«بروكينغز»: هل تشهد جماعة الإخوان انقساما كبيرا بحلول عام 2020؟

السبت 9 سبتمبر 2017 08:09 ص

طرحنا مؤخرا مجموعة من الأسئلة على 10 مساهمين خبراء يشاركون في مبادرة إعادة التفكير حول الإسلام السياسي. وهم من بين أبرز علماء الحركات الإسلامية، حيث قام كل منهم بعمل ميداني واسع النطاق حول جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المستوحاة من الإخوان في 12 دولة.

كان السؤال الأول الذي طرحناه على خبرائنا هو: ما مدى احتمال تخلي جماعة الإخوان المسلمين عن موقفها الرسمي غير العنيف؟ والسؤال الثاني هو: ما مدى احتمال قيام جماعة إسلامية بالوصول إلى الحكم في كل بلد عربي خضعت للدراسة في مرحلة ما قبل عام 2020؟

والسؤال الثالث الذي طرحناه على خبرائنا هو: ما مدى احتمال حدوث انقسام كبير داخل جماعة الإخوان المسلمين المصرية بحلول نهاية عام 2020؟ وبما أن جماعة الإخوان قد شهدت بالفعل انقسامات داخلية كبيرة منذ انقلاب عام 2013، فإن الانقسام الكبير سوف ينطوي على انقسام رسمي تتفرع فيه جماعة الإخوان في منظمتين أو أكثر. وأعطى المشاركون إجاباتهم في شكل نسبة مئوية تعبر عن احتمال حدوث ذلك بحلول عام 2020. وفيما يلي، قمنا بتلخيص متوسط ​​الردود التي تلقيناها.

انقسامات في أوقات الشدة

وقال أحد الخبراء: «يبين التاريخ أن الإخوان غالبا ما تتعرض للانقسامات في أوقات الشدة والقمع»، وأن هذا «ليس استثناء». وهناك فرق ملحوظ هذه المرة، وهو أن الشدائد، من حيث القمع والاعتقالات، ووفيات أعضاء الإخوان، وصلت إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، وقد تجاوزت ما يسمى بمحنة الخمسينات والستينات.

وأشار العديد من خبرائنا إلى وجود فجوة كبيرة بين الأجيال في جماعة الإخوان المسلمين. وأشار أحد الخبراء إلى أن «هناك أدلة على الانقسامات بين الأجيال في جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة في مصر والأردن»، في حين أشار آخر إلى «تزايد خيبة الأمل لدى الإخوان». وقال خبير، «بعد سقوط مرسي من السلطة، يرى الجيل الأصغر من أتباع الإخوان ضرورة اتباع نهج جديد للحصول على النفوذ السياسي وممارسته». ومع ذلك، رأى مشارك آخر أن ظهور أي فصيل جديد يخرج من عباءة جماعة الإخوان يعتمد جزئيا على الأقل على «القدرة التنظيمية لفوج القيادة الأصغر سنا، واستعداد القيادة الجديدة لتشكيل جماعة جديدة».

وقد يبرم النظام الحالي في نهاية المطاف اتفاقا مع جماعة الإخوان القديمة أو جماعة الإخوان الناشئة. وتوقع أحد المشاركين سيناريو يحاول فيه النظام «تقسيم الإخوان» من خلال تشجيع نشوء حزب إسلامي «معتدل»، مع ملاحظة أن أي حزب جديد سيواجه معركة شاقة في جذب الدعم. ولم يستبعد باحث آخر إمكانية «إقامة هدنة مع النظام (لكي يتمكن الإخوان المتحمسون والمتحررون سياسيا من العودة إلى الحياة العامة)». ومع ذلك، حذر خبير آخر من أن فتحا سياسيا جديدا يمكن أن «يخرج رؤى مختلفة اختلافا جوهريا عن هوية الإخوان وأجندتهم التقليدية».

دون انقسام تنظيمي

وقد تستمر الانقسامات الأيديولوجية الداخلية دون أن تؤدي بالضرورة إلى تشكيل أي مجموعات منفصلة. وإذا اختار المستاؤون الحفاظ على الوحدة وعدم الانقسام، فمن المرجح أن تصبح جماعة الإخوان «أكثر تعددا من الناحية الأيديولوجية (ولكن) أقل انضباطا من الداخل». ولاحظ آخر أن المحادثات مع أعضاء الإخوان وأعضاء الجماعات الإسلامية الإقليمية الأخرى تكشف أن «الخلافات مستمرة وأنه يجري بالفعل تحديد الهوية الذاتية في الفروع المختلفة من الجماعة».

وهناك خيار آخر، حيث يمكن للأعضاء الخروج من الجماعة، والابتعاد عن السياسة تماما. سواء كان ذلك بسبب خيبة الأمل أو المشقة أو غير ذلك، فقد يدفع الخلاف الداخلي بعض الأعضاء إلى مغادرة الجماعة بالكامل، إما بالتخلي عن السياسة أو باتخاذ قرار بتركيز أنشطتهم في جماعات أخرى أو في منظمات المجتمع المدني. وكما ذكر أحد خبرائنا، فإن «الخطر الأكبر هو الخروج تماما من الجماعة. وقد رأيت العديد من الانشقاقات الصغيرة ورفيعة المستوى (مثل حزب الوسط في التسعينات)، ولكن لن يكون الأمر مشابها حين يخرج ربع الأعضاء ويعيدوا تشكيل أنفسهم في جماعة جديدة».

المصدر | شادي حميد - بروكينغز

  كلمات مفتاحية

جماعة الإخوان مصر محمد مرسي انقسام الإخوان