حماس".

هكذا صارت غزة "جزيرة" يحيط بها العدو الاسرائيلي من البر والبحر، ويساهم النظام المصري في حصارها بإقفال المعابر نحو الحدود العربية الوحيدة: مصر.

* * *

فجأة، تقدمت دولة الامارات العربية المتحدة نحو القضية الفلسطينية، بعد دهر من الغياب، معتمدة "اللاجئ السياسي" اليها محمد دحلان فرس رهان.. وهكذا اندفع دحلان في البداية، وأكياس الذهب بين يديه، نحو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما في لبنان بعنوان مخيم عين الحلوة.. وقد جاءت اليه زوجة دحلان بحقائب المال لشراء الانصار وتكتيل خصوم "فتح" وتعزيز قدراتهم، لا فرق بين مناصري "حماس" أو مناصري التنظيمات الأخرى، بمن فيهم جماعة "داعش" أو القريبين منها أو المحسوبين عليها..

ثم قصد محمد دحلان إلى القاهرة التي يعيش مسؤولوها أزمة ثقة مع القيادة الفلسطينية ويبحثون لهم عن دور لهم في مستقبل القضية، والذين يتخوفون من حماس و"مغامراتها العسكرية" التي كلفت الفلسطينيين خسائر فادحة، وأحرجت القيادة المصرية احراجاً شديداً.. فغزة، كانت في عهدة مصر منذ العام 1948 وحتى حرب 1973، وبقيت العلاقات العائلية قائمة مع الضباط والجنود الذي أقاموا فترة طويلة في "القطاع"..

للتذكير أن ثمة من يتحدث عن انقلاب في موقف القاهرة من دحلان، بحيث يقال انها باتت تتبنى مشروعه، أو لا تعارضه، على الأقل.. وأنها لا تمانع في أن يتولى زمام الامور في غزة إذا هو تفاهم مع حماس.

مع التذكير دائماً بأن مشروع دحلان بأن يكون "رجل المستقبل" في الاراضي الفلسطينية التي "منحها" العدو الاسرائيلي للسلطة مستنداً إلى تأييد خليجي (دولة الامارات) وعدم رفض مصري، وربما إلى "قبول" اسرائيلي بهذا الحل الذي يساهم في ضرب ما تبقى من قداسة للقضية الفلسطينية..

النكبة تتوالد فصولاً.. والعرب غائبون عن الوعي، اذا ما تجاهلنا أن بعض حكامهم متواطئون على القضية وأهلها.. بل وأهلهم جميعاً.

أعان الله فتية فلسطين على جهادهم غير المسبوق من اجل نصر يبدو بعيداً!

* طلال سلمان كاتب قومي مخضرم مؤسس ورئيس تحرير "لسفير".

المصدر | السفير العربي

  كلمات مفتاحية

النكبة الفلسطينية محمد دحلان قطاع غزة مصر قضية فلسطين جرائم العدو الإمارات الاحتلال الاسرائيلي الانقسام الفلسطيني حركة فتح حماس ثلاث حروب اسرائيلية