مصر: ذكرى حريق مسرح بني سويف ورحيل نحو 50 فنانا

الخميس 7 سبتمبر 2017 05:09 ص

وافق، الثلاثاء الذكرى الثانية عشر لاستشهاد قرابة 50 من فناني المسرح المصري؛ في مأساة من العيار الثقيل تسبب فيها إهمال نظام الرئيس المخلوع «حسني مبارك»، وهو الحادث الذي تسبب فيه حريق فرن اشتعل في القاعة.

وكان عرض مسرحي اسمه «مَنْ منا حديقة الحيوان» في مهرجان المسرح المصري يقتضي إيقادًا للشموع على خشبة مسرح بني سويف في 5 من سبتمبر/أيلول 2005، وكان العرض مقدم من فرقة مسرح الفيوم، مما دعا إلى مخاوف من مشاهدي العرض، بخاصة من لجنة التحكيم، وكاد عدد من أعضائها ينسحب بالفعل لولا تطمين البعض لهم.

وبعد بداية العرض قام الحارس المكلف بالمسرح بإغلاقه من الخارج على المشاهدين والفرقة، وتسبب لهب أحد الشموع في حريق امتد من ديكورات المسرح إلى فرن بالقاعة، وفيما هرول الحاضرون نحو الباب ومنهم الدكتور «عزت حسان»، والناقد والمؤلف «مدحت أبوبكر»، والمخرج «محمد حبيش».

ومنع المحتجزين في داخل القاعة الباب المغلق من الخروج، فيما استطاع القليلون المغادرة ومنهم المخرج «حسن أبوالنصر» إلا أنه فضل العودة لمحاولة إنقاذ أصدقائه ليستشهد معهم وتلتهم النيران جسده، بحسب «صدى البلد».

وعقب الحادث تأخرت المطافئ في الحضور والإسعاف مما دفع الأهالي إلى إخراج الجثث المتفحمة في ليلة قاسية من تاريخ مصر المعاصر.

وعقب الحادث تقدم وزير الثقافة آنذاك «فاروق حسني» بالاستقالة، فيما رفضها المخلوع «مبارك» إقالته بل داعبه في مناسبة علنية قائلاً: «أنت باقٍ يا روقة»، و«روقة» لقب التدليل في بعض الأوساط المصرية لـ«فاروق».

لجنة تقصٍ وإهمال

وذكر تقرير لجنة تقصي الحقائق الصادر عن «جماعة 5 سبتمبر»، في إشارة لتاريخ الحادث، وتشكلت اللجنة عقب الحادث، أن سيارات الحماية المدنية التى تبعد عن موقع الحريق مسافة 5 دقائق جاءت بعد مرور ما لا يقل عن 50 دقيقة، وبعد وصول سيارات حاول عمال الإطفاء استخدام الخراطيم لإخماد الحريق، لكنهم لم يجدوا مياها يضخونها.

وأشارت اللجنة إلى أن سبب الحادث يتمثل في سقوط شمعة كانت ضمن ديكور العرض أدت إلى ثلاثة انفجارات التهمت قاعة المسرح بشكل كامل.

وأوضح التقرير أن أحد المشاركين، الراحل «حسن عبده»، قام بالاتصال بإدارة الدفاع المدني لتأمين المكان، لكن ما كان منها إلا أن أرسلت رجل إطفاء بأسطوانة محمولة وجلس في نهاية القاعة.

وتقدم وزير الثقافة حينها باستقالته من المنصب الذي شغله منذ عام 1987، إلا أن المخلوع «مبارك»، رفض الاستقالة، ووقع أكثر من 200‏ من الكتاب والمثقفين والفنانين والأدباء على بيان بشأن الحادث حريق وتداعياته طالبوا فيه وزير الثقافة فاروق حسني بسحب استقالته‏، وناشد الموقعون على البيان الرئيس «مبارك» عدم قبول استقالة «فاروق حسني»‏ وتحقيق عاجل عادل.‏

أحكام وتخفيف

وفي عام 2006، صدر حكم محكمة جنح بندر بني سويف ضد المتهمين في حادث حريق قصر ثقافة، وعاقبت المحكمة «مصطفى علوي» المسئول عن قصور الثقافة حينها و7 آخرين بالحبس 10 سنوات مع الشغل وكفالة 10 آلاف جنيه لكل متهم عن أربعة اتهامات.

وألزمت المحكمة «فاروق حسني» بصفته مسئولا عن الحقوق المدنية لأعمال تابعيه بتعويض أهالي الضحايا.

وفي مارس/أذار 2007، برأت محكمة جنح مستأنف بني سويف أربعة من المتهمين في محرقة قصر ثقافة بني سويف عام 2005، من بينهم الدكتور «مصطفى علوي»، رئيس هيئة قصور الثقافة آنذاك، فيما خففت الأحكام الصادرة عن محكمة أول درجة ضد 4 متهمين آخرين، إلى السجن ما بين عام وثلاثة أعوام.

وقضت المحكمة برفض الدعوى المدنية وعاقبت «عادل فراج مصطفى فراج»، مدير عام فرع ثقافة بني سويف، بالسجن لمدة 3 سنوات، و«بهجت جابر محمد القباري»، مدير قصر الثقافة، بالسجن لمدة سنتين، وكلًا من «سمير عبد الحميد» حامد، رئيس قسم المسرح بقصر الثقافة، سنة مع الشغل، و«رجب عبدالله محمد عطوة»، أخصائي أمن بقصر ثقافة بني سويف، سنة مع الشغل.

وفي 2010، قضت محكمة مدني شمال الجيزة بإلزام «فاروق حسني»، وزير الثقافة، بدفع تعويض مدني 100 ألف جنيه لأسرة فتاة لقيت مصرعها في الحادث.

وعلى الرغم من أن الدكتور «محمد صابر عرب»، وزير الثقافة الأسبق، أوصى بتخصيص يوم 5 من سبتمبر/أيلول، من كل عام، يومًا سنويًا لإحياء ذكرى شهداء المسرح، إلا أن ذلك لم يستمر طويلًا، وفي عام 2013 قرر الوزير ذاته إطلاق اسم «5 سبتمبر» على مسرح «ملك» التابع للبيت الفني للمسرح بشارع «عماد الدين» تخليدا لذكرى شهداء حريق مسرح بني سويف، ولم يحدث من ذلك شيء، وأصبحت الذكرى في عداد النسيان.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر بني سويف مسرح حريق عرض شموع مواقد غاز شهداء إهمال سيارات إطفاء مبارك فاروق حسني علوي قصور الثقافة