السعودية «آخر المستسلمين» لبقاء «الأسد».. ما سر التحول؟

السبت 9 سبتمبر 2017 09:09 ص

وصفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، المملكة العربية السعودية، بآخر المستسلمين، وذلك فيما يتعلق بموقفها حول بقاء رئيس النظام السوري «بشار الأسد».

وقالت الوكالة الأمريكية إن السعوديين لحقوا بأمريكا وأوروبا في إقرارهم بضرورة بقاء «الأسد» في حكم سوريا، وضرورة تنسيقهم العمل مع روسيا للوصول إلى تسوية كاملة وحل شامل، بشأن تلك الحرب الدائرة منذ 6 سنوات.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن ما يؤكد تلك الفرضية، هو استضافة الرياض لمجموعات المعارضة لحثهم على الاتفاق مع الفصائل المتشددة على ضرورة أن يكونوا أقل إصرارا على رحيله الفوري.

كما أن زيارة وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، إلى الرياض، وزيارة الملك «سلمان بن عبدالعزيز المرتقبة إلى موسكو، تظهر أيضا أن السعودية بدأت فعليا في الاستسلام والتراجع عن موقفها المتشدد بشأن سوريا.

أما عن سر التحول السعودي المفاجئ، فقالت بلومبيرغ إنه يرجع بصورة كبيرة للخسائر المتتالية، التي منيت بها المعارضة السورية، واستعادة الأسد فعليا السيطرة على جزء كبير من البلاد، خلال العامين الماضيين.

كما أن السبب الآخر، هو إعلان إنهاء الإدارة الأمريكية الجديدة برنامج تسليح المعارضة السورية، وهو ما يعني تخلي الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، عنهم، علاوة على التعاون القائم حاليا بين موسكو وتركيا.

ونقلت الوكالة الأمريكية، عن رئيس قسم الدفاع والأمن في مركز الخليج للأبحاث في دبي، مصطفى العاني»، قوله إن: «السعودية أدركت الآن أن روسيا هي الطرف الوحيد القادر على حل الصراع في سوريا، وهو ما جعلهم موقنين لأنه لا مشكلة لديهم في بقاء الحكومة السورية الحالية».

حجر عثرة

أما حجر العثرة، الذي يقف حائلا دون إعلان السعودية النهائي دعمها الكامل للأسد هو وقوف إيران إلى جانب حكومة «الأسد».

وقالت بلومبيرغ إن جميع الحقائق العسكرية تصب في مصلحة روسيا و«الأسد»، وهو ما دفع الرياض إلى تطوير علاقاتها مع موسكو.

ولكن هناك هدف آخر من تطوير المملكة علاقات التقارب مع روسيا، بحسب الوكالة الأمريكية.

ويتمثل هذا الهدف في الرغبة السعودية في مواجهة صعود الحليف الآخر القوي الداعم للأسد، ألا وهو إيران، خاصة وأنه وفقا لتقارير عديدة لعبت دورا كبيرا في الانتصارات الاستراتيجية العديدة التي حققها جيش النظام السوري.

وقال «العاني» عن ذلك الأمر إن «مسألة بقاء حكومة النظام السوري وحتى بشار الأسد، لم تعد قضية ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمملكة، ولكنها بجانب أمريكا وإسرائيل يقولون اليوم إنه ينبغي على روسيا أن تضغط بقوة من أجل إنهاء وجود إيران في سوريا، وأن تلك هي القضية الأهم بالنسبة إليهم».

وتكمن الأزمة في ذلك الأمر، وفقا للوكالة الأمريكية، في أن موسكو تنظر إلى طهران على أنها حليف استراتيجي هام في الشرق الأوسط.

وعن ذلك الأمر، نقلت بلومبيرغ تصريحات عن «يوري بارمين»، المتخصص في شؤون الشرق الوسط بمجلس العلاقات الدولية الروسية التابع للكرملين، قال فيها: «القوة الأهم في سوريا الآن هي روسيا، وهي من تملك زمام القرار حاليا، وأعتقد أنهم يعملون حاليا على احتواء نفوذ إيران، وأظن أنها ستكون محل تفاوض واسع النطاق مع السعوديين في الفترة المقبلة».

كما نقلت أخيرا، عن دبلوماسيين غربيين مطلعين على الأزمة السورية، تصريحات قالا فيها: «أمريكا وأوروبا كما السعودية وتركيا، كان عليهما تغيير مواقفهم تجاه الأسد، وهم الآن يقبلون ببقائه في السلطة، خلال مرحلة انتقالية، وهذا تغير كبير في مسار الأزمة».

وفي وقت سابق، قال مصدر سعودي مسؤول لوكالة الأسوشيتد برس إن وزير خارجية المملكة، «عادل الجبير»، دعا المعارضة السورية لوضع رؤية جديدة حول تسوية الأزمة في سوريا ومستقبل «الأسد».

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته ووصفته الوكالة بالمطلع، «هو (عادل الجبير) لم يصرح بوضوح أن بشار الأسد من الممكن أن يبقى في السلطة، لكن، إذا قرأنا بين السطور ما يقال حول ضرورة وضع رؤية جديدة، فما هي القضية التي تمثل الموضوع الأساسي للجدل؟ هل يبقى بشار الأسد أم لا؟».

دعوة «الجبير» هذه تم توجيهها، للهيئة العليا للمفاوضات المعروفة أيضا بمنصة الرياض للمعارضة السورية، والتي عقدت، اجتماعا في العاصمة السعودية مع كل من منصتي موسكو والقاهرة لبحث موضوع تشكيل وفد موحد للقوى المعارضة إلى مفاوضات جنيف الخاصة بتسوية الأزمة السورية في شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وتلتزم الهيئة العليا للمفاوضات، التي اعتبرتها الأمم المتحدة والحكومات الغربية ممثلا أساسيا عن المعارضة السورية، بموقف ثابت من مستقبل رئيس النظام السوري مفاده أنه لا مكان للأسد في أي عملية انتقالية في البلاد.

وأعلنت الهيئة في بيان صدر عنها عقب المفاوضات أن الأطراف المشاركة فيها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق بسبب إصرار منصة موسكو على عدم طرح موضوع تنحية «الأسد» كشرط مسبق في اجتماعات جنيف.

وتحدثت صحيفة التايمز البريطانية في وقت سابق عن التغير الجذري في موقف بريطانيا وحلفائها تجاه الحرب السورية بعد تخليهم عن مطلبهم الذي تمسكوا به لفترة طويلة بتنحي «بشار الأسد» عن السلطة بل وربما قبلوا بانتخابات يسمح له بالمشاركة فيها.

وأشارت إلى أن الحلفاء الغربيين أبلغوا زعماء المعارضة السورية خلال اجتماعهم أخيرا في الرياض أنه ليس أمامهم سوى قبول وجود «الأسد» في دمشق وبالتالي ليس هناك مجال للتمسك بضرورة تنحيه قبل خوض مفاوضات حول مستقبل سوريا.

المصدر | الخليج الجديد + سبوتنيك

  كلمات مفتاحية

السعودية الأسد سوريا بن سلمان أوروبا أمريكا الدولة الإسلامية