كسبت مضيفة الطيران الروسية «يفغينيا ماغورينا» قضية تقدمت بها في المحكمة بموسكو، ضد شركة الطيران الروسية «إيروفلوت»، بسبب إيقافها عن العمل في الرحلات الطويلة، وتعللت الشركة بزيادة وزنها.

وأيدت المحكمة الروسية الدعوى التي تقدمت بها المضيفة «ماغورينا»، الأربعاء، بإلغاء الحكم السابق الذي كان قد صدر عن محكمة محلية، والذي قضى بتقييدها عن العمل في الرحلات بعيدة المسافة، حيث ترغب الشركة في طاقم أصغر سناً وأكثر جاذبية من ناحية الشكل.

وبحسب «العربية نت» ألقت الدعوى الضوء على الكيفية التي ما يزال ينظر بها إلى النساء في روسيا، بعيدًا عن المهارات والخبرات مع التركيز على الشكل الخارجي والمظهر الجذاب فحسب .

وثائق مسربة

وأكدت «ماغورينا» على أن تجربتها كانت جزءاً من تحرك أوسع، لمئات من المضيفات في الشركة، إذ يواجهن تخفيضات في الرواتب، مع حرمانهن من الرحلات طويلة المدى.

ويتوقع في هذا السياق أن تستمع المحكمة نفسها في وقت لاحق من الشهر الجاري، إلى الطعن الذي قدمته مضيفة أخرى تابعة لشركة «إيروفلوت» محتويًا طلبًا مماثلًا.

وذكرت «ماغورينا» إن مديراً بالشركة متعاطفاً معها سرّب لها وثائق تظهر أن قرابة 600 من طاقم الشركة المكون من 7 آلاف شخص، ومعظمهم من النساء، تم نقلهم الى رحلات أقصر لتفادي دفع مكافأة لأنهن اعتبرن، من جانب الشركة، أيضا «عجائز.. ومكتنزات وشنيعات».

المحكمة تقر التمييز

وبدورها، قضت المحكمة الروسية بأن لوائح شركة الطيران «إيروفلوت» بشأن أحجام الملابس تمييزية، ومن ثم وزن صاحباتها.

وفي الوقت الذي أيدت المحكمة، مطالبة التمييز التي قدمتها «ماغورينا»، أمرت المحكمة شركة «إيروفلوت»، أيضًا، بدفع أجور المكافأة التي حرمت منها المضيفة المتظلمة، إلا أن المحكمة اكتفت بمنحها 5000 روبل (87 دولاراً) فحسب، من طلب التعويض الذي تقدمت به.

ومن جانبه رحب محامي المضيفة بقرار المحكمة ووصفًا إياه بـ«انتصار مؤكد».

وأكد المحامي «كسينيا ميكايليتشينكو» على أنه: «لم نرفع الدعوى من أجل الحصول على المال، ولكن أردنا أن تعترف المحكمة بأنك لا تستطيع التعامل مع الأشخاص بهذا القبيل».

ومن المعتاد في محاكم روسيا عدم تقديم تعويضات كبيرة، حتى لو أيدت الدعوى القضائية بالكامل.

ولم يكن لدى المكتب الصحفي في «إيروفلوت» أي تعليق فوري على الدعوى القضائية، بحسب موقع «أيه بي سي».

ولكن «إيروفلوت» نفت في المحكمة وجود تمييز، قائلة: «إن الشركة ليست ملزمة بدفع العلاوات المعنية»، لكن الشركة اعترفت بتفضيلها لوجود مضيفات أكثر رشاقة في طاقم المقصورة، وادعت الشركة أن لديها أسبابا موضوعية لذلك.

وزعمت الشركة أن الوزن الزائد يمكن أن يشكل خطرا على السلامة من خلال بطء أداء مخارج الطوارئ، ويحتاج إلى وقود أكثر لتكلفة النقل.

حرمان وتهميش

وكانت «ماغورينا» البالغة من العمر 42 عاما،  قدمت إلى المحكمة قسائم دفع تبين أنها توقفت عن الحصول على راتب المكافأة الإضافي العلاوات"، الذي يمثل نحو 20% من إجمالي دخلها.

وجاء ذلك القرار بخصم المكافأة، بعد تقدم «ماغورينا» بطلب للحصول على مقاس أكبر من زي المضيفات الموحد.

وذكرت «ماغورينا»، أيضا، أن هذا القرار تبعه تهميشها من وظيفة رئيسة طاقم المضيفات، كما كان يحدث من قبل.

وطالبت «ماغورينا» بتعويض من الشركة قدره 500 ألف روبل (قرابة 8700 دولار أمريكي) نتاج الأضرار التي تعرضت لها.